اللجوء إلى الله بالهداية

  • الحلقة 02
  • 2023-03-25

اللجوء إلى الله بالهداية


مقدم اللقاء:
الحديث عن الدعوة إلى الله لابد أن يأخذنا إلى أول سورة نزلت في كتاب الله، وربما الأمر الجليل سيدي في سورة الفاتحة:

اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)
(سورة الفاتحة)

اللجوء إلى الله بالهداية، والهداية باب كبير نود أن ندخل إلى هذا الباب بمعانيه وتفصيلاته وأرجائه وأبوابه.

الدكتور بلال نور الدين:

معنى الهداية:
الهداية هي الدلالة
الحقيقة أن الإنسان يقدم طلباً لوظيفة ما، وينتظر جواباً، يقدم طلباً لقبض مبلغ من المال وينتظر الجواب، أيّ طلب يقدّمه الإنسان ينتظر جوابه، ونحن في كل يوم نقدم طلباً لعشرات المرات، وهذا الطلب أننا نطلب من الله تعالى أن يهدينا ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ ليس هناك صلاة إلا فيها فاتحة، وفي كل ركعة لابد من الفاتحة، وفي كل فاتحة نطلب هذا الطلب من الله تعالى فنقول: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ هذا الطلب ألا ينبغي أن نفهم معانيه؟ ألا ينبغي أن نحرص على أن يُستجاب لنا؟ أن نتخذ الأسباب التي تجعلنا أهلاً لهداية الله تعالى؟ بادئ ذي بدء: الهداية هي الدِّلالة، أو الدَّلالة لغتان صحيحتان.

مقدم اللقاء:
الهداية هي الدلالة.

الدكتور بلال نور الدين:
الدَّلالة أو الدِّلالة، هي البيان، التعريف، الإرشاد، هداه إلى الطريق: دله عليه، سائل سأل: كيف أسير إلى المدينة الفلانية؟ قيل له: من هنا، هذا الرجل هدى الرجل السائل إلى الطريق.
فالهداية بهذا المعنى هي الدِّلالة والبيان والإرشاد والتعريف، فنحن عندما نطلب من الله أن يهدينا الصراط المستقيم، الصراط الذي يصل بنا إلى الله تعالى، وتعلمون رياضياً أقصر طريق يمر بين نقطتين هو المستقيم.

مقدم اللقاء:
الطريق المستقيم، الله، الله!

الدكتور بلال نور الدين:
ثم الطريق المستقيم ليس هناك ثانٍ له، بمعنى أنك لو رسمت خطاً آخر مستقيماً بين نقطتين سيأتي فوق الخط تماماً، والثالث والرابع كذلك، وهذا يعني أن الطريق إلى الله تعالى واحد، ولا يعني أن الأساليب واحدة، الأساليب متنوعة وكثيرة، لكن الطريق واحد.

مقدم اللقاء:
الطريق واحد لكن الأساليب تتنوع.

الدكتور بلال نور الدين:

طرق الغواية والضلالة كثيرة جداً، لكن طريق الحق واحد:

وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153)
(سورة الأنعام)

فجعل السبيل الموصلة إليه واحداً ﴿وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ﴾ طرق الغواية والضلالة كثيرة جداً، لكن طريق الحق واضحة، لذلك يقول تعالى:

اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ۗ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (257)
(سورة البقرة)

طرق الغواية متعددة وكثيرة
بالجمع ﴿إِلَى النُّورِ﴾، ما قال: إلى الأنوار، وما قال من الظلمة بل من الظلمات، طرق الغواية متعددة وكثيرة، لو أنفق الإنسان عمره وهو يبحث في طرق الغواية لما انتهى، سبل، فالأولى به أن يتعلم طريقاً واحدة هي الطريق التي توصله إلى الله تعالى، الطريق التي تهديه إلى الحق وإلى صراط مستقيم، فهذا الطلب الذي نقدمه هو طلب هداية، ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ لابد أن نعي مدلولاته، وأن نفهم مراميه، وأن نفهم ما الهداية التي نطلبها؟ وما هي أنواعها؟ وما هي أسبابها؟ وما هي المَعوقات التي تمنع من هداية الإنسان إلى ربه.

مقدم اللقاء:
جميل، إذاً أنواع وأسباب ومعوقات للهداية، إذاً الهداية هو علم سيدي، نستطيع أن نقول أنه علم، وهناك من يطلبه ويسلكه؟

الدكتور بلال نور الدين:
مئة بالمئة، علم غائب، علم مفقود.

مقدم اللقاء:
علم مفقود، الله المستعان.