التكريم
التكريم
السلام عليكم. |
التقوى والعمل الصالح مقياس التفاضل بين البشر:
هل تشعر بالتَّكريم؟ كلنا يُحبُّ أن يكون مُكَرَّماً له مكانته بين الناس، مبدئياً أنت مُكَرَّمٌ ابتداءً لأنك من بني آدم، قال تعالى: |
وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (70)[ سورة الإسراء ]
فأنت مُكَرَّمٌ لأن الله تعالى خلقك من بني آدم، لكن إذا أردتَ أن يستمر تكريمك وأن يعلو قَدْرُك فعليك بالتقوى، قال تعالى: |
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)[ سورة الحجرات ]
السجود أعلى درجات التَّكريم
|
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ ۖ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ ۗ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ۩ (18)[ سورة الحج ]
كثيرٌ من الناس يسجدون لخالقهم فيُكَرِّمُون أنفسهم ويرفعون قَدْرَها، وفي المقابل (وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ ۗ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ)، فإذا أكرمك الله تعالى فلن يُهينك أحد، ولكن تكون هذه الكرامة عندما تضع جبهَتَك ساجداً لله تعالى خاضعاً لأمره ولمنهَجِه. |
فما ترك من ترك الخضوع لمنهج الله والسجود بين يديه إلا من أهان نفسه فأهانه الله: (وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ). |
أعظم كرامة عند الله:
الكرامة في لزوم الاستقامة
|
أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)[ سورة يونس ]
فأعظم كرامةٍ لك عند الله أن تلزم الاستقامة على منهجه، فتأتي ما أمر، وتنتهي عما نهى عنه و زَجَر، فليس وليُّ الله من يمشي على الماء، ولا الذي يطير في الهواء، وإنما وليُّ الله هو الذي تجده عند الأمر فيأتمر، وتجده عند النهي فينتهي، فهذا وليٌّ من أولياء تعالى: |
الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63)[ سورة يونس ]
إذا أردتَ أن تشعر بالتكريم فتذكر أن الله خلقك مُكَرَّماً (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ)، ثم الزم تقوى الله تعالى (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)، ثم ضع جبهتك ساجداً خاضعاً لله تعالى: (وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ)، ثم الزم الاستقامة، فعَينُ الكرامة لُزوم الاستقامة. |
إلى الملتقى أستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. |