هداية الآخرة 1

  • الحلقة 05
  • 2023-04-01

هداية الآخرة 1


مقدم اللقاء:
إذاً قلنا هداية عامة، هداية الدلالة، وهداية التوفيق، ثم هداية الآخرة، هذه الهداية كذلك الأمر نسال الله أن يرزقنا إياها، اللهم آمين.

الدكتور بلال نور الدين:

هداية الآخرة:
قال تعالى:

وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَىٰ صِرَاطِ الْحَمِيدِ (24)
(سورة الحج)

الله تعالى هدى الجميع هداية دلالة
في الآخرة، فالمؤمن تماماً حتى نسلسل الفكرة للإخوة المتابعين؛ الله تعالى هدى الجميع هداية دلالة، فمن استجاب وفّقه هداية توفيق، فهداه جل جلاله، فمن تابع في مسيره في الهداية التي وفّقه الله تعالى إليها استحق هداية الآخرة إلى جنة عرضها السماوات والأرض، يقول صلى الله عليه وسلم:

{ إذا خلص المؤمنون من النار حبسوا بقنطرة بين الجنة والنار، فيقتصون مظالم كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة، فوالذي نفس محمد بيده، لأحدهم أهدى بمنزله في الجنة من منزله كان في الدنيا. }

(رواه البخاري)

اليوم إذا انتهى هذا اللقاء الطيب، وخرجنا لا أحد يسأل عن مكان بيته.

مقدم اللقاء:
يذهب مباشرة.

الدكتور بلال نور الدين:
يذهب مباشرة إلى بيته، فهو يهتدي إلى بيته، ولكن لو قلت له: اذهب إلى بيت فلان، يقول لك: ابعث لي الموقع، حتى أهتدي إلى الطريق، فالإنسان لا يسأل عن بيته، يهتدي إليه، فيوم القيامة سيهتدي المؤمنون إلى منزلتهم في الآخرة، يعرفونها، يهديهم الله تعالى إليها، ويهديهم على الصراط من أجل أن يجاوزوه إلى جنة الله تعالى، وفي المقابل قال تعالى:

احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) مِن دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْجَحِيمِ (23)
(سورة الصافات)

نسأل الله السلامة، هداية لكن هداية من نوع مختلف.
• قال بعضهم: هذا تهكُّم ﴿فَاهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْجَحِيمِ﴾ يعني أمر يُراد منه السخرية من حالهم،
• وقال بعضهم -وأنا أرجح الثاني- أن الهداية هي الدلالة، فهم يهدونهم فعلاً حقاً، ولكن يهدونهم إلى الجحيم والعياذ بالله؛ لأنهم استحقوا الجحيم عندما أعرضوا عن هداية الدلالة ابتداء، فما وُفِّقوا إليها في الدنيا، ولن يُوفَّقوا إليها في الآخرة، فيُهدَون إلى مقاعدهم من النار كما أنهم في الدنيا أعرضوا عن منهج الهداية الذي شرعه الله تعالى وبيّنه في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.