سورة الأنبياء: العمل الصالح - رحمة النبي الكريم

  • تدبر القرآن الكريم
  • 2025-09-13

سورة الأنبياء: العمل الصالح - رحمة النبي الكريم


ملاحظة: النص تفريغ آلي سيتم إضافة النص بعد التنسيق قريبا
بسم الله الرحمن الرحيم. والحمد لله رب العالمين. إخوتي الكرام. نحييكم في هذا اللقاء الطيب من سلسلة حلقات نوافذ دينية. والتي نتناول الحديث فيها عن أنوار وتأملات السور القرءانية. وصلنا لنهايات سورة الأنبياء. تعالوا بنا مستمعينا الأطائب أنوار هذه السورة الجليلة.

أن تولد ثانية. والماضي ماضي مغفور. لحظة أن تشعر بالله في قلبك يقذف بهداه.

هذا إخوتي الكرام من نافذة هذا اليوم نفتح قلوبنا على خواتيم سورة الأنبياء حيث تلتقي صور المشهد الكوني العظيم بوعد الله لعباده الصالحين. وبإعلان الرسالة المحمدية كرحمة مهداة للعالمين. إنها أيات ترسخ اليقين وتجعل في القلب بصائر الرجاء. وتعلمنا أن المستقبل للعدل وللورثة الصالحين. مستمعينا نكمل هذه المشاهد والحديث عن جلالها وعظمتها مع ضيفنا فضيلة الدكتور بلال نور الدين أستاذ التفسير وعلوم القرأن. أستاذ الإعجاز العلمي في القرأن والسنة. عضو رابطة علماء الشام. المدير والمشرف العام على الموقع الرسمي للدكتور محمد راتب النابلسي. حياكم الله دكتور وأهلا ومرحبا بكم.

حياكم الله.

توقفنا دكتور بلال في الحلقة السابقة عند الحديث عن التوحيد والإيمان والرسالة الواحدة لجميع الشرائع، وهي قوله تعالى. إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون. تحدثنا عن أنوار ما بعدها وعن وعيد الله وأننا راجعون إليه. نتحدث الان عن الاية الرابعة والتسعين عن العمل الصالح. ما دلالة ذكر العمل الصالح بعد كل هذا الوعيد وهو لا يضيع عند الله؟ كيف ترسخ هذه الأية قاعدة العدل الإلهي وأن الدين واحد في أصله؟ ولو تعمقنا قليلا في السؤال لتربط لنا بين هذه الاية وبين بداية السورة حيث كانت تتحدث عن الحساب. تفضل بارك الله فيكم.

بارك الله فيكم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا الأمين وعلى أله وأصحابه أجمعين.

عليه الصلاة والسلام.

الأية الرابعة والتسعون من سورة الأنبياء هي قوله تعالى. فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه وإنا له كاتبون. وهذه الأية كما تفضلتم تبين العدل الإلهي. فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره. واشترطت الأية شرطين اثنين. الأول العمل الصالح. والثاني الإيمان. لأن هناك من يعمل لكن ليس عمله مبنيا على إيمانه بالله تعالى. نعم فإذا تحقق الإيمان مع العمل. فالجواب فلا كفران لسعيه. أي لن يجحد الله له عمله وإنما يثيبه عليه لأن الله تعالى من أسمائه الشكور، والشكور جل جلاله يشكر للإنسان عمله. نحن اليوم إذا قدمنا عملا لإنسان رحيم حكيم فإننا ندرك أنه لا بد أن يثيب على هذا العمل، فمن باب أولى أن الله تعالى جل جلاله يشكر للناس أعمالهم، شكره لأعمالهم يأتي على صيغ مختلفة، يلقي في قلبه السكينة، يحفظ له أهله، يحفظ له أولاده يثيبه في الأخرة. الثواب الأعظم فالثواب يكون في الدنيا سكينة ورزقا وخيرا، ويكون غالبا من جنس العمل، فإذا أنفق في سبيل الله أنفق الله عليه. عبدي أنفق أنفق عليك، وإذا يعني ربى أولاده كانوا له بريق في مستقبل الأيام. وهكذا.

ثم في الاخرة هو الثواب الأعظم وهو المعول عليه. فلا كفران لسعيه. نعم فلا يمكن أن يكفر لسعيه وإنا له كاتبون. الإنسان دائما يعني إذا كان أقرض مالا يقول له اكتب لي ورقة فاكتبوه. كتابة تتناسب مع حاجة الإنسان في داخله. يحب أن يكتب حتى يثبت فطمأنه الله تعالى وإنا له كاتبون. نكتب له هذا السعي في كتاب عمله يوم يبعث فيسر به عندما يراه. فهذه الأية تبين كأنها قانون كأنها قانون في القرأن لما نقرأ فمن. فلا من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة مثلا.

نعم.

ومن أعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا، هذه سنة من سنن الله، من عرف الحديث قانون، هنا أيضا قانون، كل من يعمل عملا صالحا يصلح للعرض على الله قائما على إيمانه بالله، فإن الله عز وجل لن يضيع عمله وسيكتب له حتى يجده يوم القيامة أمامه فيسر به، وكما تفضلتم هذه الأية لو ربطت ببداية السورة فإن الله في مطلع الأنبياء قال. اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون. فالحساب قريب فالحساب قريب. وما يراه الناس بعيدا لأنهم مغترين بالدنيا يغفلون عن حقيقة هذا الأمر لكنه قريب جدا. فلما بدأت السورة اقترب للناس حسابهم جاءت هنا في الاية الرابعة والتسعين. فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه وإنا له كاتبون.

نعم بارك الله فيكم يا دكتور. نعم. إذا هذه هي الأيات وهي تتحدث عن هذه الأهوال وتتحدث عن العمل الصالح. تتحدث عن وحدة الأمة. يأتي بعدها الحديث عن أهوال يوم القيامة يا دكتور. تتحدث عن إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون. تتحدث عن اقتراب الوعد الحق. بعد ذلك يأتي الحديث عن تبدل لوجه الأرض عند يوم القيامة. بدأت بالحديث له ممهدات لاقتراب الوعد الحق. الحديث عن علامة ظهور يأجوج ومأجوج. ثم انتقلت الأيات للحديث عن طي السماء. السؤال ما البعد الإيماني الذي تولده استحضار صورة طي السماء. والحديث كان قبل هذا المشهد وهذه المشاهد الجميلة والبيانية في تصوير هذه الأهوال يوم القيامة. تفضل.

يقول تعالى يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب. كيف يعني تطوى الصحيفة على ما فيها كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين.

نعم.

هذه الاية تصور مشهدا من مشاهد يوم القيامة واقتراب الوعد الحق، فتتغير النظم الكونية التي كان عليها الكون. والقرأن الكريم كثيرا ما يتحدث عن تغير النظام الكوني من السماء انفطرت. إذا السماء انشقت. إذا الشمس كورت هذا النظام الكوني البديع. بحيث كل ما في الكون مربوط ببعضه. وكل في فلك يسبحون. لا يمكن ان يختل شيء فيه في حياتنا. الشمس. تطلع كل يوم في وقت محدد. يمكن أن نعرف من الأن متى تطلع الشمس في عام 2050؟ نعم في اليوم الفلاني في الساعة كذا تماما في المنطقة الفلانية. هذا نظام كوني بديع نظم الله تعالى به الكون ليدل الناس به عليه، ليتفكر الناس بالكون فيستدلون من النظام إلى المنظم ومن الكون على المكون جل جلاله. نعم هذا النظام البديع كما أنه كان مجالا لاستدلال الناس على وجود الله من خلال انتظامه ودقته، وبديع خلق الله به سيكون يوما دليلا على بعث الناس للحساب وانتهاء مدة الامتحان، فنحن أمام هول عظيم. عندما يتحدث القرءان عن اختلال النظام الكوني شيء يبعث في النفس الرهبة. نعم النبي صلى الله عليه وسلم يقول تطلع الشمس من مغربها. الناس في موقف مهيب، إذا هذا شيء اختلال، نحن قبل أيام كان هناك خسوف للقمر، نظرنا إلى أية كونية، لجأنا إلى المساجد، صلينا، دعونا الله، ليس هناك اختلال بمعنى الاختلال، وإنما ظاهرة غير معهودة، يعني تأتي الأرض في وجه الشمس فتغطي وجه القمر أو القمر الأحمر الدموي.

نعم.

هي اختلاف فقط بسيط، وشعرنا بهذه الرهبة. في صدورنا وشعرنا بعظمة الله عز وجل أكثر وأكثر. فكيف؟ والكون كله يختل نظامه. الشمس من مغربها تكور السماء تنشق. وهو هنا يوم نطوي السماء. السماء بكل ما فيها. الشمس التي في السماء. تكبر أرضنا بمليون وثلاثمائة ألف مرة.

نعم.

وتبعد عنا مئة وستة وخمسين مليون كيلومتر، وجوفها يتسع لمليون وثلاثمئة ألف أرض.

الله أكبر.

فهي تبعد عنا فقط. فقط ثماني دقائق ضوئية. الشمس فقط. فما بالنا بمن في المجرات التي تبعد عنا ملايين السنوات الضوئية؟

نعم.

القمر يبعد ثانية ضوئية واحدة أو أقل ثلاثمئة ألف كيلو متر. وننظر إليه. نقول ربي وربك الله نسبح الله. هنا الان عندما نقرأ هذه الاية. يحدث هذا البعد الإيماني في قلوبنا. نستحضر عظمة الله تعالى. نطوي السماء كل السماء بما فيها من كواكب ومجرات ونجوم. نطوي السماء كطي السجل. كيف؟ إنسان يمسك كتابا وفيه صحائف يطويها في داخله كطي السجل للكتب. كما بدأنا أول خلق الكريم نعيم جل جلاله. المبدئ. المعيد.

المعيد.

نعم وعدا علينا إنا كنا فاعلين. فهنا يستحضر الإنسان هذه الصورة التي هي من التشبيه كما تفضلتم إعجاز بياني. نعم هي نوع من أنواع التشبيه، لكن التشبيه الراقي من أعلى مستوى، هذه الكاف كاف التشبيه، فشبه الصورة بشيء أمامنا هي السماء كلها ستطوى هكذا، نعم ستطوى كما يطوى كطي السجل للكتب، أي كما نقول طي ليوم الكتاب الصحائف التي في داخله. سبحان الله كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين.

نعم، ولكن بعد هذا الحديث يا دكتور وبعد الحديث عن أهوال يوم القيامة تنتقل بنا الأية 105 للحديث عن الأرض ومن يرثها إن الأرض يرثها عبادي الصالحون. وهنالك بداية الأية. ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر. إذا هذه الأية تتحدث عن الأرض الصالحة. تتحدث عن وعد تكرر وهو وعد تاريخي للأنبياء وأتباعهم. ربط الله تعالى هذا الوعد بالقدس وبالبعد العقدي لفكرة الميراث الشرعي للأرض. كيف نفهم هذه الأية في واقع الأمة المعاصر يادكتور؟

هذه الأية الكريمة تبعث في النفس الأمل. جميل نعم وتحيي في القلوب وعد الله الحق. فالشيء الذي كتبه الله لا يمحوه عباد الله ولا يمحوه الظالمون ولا يمحوه الطغاة. لا يستطيع أحد أن يمحوه. لا يمحوه صهاينة ولا غيرهم. نعم ولا الغرب ولا الشرق. لأن الله كتبه. ولقد كتبنا في الزبور والزبور هو الكتاب الذي الكتب التي أنزلت على الرسل بشكل عام. ويطلق على الكتاب الذي أنزل على داوود عليه وعلى نبينا.

وعليهم الصلاة والسلام.

الذكر. قال العلماء هنا الذكر هو كتاب اللوح المحفوظ وليس القرءان الكريم، وإنما اللوح المحفوظ أن الأرض يرثها عبادي الصالحون. إذا. وعندما يقول تعالى يرثها. نعم إذا مرجعها إليهم قد تذهب إلى غيرهم لكنها ستعود إليهم لأن الله كتب ذلك في الزبور من بعد الذكر. إذا الأية تلقي الكرة في ملعبنا نحن المسلمين.

نعم.

هل نحن صالحون لعمارة الأرض؟ هل نحن صالحون بالعمل بطاعة الله عز وجل؟ نحن أمة محمد صلى الله عليه وسلم. نعم الأرض أرضنا وهي وهذا وعد الله ومصيرها إلينا. هذا معنى يرثها. نعم ستعود. لكن هل نحن صالحون؟ هل نحن عباد صالحون؟ الغرب أخت هناء بنى إنسانا صالحا. نعم يصلح لبلده في أرضه. فهو لا يلقي شيئا من نافذة السيارة. يعني قمامة. يتوقف عند إشارة المرور. لا يتجاوزها. يحترم الخط الذي وضع هنا. تقف السيارة.

نعم.

يدفع الضرائب الموكل بها. وربما يحتقر من لم يدفعها ويحترم لأنه يدفعها. هذا دافع الضرائب. يراها في بلاده عناية بالحدائق وإنفاقا على الأرصفة والشوارع والصحة والتعليم وغير ذلك.

نعم.

فأصبح صالحا صالحا لبلده. لكن الإسلام قال أنا لا أريد. صالحا لعمارة بلده. أريد مصلح صالحا أولا ثم مصلحا.

جميل.

نعم لكن لابد أن يتحقق من عبوديته لله. لذلك قال تعالى هنا. عبادي الصالحون. فالعبد الصالح صالح أينما كان، أما أنه يحترم بلده وقوانينها ثم تباد شعوب بأكملها ولا علاقة له بها. هذا. هذا. هذا مواطن صالح. نحن نريد. العبد الصالح الذي يتحقق من عبوديته لله يصبح في أرضه ثم يكون مصلحا لمن حوله. فاشترط القرأن الكريم هذا الشرط وهو أن يكون عباده أولا وأن يكونوا صالحين ثانيا. أن يتحققوا من عبوديتهم ومن صلاحهم. ومن معاني الصلاح أن يصلحوا لعمارة هذه الأرض وأن يصلح لإدارتها وفق فالصلاح نوعان. صلاح معنوي مبني على معرفة الله وعلى العمل لجنته والبعد عن ناره على أخلاق قويمة مستقيمة وصلاح مادي، يعني أن يتعلم الإنسان العلوم التي تؤهله لعمارة الأرض وقيادتها. نعم فهذه الاية إذا مطمئنة وفي وفي أن معا تجعل الكرة في ملعبنا تكلفنا. نعم فهي طمأنة وتكليف طمأنة بأن وعد الله حق فقد كتبه الله تعالى وبان الارض لنا إن شاء الله.

نعم.

وطمأنة لأهلنا في الأرض المحتلة بأن الأرض عائدة إلى أهلها. وأن القدس ستعود إلى المسلمين. وأن غزة ستبقى جزءا من أرض الإسلام. طمأنة كاملة وفي الوقت نفسه تلقي علينا مسؤولية أن نتحقق من العبودية لله تعالى، وأن نكون صالحين في طاعتنا لربنا وفي إدارة أرضنا التي يورثها الله تعالى لنا عندما يشاء.

نسأل الله الصلاح والإصلاح يا رب. وكذلك الاية التي تلتها إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين. هل هذا يدلل أنه هنا استخدم لفظ العبودية بدلا من أن يقول إن في هذا لبلاغا لقوم متقين مثلا أو خاشعين. فدل هنا أيضا على معنى العبودية.

نعم الايات تركز على هذه القضية.

نعم صحيح.

تركز على معنى العبودية. عندما نقول أرض معبدة يعني وطئتها الأقوى حتى اصبحت مذللة. فالعبودية هي أن أخضع حياتي لمنهج الله تعالى بالمفهوم الواسع لبلاغا لقوم عابدين. يعني جعلوا حياتهم وفق منهج الله تعالى، العمل التجاري، العلاقة مع الأولاد، العلاقة مع الزوجة، حتى اللعب عندما يلعب الشباب يكونون في عبادة، إن كانوا مؤمنين يجعلون هذه اللعبة وفق منهج الله وفي طاعة الله، ولا تشغلهم عن فريضة. أصبحت عبادة.

بالمفهوم.

العام للعبادة أن أجعل حياتي وفق منهج الله، فهذا الكتاب الذي كتبه الله تعالى أن الأرض ستكون لعباده الصالحين أيضا هذا بلاغ يصل إلى العباد الذي يتحقق من عبوديتهم لله تعالى.

نعم. إذا هذه من عتبات العبودية يا دكتور، بارك الله فيكم ونفع بكم وبكم. نعم. ومن هذه الصور ليوم القيامة. الوعد والوعيد. يأتي الحديث عن الرحمة المهداة. صلوات ربي وسلامه عليه. كيف تجلت الرحمة في الهجرة. في الجهاد. في الدعوة؟ وهنا كيف نفرق بين رحمة الرسالة وحزمها أمام الباطل يا دكتور؟

تفضل بارك الله بكم. الحقيقة هذه الأية في هذا الموضع تلفت النظر. نعم لأن الحديث هنا يعني كأنه عن معركة. لأنه ميراث الأرض.

صحيح.

ووصولها لأهلها بعد غياب لن يكون بغير معركة هكذا. هذه سنة الله تعالى. يعني لن تكون هناك شيء من من السماء معجزة تزيلهم. لا نحن الان في عالم الشهادة نحتاج إلى معركة. سيكون هناك معركة بين الحق والباطل تنتهي بإزالة الباطل. فأن تأتي الرحمة في هذا الموضع لها دلالات عظيمة وعميقة. أول دلالة في الرحمة والنبي صلى الله عليه.

وسلم.

أرسل رحمة للعالمين. لم يقل لقومك. ولم يقل لبني جلدتك. ولا لعشيرتك. ولا لقريش. ولا للمؤمنين. قال للعالمين. يعني كل العوالم بما فيها. سواء كانت إنس أو جن. أو حيوانا. أو نباتا. كل العوالم. أرسل النبي صلى الله عليه وسلم.

عليه الصلاة والسلام.

وهناك حصر وقصر. وما أرسلناك إلا ما معه إلا النفي. مع. إلا يفيد الحصر والقصر.

نعم.

فأنت يا محمد صلى الله على نبيه.

عليه الصلاة والسلام.

لم ترسل إلا لهدف واحد وهو الرحمة. فكل ما حصل في جهادك. وفي دعوتك. وفي قتالك لأعدائك. حتى كان رحمة كل رحمة وللعالمين. نعم. فالبعد المهم في هذه الأية هو أن ال كما تفضلتم هنا بين رحمة الرسالة وحجمها أمام الباطل قال قال الشاعر. فقسا يزدجر ومن يك راحما فليقس أحيانا على من يرحم. اليوم عندما أجد أبا يعاقب ابنه وبشدة. أو قد أصفها بقسوة أحيانا. نعم أتحرى لماذا يعاقبه. فأجد أن الابن قد أخطأ خطئا جسيما وتكلم كلاما فاحشا. ولو أن الأب تركه دون حزم فإنه ربما يستحق يعني النار والعياذ بالله إن استمر على ما هو فيه. فهنا الأب تصرف بتصرف ظاهره القسوة وحقيقته الرحمة. نعم أنا عندما أدخل إلى غرفة العمليات وأجد الطبيب قد فتح بطن المريض وأخرج بعض أجهزته. وبدأ بمبضعه يشرط الجلد واللحم وأحيانا ينشر العظم. منظر يعني.

مخيف.

مخيف. وقد يقول إنسان جاهل. ما أقسى الطبيب. وفي الحقيقة الطبيب رحيم. يقوم بعمل رحيم جدا. فهنا النبي صلى الله عليه.

وسلم.

كان رحيما بأمته حتى وهو يحارب أعداءه. لأنه كان يريد أن ينتشلهم من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن ذل الشرك إلى عز التوحيد. فالرحمة رافقته حتى وهو في أرض المعركة. فنحن لسنا دعاة قتل ولا دعاة دم. حتى الجهاد. الجهاد هو باختصار شديد جهاد الدفع معروف. نحن ندافع عن أنفسنا ضد أعدائنا. لكن جهاد الطلب هو قمة الرحمة. أنا معي بضاعة عظيمة النفع وسعرها معتدل. أريد أن أدخل السوق لأبيعها. وأنت تملأ السوق ببضائع سيئة وتبيعها بأسعار مرتفعة. وأنا أريد أن أدخل لأعرض بضاعتي. رحمة بالناس. رحمة بالزبائن. فإن سمحت لي أن أدخل. عرضت بضاعتي. وليشتري الناس. بضاعتي أو بضاعتك. هم أدرى بما يصلحهم. وأنا أدرك أن البضاعة التي عندي ستباع. وأن البضاعة التي عندك لن تباع إلا للجاهلين. لكن لما منعتني من الدخول. لا يجب أن أدخل. هذا هو الجهاد في الإسلام. سأدخل. وأعرض ما عندي. ولا إكراه في الدين. فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر. لكن لابد أن أعرض البضاعة على الناس. لماذا؟ لأنني أرحمهم. لأنني أريد نجاتهم. لا أريد أن تستعبدهم.

وأن تمنعهم من معرفة أن هناك حقا يمكن أن يتبع وأن ينجو بصاحبه في الدنيا والأخرة. فمن هذا المنطلق. الجهاد رحمة. رحمة عظيمة بالناس في نشر الخير وإيصال الخير. وهذا ما كان في كل حروب المسلمين. كانت الرحمة ظاهرة ليس كما يفعل اليوم. أعداؤنا يقصفون المنشئات. والنساء يقتلون النساء والأطفال. ويدمرون المنشئات. دمار في دمار. لا كله مبني على الرحمة. فمن هنا جاءت. وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين. بعد قوله تعالى. أن الأرض يرثها عبادي الصالحون.

بارك الله فيكم. إذا هنا يظهر المقصد الأعظم يا دكتور للرسالة وهو الرحمة الشاملة بالناس جميعا. وهذا هو الأسلوب. وأنت ذكرت الجهاد وذكرت الدعوة. إذا الأسلوب يجب أن يمتاز. بداية بالرحمة وهو أسلوب سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وهو الرحمة المهداة. بارك الله فيكم. نأتي الان يا دكتور إلى البلاغ المبين والموقف الواضح وهو ما نصت عليه الأية 109. فإن تولوا فقل. أذنت لكم على سواء. إذا. صرامة في إعلان الحق. كيف نستفيد من هذا الموقف في الدعوة اليوم؟ كيف يواجه المسلم التكذيب بثبات ووضوح؟

نعم بارك الله بكم. قال تعالى فإن تولوا فقل أذنت لكم. أي أعلمتكم.

نعم.

والأذان الذي نسمعه كل يوم خمس مرات هو إعلام. نعم في دخول وقت الصلاة. فإن تولوا فقل أذنت لكم على سواء الجميع على أمر مستو بيني وبينكم من المفاصلة وإن أدري أقريب أم بعيد ما توعدون هل يأتي عذابكم قريبا أم بعيد؟ هذا عند الله ليس من شأنه. فهذه الاية الكريمة فيها قضية المفاصلة. اولا المفاصلة بين الحق والباطل. وفيها بيان لمهمة الرسل. ومهمة الدعاة من بعد الرسل ومهمتهم هي الإبلاغ. ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء. فاليوم الداعية عندما يبلغ رسالة ربه ينشر الحق. يبين للناس الجائز والحرام. الحق والباطل. الخير والشر. وتنتهي مهمته هنا ما بعدها هذه عند الله تعالى وحده. هذا أولا فيه رسالة راحة للدعاة. نعم الداعية في قلبه رحمة كما كان النبي صلى الله.

عليه وسلم.

اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم قال له ربه فلعلك باخع نفسك على اثارهم تكاد تهلك نفسك أسفا ألا يكونوا مؤمنين فتأسف لحالهم، هذا وضع طبيعي ضمن حدود، لكن أنا عندما أعلم أن مهمتي هي أن أبلغ أنا لا أستطيع هداية الناس، أنا أستطيع تبليغهم وتوضيح طريق الحق لهم، أما هل يسلكوه أم لا يسلكوه هذا أمر أخر مردود إلى اختيارهم وإلى توفيق الله تعالى لهم بعد اختيارهم. نعم فمن أراد طريق الهداية وفقه الله إليه والذين اهتدوا زادهم هدى ومن يزيغ عنه فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم فيكون منه الاختيار. ومن الله تعالى هداية التوفيق أو إضلاله لأنه أراد الضلال.

نعم.

فهذه الاية نص في مهمة الرسل ومهمة الدعاة من بعدهم، وهي أنه المطلوب منا. أولا الدعوة إلى الله تعالى إبلاغ الرسالة إلى الناس. نعم هذا هو المطلوب مني كداعية. ثانيا المفاصلة. فقد أذنت لكم على سواء.

المفاصلة.

بمعنى أنني عندما لا أجد قبولا من الناس ما الذي يفعله اليوم بعض الدعاة؟ يرجعون إلى بضاعتهم. يعني أنا اليوم عرضت بضاعة على الناس وأنا واثق من صلاحيتها لأن رفضها الناس، هل أرجع إلى البضاعة؟ هذا ما يفعله بعض الدعاة اليوم. قال تعالى. فإن لم يستجيبوا لك يستجيبوا. ماذا أفعل؟ نعم راجع النصوص الشرعية لهم بعض الحلول، خفف عنهم بعض التكاليف، أول لهم بعض النصوص، هذا ما يفعله اليوم بعض دعاة التجديد.

نعم.

التجديد المذموم يفعلونه يراجعون البضاعة، لا، هو الخمر ليس محرما، يعني اجتناب مكروه والعياذ بالله، يعبثون بدين الله، نعم لأن الناس لم يستجيبوا، يا أخي العصر تغير، نريد أن نخفف عنهم أنت هذا ليس مطلوبا منك فقد أذنت لكم على سواء أنا في مفاصلة بيني وبينكم. إذا كان استجبت. فقد استجبت. وإلا فأنت تتبعها ونفسه. نعم أنا. ما دام دعوت إلى الله بما جاء به الله ووفق الأسلوب الشرعي الصحيح. تمت مهمتي. ولا يمكن بحال أن أراجع ما عندي. لأن ما عندي هو الحق.

صحيح.

ليس لأنني أنا، لأنه حق من الله تعالى. فأنا أبلغك وأنت إن شئت اتبع أو لا تتبع، وإن لم تتبع، وإن أدري أقريب أم بعيد ما.

توعدون.

عند الله، فنحن دعاة ولسنا قضاة، نحن دعاة ولسنا قضاة. نعم أنا لن أقاضيك. أنا ليس شأني في مقاضاتك.

صحيح.

فهذه الأية أعطت ثلاثة أمور للداعية. الأمر الأول عليك البلاغ وليس عليك الهداية. الثاني لا تعد إلى ما عندك من الحق فتبدل وتغير فيه لأن هذا يعني شيء سيئ جدا. الأمر الأخير. أنت داعية ولست قاض. الحساب عند الله.

بارك الله فيكم يا دكتور. يعني هذه تأويلات جميلة جدا، هذه تأويلات تدعو إلى الوسطية، هذه تأويلات تدعو إلى الإحسان حتى وإلى تزكية النفس. نعم. نعم. بارك الله فيكم يا دكتور. وأنت هنا تتحدث يا دكتور عن تواضع النبي عليه الصلاة والسلام أمام الغيب. اعترافه بعدم علمه للغيب وإن أدري أقريب أم بعيد ما توعدون. كيف تعلمنا هذه الأية التوازن بين اليقين بالوعد والجهل بوقت تحقيقه؟

الحقيقة أننا نعيش في عالم هو عالم الشهادة وهو كل ما نشاهده بأعيننا أو نسمعه بأذاننا أو نتكلمه بأفواهنا. هذا عالم الشهادة. وهناك عالم اخر هو عالم الغيب.

نعم.

ونحن لا ندري من هذا العالم إلا بقدر ما يعلمنا الله تعالى منه. وهو جل جلاله عالم الغيب والشهادة. صحيح فلان في هذه الاية أو ختام الاية. وإن أدري أقريب أم بعيد ما توعدون. كما تفضلتم ما توعدون. هذا يقين. يقين إخباري.

نعم.

والمؤمن يتلقى خبر الله تعالى وكأنه يراه بعينه. ما عنده فرق أو بون بين الخبر والمشاهدة.

نعم.

إذا كنت أنا الان أقول هذه محفظة أمامي. هذا مشاهدة حس محسوس. إذا كان جاء والدي وهو عندي صادق مائة بالمائة. قال لي خلف هذا الجدار يوجد محفظة ليس عندي شك ولا لثانية ولا أتردد في أنه يوجد محفظة فالخبر عندي أصبح كالمشاهدة. لماذا؟ لأن الذي أبلغني هو أبي وأبي لا يكذب. الان في عالمنا اليوم هناك شيء أشاهده فأنا مؤمن به. حدث حادث سيارة أمامي فأنا مؤمن به. حدث هذا حدث عندما يغيب شيء عني ويخبرني به عدل ثقة. فأنا أثق به كما كأنني أراه. أكيد الان المؤمن يتلقى خبر الله ووعد الله تعالى وكأنه يراه. لذلك قال تعالى مخاطبا نبيه عليه السلام. ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل. ألم ير لأنه ولد عام الفيل. لكنه تلقى خبر الله تعالى وكأنه يراه بعيني.

سبحان الله.

قال بعض السلف لقد رأيت الجنة والنار عيانا. قالوا انظر في ما تقول، فوالله ما أحد رأى الجنة والنار عيانا. قال لقد رأيتهما بعيني رسول الله.

عليه الصلاة والسلام عليكم.

رؤيتي لهما بعيني رسول الله أصدق عندي من رؤيتي لهما بعيني لأن بصري قد يزيغ وقد يطغى بصره، فما زاغ البصر وما طغى.

الله أكبر.

هذا هو الإيمان. هذا هو اليقين.

نعم.

لكن عندما لا يخبرني الغيب عن شيء معين فأنا أسلم به. هذه الاية حققت هذا التوازن. وإن أدري أنا لا أعلم أقريب أم بعيد. لكنه حاصل لكنه حاصل حتما. اليوم أهلنا في فلسطين أهلنا في غزة. ما أدري إذا كان النصر غدا أو بعد غد أو بعد غد أو بعد سنة أو بعد عشر سنوات. أنا لا أدري. حكمة الله تعالى تقتضي أن يؤخر أحيانا حتى تتسع دائرة الممتحنين، حتى يتخذ من عباده شهداء، حتى يعلي قدر من يعلي ويكشف، نفاق من يكشف، لا بد أن يطول الامتحان.

نعم.

لكن متى ينتهي؟ لا أدري. لكنني مؤمن بالوعد. هذا هو التوازن بين اليقين بموعود الله تعالى والتسليم. عندما يتأخر هذا الموعود لحكمة يعلمها الواعد.

لا اله الا هو. لا اله الا هو. صدقا يا دكتور. نقف صامتين طويلا امام هذه التجليات العظيمة وهذه التفسيرات الجليلة. لفضيلتكم فتح الله عليكم في هذه التفسيرات القيمة وهذه التفسيرات والانوار واللطائف. بارك الله فيكم يا دكتور وبكم. وقبل الحديث عن ختام الايات نتحدث يا دكتور عن الاية التي قبلها عن الفتنة والمتاع. ما المقصود بالفتنة والمتاع في أواخر هذه السورة الجليلة؟

الفتنة والمتاع. وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين كما في الأية قبل الأخيرة من سورة الأنبياء. الفتنة هي الامتحان. في الأصل. يقال فتنت الذهب أي عرضته للنار حتى أميز بين رديئه وجيده.

نعم.

نعم. فربنا عز وجل عندما يمهل بالعذاب يؤخره، يمهل بالوعد الذي تحدثنا عنه قبل قليل ويؤخره. فربما يكون هذا فتنة اختبار لكم واستدراج وتمتيع لكم. يعني كلمة فتنة في الأصل هي الاختبار. هي هي اختبار. لعله فتنة لكم يختبركم الله بطول الأمد. وهذا الاختبار لا يكون فقط للكافرين. وللأعداء يكون للمؤمنين أيضا. نعم فهناك من يسقط على الطريق. نعم نسأل الله السلامة والثبات. لعله فتنة لكم. لكنه قد يكون أيضا متعة استدراج كل ما يأتي من الله تعالى بحسب العبد تكون طبيعته. تأديب الله تعالى لعباده بتأخير النصر بتعجيل الفرج. بأي شيء يجريه الله تعالى في الكون يكون بحسب بحسب الإنسان، فيكون للإنسان رفعا لدرجاته، ويكون لاخر تكفيرا لسيئاته، ويكون للثالث استدراجا له. نعم فمعالجة الله تعالى لعباده متنوعة. فالمصيبة نفسها تنزل فتكون للبعض رفعا للدرجات ودفعا إلى باب الله دفع ورفع. وتكون للبعض الاخر استدراجا. قال تعالى فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون. وتكون لاخرين ردعا. عن وقسما.

نعم.

يعني ك طيارة انطلقت من بلد إلى أخر وعلى متنها مئة راكب. هذه الطائرة لحكمة بالغة من الله أصابها عطب وقعت ومات جميع ركابها. من الجهل أن يقول قائل عاقبهم الله. هذا جهل.

صحيح.

في الطائرة رجل ذاهب لطلب العلم الشرعي في هذا البلد الذي يذهب إليه، مات على نيته وذهب شهيدا في سبيل الله. في الطائرة رجل خرج ليعمل ويكسب رزقا يعود به إلى أهله، فهو في جهاد ما دامت نيته طيبة، وعمله عبادة لله تعالى. الطائرة رجل ذهب لأنه علم أن فلانا في هذا البلد يريد أن يقتله، يدبر له مكيدة، ذهب على نيته. في الطائرة رجل ذهب ليقوم بسياحة من نوع لا يرضي الله تعالى، ذهب والعياذ بالله وهو متلبس بهذه المعصية العظيمة ومقبل عليها؟ نعم فكل ذهب على نيته، فهنا النبي صلى الله عليه وسلم يقول وإن أدري لعله فتنة لكم فتنة لمن يختبر فينجح أو يخسر، ومتاع إلى حين. وقد يكون هذا التأخير في الوعد وابتعاده متعة إلى حين، إلى وقت الله أعلم به، ومتعه الله تعالى ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير. فكل إنسان عانيته فتنة ومتع.

نعم. بارك الله فيكم على هذا الربط وهذا التصور الجميل لتفسير هذه الاية الكريمة. يا دكتور عندما نأتي إلى هذه النهايات يا دكتور. وهنالك الاية التي قبلها. إنه يعلم الجهر من القول ويعلم ما تكتمون. إذن هذه النهايات أيضا كان لها بدايات مشابهة في سورة الأنبياء. عندما يقول الله تعالى قال ربي يعلم القول في السماء والأرض وهو السميع العليم. إذا هنا وحدة مواضيع. هنا تناسق في المواضيع. ويأتي هنالك بيان لعظمة الله سبحانه وتعالى في خلقه وخصوصا في سورة الأنبياء والتي تتحدث عن العصور السابقة والعصور اللاحقة فيما بعد. ولكن الختام يأتي بختام جميل لا يشابهه ختام في أي سورة وهو الاستعانة بالله والدعاء. الختام. كيف نستلهم من هذا الدعاء المواجهة للظلم والباطل اليوم؟ كيف ارتبط الدعاء برسالة القرءان في ختام هذه السورة الجليلة والتي تتحدث عن أنبياء وعن أقوام؟

تفضل الحقيقة كما تفضلتم الأية الأخيرة وهي الثانية عشرة بعد المائة.

نعم.

فيها يعني شيء يسلي في القلب عن الله، عن الإنسان، يسلي عن الإنسان ويدخل الطمأنينة إلى القلب، نعم، وفيها تسليم لله تعالى. قال قال رسول الله.

صلى الله عليه.

وسلم ويجب أن نقول من بعده داعين ربنا جل جلاله جل جلاله قال رب احكم بالحق وربنا جل جلاله لا يحكم إلا بالحق.

نعم.

وربنا الرحمن المستعان على ما تصفون. وبدأنا بكلمة كلمة من هذه الأية العظيمة. نعم قال رب دعاء يا ربي حذفت أداة النداء.

نعم.

وفيها القرب هنا من الله تعالى قريب جل جلاله وفيها معنى الربوبية. ما قال يا الله قال ربي نعم يا معنى الربوبية الرب يربي عباده. نقول رب الأسرة مربيها القائم على شؤون.

شؤونها.

ومن ربوبيته جل جلاله أنه يفصل بين عباده بالحق. من ربوبيته. انه يطعمنا نأكل ونشرب هذا من ربوبيته. نعم يمدنا بالهواء ربوبية. كل ما يأتي من الله ربوبية. يعطينا الوالد ربوبية. يزوج الشاب ويزوجه الفتاة ربوبية. ينزل الماء من السماء ربوبية. ينبت الزرع ربوبية. فكله من تربية الأجساد. لكن هنا تربية النفوس جميل. قال رب احكم بالحق فان ربوبيته جل جلاله تقتضي أنه لا يمكن أن يترك عباده دون أن يفصل بينهم. الأب في الأسرة يطعم أولاده، يأتيهم باللباس، يأتيهم بالماء، بالطعام، بالشراب. الخ. يسجلهم في المدارس، لكن إذا كان جالسا واختصم إبناه أمامه وقام كل منهما ربما يضرب ويعتدي واحد على الأخر والأب جالس يشاهد وكأنه يتابع مشهدا على الشاشة. هل هذا الأب مربي؟ لا والله كان ينبغي أن يتصرف. أن يحكم بالحق، أن يقول للمذنب تعال فيعاقبه ويؤدبه، ولمن أسيء إليه يأخذ له حقه، هذه ربوبيته جل جلاله، وربنا جل جلاله يحكم بين عباده بالحق، لكن حكمته تقتضي أحيانا أن يؤخر الفصل حتى يظهر ما في النفوس أكثر وأكثر، وكما يفعل الأب أحيانا، نعم ربما يكون يشاهد عن بعد أولاده، هو يحكم بينهم بالحق، لكنه يتركهم إلى حين ليظهر خبث الخبيث ونظافة النظيف، نعم.

نعم. هنا قال رب احكم بالحق. نعم يفصل بيننا وبين قومنا الذين أصروا على الكفر بالقضاء بالحق. فأنت الحق جل جلاله.

لا اله الا.

الله تعالى هو الحق وحق الشيء يحق أي ثبت يثبته. ويحق الله الحق بكلماته. وبطل الشيء يبطل إذا كان زهوقا. زائلا. فكل شيء ثابت وله هدف هو حق وكل شيء زائل. وعابث ليس له هدف فهو باطل. أحيانا نبني جامعة تدوم مائة عام فهي ثابتة ولها أهداف عظيمة فهي من الحق، وإذا كان هناك بعض أيام العيد عيد الفطر، ووضعنا سيرك ببعض الحركات البهلوانية فإنه يقام بثلاثة أيام، فهو شيء عابث لا هدف له، وزائل يوضع بقماش ثم يلف ونذهب بالأعمدة وانتهى وكأنه لم يكن شيء، فالحق شيء والباطل شيء أخر، فربنا عندما يحكم يحكم بالحق، وهو الشيء الثابت المستمر الهادف. فهذه الأية الكريمة في ختام السورة تضفي على النفس راحة ما بعدها راحة. نعم إن الله هو الذي سيفصل بين عباده. أنت تقول وأنا أقول. وأنا ربما أقضي إلى الله تعالى. ولما يتضح لك أنني كنت على حق وأنك كنت تعاديني بباطل. طبعا لم يتضح لك لأن حجب الشهوات والمصالح تمنعك. لكن الأمور واضحة. نعم. لكن أنت أعرضت عن ذلك كما يريحني أنني أقول في النهاية يا رب أنت تحكم بين عبادك. فاحكم بيننا بالحق وأنت الحق جل جلاله.

فعندها أرتاح نفسيا لأن الله هو الذي سيفصل. مثل إذا عندي مشكلة مع شخص ومضى لها عشر سنوات. ثم قيل لي القاضي فلان الفلاني هو الذي سيفصل. فلان سيفصل.

فلان.

عادل هو رحيم. وأعرف عنه الكثير. وهو لا يحكم إلا بالحق.

فأرتاح جميل.

يدخل إلى قلبي الراحة. لأن من سيحكم يحكم بالحق. فنحن اليوم في معركتنا مع أعدائنا. لما تنتهي السورة. وتقول لنا. قال رب احكم بالحق. الله هو الذي سيفصل. نعم أعرابي من الأعراب قيل له إنك ستقدم على الله. ألا تخاف؟ قال ومن الذي يحاسب؟ قالوا الله. قال نجوت. قالوا ماذا تقول؟ قالوا. قال إن الكريم إذا حاسب تفضل.

لا إله إلا الله.

وبنفس الوقت عندما أعلم أن المنتقم من الظالمين الذين يقتلون الناس ويجرمون بحقهم إذا حاسب سيعاقب أيضا. أرتاح بنفس راحة المؤمن بأن من سيحاسبه سيتفضل عليه يكون عذاب الكافر بأن الذي سيحاسبه لن لن لن يتركه ولن يفلت من العذاب من العذاب. وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد. قال رب احكم بالحق وربنا الرحمن وربنا الرحمن. عودة إلى ربط الربوبية هنا بالرحمة والرحمة والرحمن غير الرحيم. رحيم. رحمته ظاهرة. وكان بالمؤمنين رحيما. لكن الرحمن قد ينتقم. قال تعالى على لسان إبراهيم. إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن. فالرحمن تقتضي رحمته أن يعذب البغاة والظالمين ليحق الحق بكلماته. قال وربنا الرحمن المستعان. نستعين به جل جلاله على ما تصفون به. وتقولون وتقولون. من الكفر والتكذيب. وعلى ما يصفوننا به من الإرهاب والهمجية. وأننا شعب منبوذ. وأنتم شعب الله المختار. وربنا الرحمن المستعان على ما تصفون. نستعين به على كل ما تصفون به ربكم وما تصفون به تصفون به. وعلى ما تقولونه من الكفر والتكذيب والجحود. نعم هذه الأية تلقي في النفس راحة عظيمة. لأن الله تعالى هو ربنا وهو رحمن وهو مستعان وهو يحكم بالحق جل جلاله.

نعم بارك الله فيكم إذا يا دكتور بهذه التجليات والطمأنينة نطوي صفحات سورة الأنبياء بين مشهد كوني مهيب ووعد مؤكد للصالحين. ورسالة محمدية تظلل الدنيا بالرحمة. ودعاء نبوي يرتفع إلى السماء. رب احكم بالحق. إنها خواتيم تعلمنا أن العدل منتهى الطريق، وأن الرحمة هي الرسالة، وأن المصير كله إلى الله الذي لا يظلم مثقال ذرة. بارك الله فيكم يا دكتور ونفع بكم وطيب الله أنفاسكم. شكرا جزيلا. الدكتور بلال نور الدين. أستاذ التفسير وعلوم القرءان. شكرا جزيلا.

عفوا بارك الله بكم. شكرا لهذه الإستضافة الكريمة.

شكرا يا دكتور.

أن تخرج من ضيق الظلمات إلى النور. أن تولد ثانية والماضي مغفور. لحظة. أن تشعر بالله في قلبك يقذف بهداه. هذا ما لا يدركه وصف.

إلى هنا مستمعينا ينتهي بنا اللقاء. نشكر مرة أخرى فضيلة الدكتور بلال نور الدين على ما أجمل وأفادوا على هذه الدقائق الطيبة في نفحات سورة الأنبياء، وأنتم مستمعينا نشكر لكم حسن الاستماع، والشكر موصول للزميل مجد الزعبي، ولكم مني هناء المجالي أطيب التحيات والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.