• الحلقة الثامنة عشرة
  • 2022-04-19

المسؤولية

السلام عليكم.
حقيقة المسؤولية:
المسؤولية تكليف
هل تشعر بالمسؤولية؟ يقولون: فُلانٌ مسؤولٌ كبير، ويتَرَنَّم هو بأنه مسؤول، ويتَرَنَّم أهل بيته وأصدقاؤه بأنهم يعرفون مسؤولاً كبيراً، وما عَلِموا أن المسؤولية تكليف، وأن المسؤول الكبير هذا سيُسأَل أمام الله تعالى، فكلما عَظُمَت مسؤوليته في الدنيا عَظُم سؤاله يوم القيامة، قال تعالى:

وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ (24
[ سورة الصافات ]

فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92 ) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (93)
[ سورة الحجر ]

فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ (6)
[ سورة الأعراف ]

فالمُرسَل مسؤول، والمُرسَلُ إليه مسؤول، نحن أيها الكرام يجب أن نشعر بالمسؤولية، أولاً: لأننا مسؤولون عن الأمانة التي قَبِلنا حملها يوم أشفقت من حملها السماوات والأرض والجبال:

إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72)
[ سورة الأحزاب ]

ما موقفك لو قلتَ لرجلٍ ما: أنا لها ثم أهملتَ الأمر ولم تكن على قدر المسؤولية؟ قال لك: عندي مشكلة ولا أعلم لها حلاً، فقلتَ له: أنا لها، ثم تراخيت ولم تقم بشيءٍ، ولم تحمل الأمانة، ولم تكن عند كلمتك، ما موقفك أمامه؟ إنه موقف الخِزي والعار.

مسؤولية كل إنسان عما استرعاه الله:
نحن حَملَنا الأمانة وحملها الإنسان يوم عرضها الله تعالى على السماوات والأرض والجبال، وسوف نُسأَل عنها يوم القيامة فماذا نحن مُجيبون مولانا جلَّ جلاله إذا سألنا عن الأمانة.
الأمانة هي نفسُنا التي مُلِّكْنا أمرها
الأمانة هي نفسُنا التي مُلِّكْنا أمرها وخُيِّرنا بين أن نسلك بها طريق الحق أو طريق الباطل، طريق الخير أو طريق الشر، هذه هي الأمانة. نحن مسؤولون عن أنفسنا تلك الأمانة التي حُمِّلناها فحَملناها ويجب أن نحملها ونرعاها حق رعايتها.
ثم نحن مسؤولون عن أُسَرِنا وعوائلنا، قال تعالى:

وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ۖ لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ۖ نَحْنُ نَرْزُقُكَ ۗ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ (132)
[ سورة طه ]

وقال تعالى:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6)
[ سورة التحريم ]

نحن مسؤولون عن أعمالنا
ثم نحن مسؤولون عن أعمالنا، أن يكون العمل حلالاً، وأن يُنفَق الناتج منه في الحلال، وأن يكون العمل ضمن منهج الله تعالى، مسؤولون عن أنفسنا، وعن أهلنا وأُسَرِنا، و عن أعمالنا، هذه المسؤوليات لا مفرَّ منها ولا بدَّ منها.
ثم بعد ذلك يُوَسِّع كل إنسان مسؤولياته بما آتاه الله تعالى وحَبَاه، لكن لا بد من أن تُسأَل عن نفسك التي بين جنبيك، وعن أُسرتك التي أنت مسؤولٌ عنها، وعن عملك الذي أنت مسؤولٌ عنه أمام الله تعالى:

{ كلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيّتِهِ - فالأميرُ الذي على الناسِ راعٍ عليهم هو مسؤولٌ عنهم - والرجلُ راعٍ على أهلِ بيتِهِ وهو مسؤولٌ عنهم، والمرأةُ راعيةٌ على بيتِ بعلها وولدِهِ وهي مسؤولةٌ عنهم - وعبدُ الرجلِ راعٍ على بيتِ سيدِهِ وهو مسؤولٌ عنهُ، ألا فكلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيّتِهِ }

[ متفق عليه ]

وكل إنسانٍ سائِلُه الله تعالى عما استرعى أَحَفِظَ أم ضَيَّع.
كلنا يجب أن نشعر بالمسؤولية، لأننا مسؤولون حقاً يوم القيامة، ومن مِنَّا إلا وسيُسأَل عن عمله يوم القيامة، فيجب أن نشعر بالمسؤولية حقاً، وأن نُعطي الأمانة حقها، حتى إذا وقفنا بين يدي خالقنا يوم القيامة وسألنا أحسَنَّا الجواب، ونجَونا أمام خالقنا.
إلى الملتقى أستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.