معنى توحيد الربوبية و الألوهية
معنى توحيد الربوبية و الألوهية
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
سؤال الله الناس يوم القيامة بغرض توبيخهم وتقريعهم وإقامة الحجة عليهم :
مع اللقاء الرابع عشر من لقاءات سورة القصص ومع الآية الخامسة والستين وهي قوله تعالى: |
وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ * فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنبَاءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لَا يَتَسَاءَلُونَ(سورة القصص: الآية 65-66)
في الآيات السابقة كان الحديث عن التوحيد بشكل عام ، وبيّنا كيف تناولت الآيات التوحيد ، ومعظم السورة المكية في القرآن الكريم تتناول التوحيد ، وتستخدم القصة ، أو المثل ، أو الأفكار المجردة للوصول إلى تثبيت قضية التوحيد في النفوس . |
الهدف من السؤال
|
الهدف من الخبر اليوم
|
الالتزام بأوامر الله
|
فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ(سورة الأعراف: الآية 6)
الجواب غير موجود عند أحد
|
الله تعالى لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصاً وصواباً :
لكن ربنا عز وجل من رحمته عندما تشعر أن الأبواب غلقت ، أي الموقف رهيب ومهيب تقول : يا رب ما هذا الموقف ؟ يأتيك مباشرةً بالجانب المضيء بأن المنفذ موجود ، وأنه كان لك في الدنيا أن تفعل أشياء بسيطة حتى تتقي هذا الموقف ، وحتى تتقي هذا الخزي والعار أمام الله تعالى ، ففوراً ربنا عز وجل قال : |
فَأَمَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَىٰ أَن يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ(سورة القصص: الآية 67)
اقتران الإيمان بالعمل في القرآن
|
{ قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ لا يَقْبَلُ مِنْ الْعَمَلِ إِلا مَا كَانَ لَهُ خَالِصًا وَابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُهُ }
(رواه النسائي)
توبة فبناء فسلوك
|
الفرق بين الفلاح و النجاح :
النجاحات متعددة
|
الخلق و الخيرة لله تعالى :
وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ(سورة القصص: الآية 68)
لله الخَلق والخيرة
|
لَوْلَا نُزِّلَ هَٰذَا الْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ * أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ(سورة الزخرف : الآية 31-32)
النبي صلى الله عليه وسلم رحمةٌ من الله ، أرسله الله رحمةً للعالمين ، فهو الذي خلقه ، وهو الذي اختاره ، (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ) هذا بالمعنى السياقي ، أما لو تحدثنا عن الآية بشكل عمومي شمولي فنقول : (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ) كل شيءٍ في الحياة ربك هو الخالق ثم ربك هو الذي يختار منه ما يريد ، فربنا عز وجل خلق الأشهر واختار منها رمضان ، وخلق الأشخاص واختار منهم الأنبياء ، واختار من الأنبياء محمداً صلى الله عليه وسلم ، وخلق الأمكنة واختار منها بيوت الله ، واختار من بيوته ثلاثاً بيت الله الحرام ، والمسجد النبوي ، والمسجد الأقصى ، فجعل الرحال لا تشدُّ إلا إليها : |
{ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " لاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلاَّ إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ، وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم وَمَسْجِدِ الأَقْصَى }
(رواه مسلم)
الاستجابة لاختيار الله
|
{ عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عنه ، قال: كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُعلِّمُ أصحابَه الاستخارةَ في الأمورِ كلِّها ، كما يُعلِّم السورةَ من القرآنِ ؛ يقول: إذا همَّ أحدُكم بالأمرِ فلْيركَعْ ركعتينِ من غيرِ الفريضةِ ، ثم لْيقُل: اللهمَّ إني أستخيرُك بعِلمك ، وأستقْدِرُكَ بقُدرتك ، وأسألُك من فَضلِك ؛ فإنَّك تَقدِرُ ولا أَقدِرُ ، وتَعلمُ ولا أَعلمُ ، وأنت علَّامُ الغيوب ، اللهمَّ فإنْ كنتَ تَعلَمُ هذا الأمْرَ ثم تُسمِّيه بعَينِه خيرًا لي في عاجلِ أمْري وآجلِه قال : أو في دِيني ومعاشي وعاقبةِ أمري فاقْدُرْه لي ، ويَسِّره لي ، ثم بارِكْ لي فيه ، اللهمَّ وإنْ كنتَ تعلمُ أنَّه شرٌّ لي في دِيني ومعاشي وعاقبةِ أمْري أو قال : في عاجِلِ أمْري وآجِلِه فاصْرِفني عنه ، واقدُرْ لي الخيرَ حيثُ كانَ ثمَّ رضِّني به }
(رواه البخاري)
أي اجعلني أرضى بهذا الحكم الذي جاء منك يا رب ، فالمؤمن يضع خياره عند الله ، وهذا لا يعني أنه يترك الأخذ بالأسباب لكن الخيار في النهاية لمن ؟ لله ، يقول : يا رب أنا لا أختار لنفسي . |
وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ(سورة الأحزاب : الآية 36)
فهنا (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ) خاطب رسوله والمؤمنين بالربوبية . |
الفرق بين الربوبية والألوهية :
هناك ربوبية وألوهية ، أكثر الخلق مشتركون في فهم مفهوم الربوبية حتى إن المشركين في قريش الذين يخاطبهم الله تعالى في قرآنه في هذه الآيات كانوا يعلمون أن الله هو الرب جل جلاله ، والدليل : |
وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ(سورة الزمر: الآية 38)
الله هو الرزاق
|
مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ(سورة الزمر : الآية 3)
فأقرّوا بفضل الله عليهم ثم توجهوا إلى غير الله بالشكر ، وبالدعاء ، وبالحمد ، وبالثناء ، هذه المشكلة الرئيسة . |
الإنسان صاحب اختيار مما يأتي من الله أما ما ينبعث هو إليه فله الخيرة فيه :
نفي الشان
|
وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا(سورة الفرقان: الآية 3)
لكن انتبهوا لا أقصد ليس يملك اختياراً بمعنى أنه مجبرٌ على أعماله ، حاشا لله، لا ، ( مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ) لا يعني أنهم ليسوا مختارين في أن يأخذوا طريق الحق أو الباطل ، طريق الصدق أو الكذب ، وإلا لو لم يكن للإنسان خيرةٌ في اختيار طريق الحق أو الباطل فكيف يحاسبه الله ؟! تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ، ( مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ) أي في أن يختاروا هم شيئاً في الحياة ليس من أمور التكليف ، في التكليف لهم الخيرة ، لكن أنت هل كان لك الخيرة في أن تولد عام ألف وتسعمئة وسبعين ؟ أو سبعمئة وثمانين ؟ ليس لك الخيرة في ذلك ، ثم هل لك الخيرة في أن تفرض على الله تعالى- حاشاه- أن يكون نبيه فلاناً أو فلاناً ؟ ليس لك الخيار ، ثم هل لك الخيرة في أن تعتمد على الله أو على غيره ؟ ليس لك الخيرة ، فهنا المقصود بما كان لهم الخيرة، وليس في التكليف ، لأن الله يقول : |
إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا(سورة الإنسان : الآية 3)
سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا(سورة الأنعام : الآية 148)
يقول تعالى : |
قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا ۖ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ(سورة الأنعام : الآية 148)
الإنسان مخَّير
|
وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا(سورة يونس : الآية 99)
أي لو أراد الله أن يمنع عنك الخِيَار لقال لك : أنت مؤمن وكفى ، كما منع الخيار عن الملائكة فكانوا : |
لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ(سورة التحريم: الآية 6)
فالله تعالى حرم الخيار للملائكة ، لم يحرمه للإنسان ، لذلك حمّله الأمانة لأنه صاحب اختيار (مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ) مما يأتي من الله ، أما ما ينبعثون هم إليه فلهم الخيرة فيه ، ولو لم يكن لهم الخيرة فيه لما كان عليهم من حسابٍ ولا عقابٍ ولا ثواب ، لكن اختيارهم هو الذي جعل الله يكافئهم على حسن انبعاثهم ، أو يعاقبهم على سوء انبعاثهم ، فقال: (مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ) . |
الله تعالى منزهٌ عن كل ما يشرك به :
أي شيء دون الله
|
وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ(سورة الزمر: الآية 3 )
(مِن دُونِهِ) أي شيء في الوجود هو دون الله ، فمن يتخذ شيئاً أو آلهةً فهو يتخذها من دون الله تعالى ، (سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ) . |
الله تعالى رب العالمين يربي النفوس و الأجسام :
معنى الرب
|
وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا ۗ لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ(سورة النحل : الآية 5 )
أوجه تربية النفس
|
الله تعالى عالم كل شيء ويعلم ما تُكِنُّ صدورنا :
الآن الآية التي بعدها : |
وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ(سورة القصص: الآية 69)
المربي يجب أن يعلم
|
وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ۚ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۚ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ(سورة الأنعام : الآية 59)
يعلم كل شيء ، علم ما كان وما يكون وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف كان يكون ، علم كل شيء جلّ جلاله ، فقال : (وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ) الآن مربي الصف يعلم ما يعلنون ، ويعلم ما يأتيه من أخبار من هنا ، أو من هنا ، لكن إذا أسرَّ طالب سريرةً هل يعلمها؟ لا يعلمها ، لكن ربنا عز وجل يربينا ويعلم ما تُكِنُّ صدورنا أي ما نخفيه في داخلنا الله تعالى يعلمه : |
يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ(سورة غافر: الآية 19)
لا يحاسب الإنسان على ما يكنه
|
وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ * وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَىٰ وَالْآخِرَةِ ۖ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ(سورة القصص: الآية 69-70)
مفهوم الألوهية والربوبية معاً في كل آيةٍ من آيات القرآن الكريم :
الشكر في الأصل يكون لله
|
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ(سورة الفاتحة : الآية 1)
(بِسْمِ اللَّهِ) (اللَّهِ) هو اسم الذات الأعظم: (الرَّحْمَٰنِ) هو الرحمن في ذاته فتتوجه إليه ، (الرَّحِيمِ) الرحيم بك فيما يفعله بك فهو من مفهوم الربوبية ، فالرحمن ألوهية لأنه رحمنٌ في ذاته ، والرحيم ربوبية لأنه رحيمٌ في أفعاله ، ثم تقول : |
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(سورة الفاتحة : الآية 2)
(الْحَمْدُ لِلَّهِ) تتوجه له بالحمد هذه الألوهية ، (رَبِّ الْعَالَمِينَ) هذه الربوبية |
الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ(سورة الفاتحة : الآية 3)
(الرَّحْمَٰنِ) ألوهية ، (الرَّحِيمِ) ربوبية : |
مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ(سورة الفاتحة : الآية 4)
(مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) ألوهية وربوبية ، لأن الدين دان إلى الشيء : رجع إليه ، فأنت إلى من ترجع ؟ إليه ، وهو المالك لأنه الرب ، من مقتضيات الربوبية . |
إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ(سورة الفاتحة : الآية 5)
فالعبادة له والاستعانة به جلّ جلاله ، ثم الطلب منه : |
اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ(سورة الفاتحة : الآية 6)
التوجه لله لوحده
|
عدل الله المطلق في الآخرة :
الدنيا دار ابتلاء
|
وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ(سورة إبراهيم : الآية 42)
قد يعاقبهم في الدنيا لحكمة أرادها، وقد لا يعاقبهم ، أصحاب الأخدود حُفر لهم الأخدود ووضعوا فيه : |
قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ * وَهُمْ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ(سورة البروج : الآية 4-5-6-7)
ما نصرهم الله في الدنيا،ماتوا،لكن ماتوا على المبدأ ثابتين ، لكن متى المكافأة؟ يوم القيامة، لذلك في سورة البروج بعدها مباشرةً : |
إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ(سورة البروج: الآية 10)
(إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا) فما الذي لهم ؟ لهم الأخدود ؟ الأخدود كان للذين آمنوا ، قال : (فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ) هناك الجزاء (كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُم بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ) (فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ) : |
كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُم بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ(سورة النساء: الآية 56)
بالطرف المقابل (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) ما الذي لهم ؟ هل قال لهم مكافأة في الدنيا ؟ لا : |
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ(سورة البروج: الآية 11)
اُحرِقوا في الدنيا ، أُلقوا في الأخدود وأُشعلت بهم النار وما فعلوا شيئاً . |
وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ(سورة البروج: الآية 8)
العدل المطلق يوم القيامة
|
وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(سورة الزمر: الآية 75)
جميع الخلائق بصوت واحد (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) لأنه يُحمد على مثوبته وعدله وجزائه . |
الله تعالى إليه المصير و هو سيفصل بين عباده يوم القيامة :
الله يفصل بين عباده
|
اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ(سورة الحج : الآية 69)
فهو الذي يفصل ويحكم جل جلاله (وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) فالمصير إليه جل جلاله ، وهذه مقتضيات الألوهية ، والآيات التي قبلها مقتضيات الربوبية ، وهنا سنتوقف إن شاء الله. |
الآن في الآيات التي تليها ربنا جل جلاله سيتحدث عن هذا المفهوم مفهوم الربوبية ثم الألوهية معاً من خلال أمثلة واضحة من حياتك ، وهي الليل والنهار ، اختار لك الليل والنهار فقط ، ففي الليل والنهار يتضح لك أنه هو الرب الذي يأتي بالليل والنهار ، وهو الإله جل جلاله الذي ينبغي أن تتوجه إليه على نعمائه وفضله ، فهذا إن شاء الله موضوع اللقاء القادم . |