الإقبال على الله

  • الحلقة الثانية والعشرون
  • 2022-04-23

الإقبال على الله

السلام عليكم.

الإقبال على الله:
السلام عليكم.
هل تشعر بالإقبال على الله؟ كلنا ينبغي أن نشعر بالإقبال على الله، من مِنَّا يستغني عن رحمة مولاه؟ لا أحد يستطيع لثانيةٍ واحدة أن يستغني عن فضل الله تعالى ورحمته، إذاً ينبغي أن نكون دائماً في حالة إقبال على الله.
سِرُّ السعادة في الإقبال على الله
ألا نُعرِض عنه، وألا نُعرِض عن منهجه جلَّ جلاله، فنحن في أشدِّ حالات الافتقار إليه، إن كنتَ تشعر بالإقبال على الله فهنيئاً لك، فسِرُّ السعادة في الإقبال على الله، وإن كنتَ مُقَصِّراً في الإقبال على الله تعالى فأكثِر من خدمة عباده، لأنك تستطيع أن تُقبِل عليه عندما تعمل عملاً صالحاً يُقَرِّبُك منه جل جلاله، قال تعالى:

قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110)
[ سورة الكهف ]

ربما لا يستطيع موظفٌ من الدرجة الدنيا في المؤسسة بالعُرْف الاجتماعي طبعاً، لا يستطيع أن يقابل المدير العام للشركة، الذي وقته لا يسمح بمقابلة إلا عددٍ قليلٍ من الموظفين، لكن لو أن هذا الموظف حَمَى الشركة من سرقةٍ كبيرة كانت ستحصل فيها، فإنه يستطيع أن يقابل هذا المدير، وسيُثني عليه خيراً، وسيُكافِئُه، وسيُدني مجلسه، وربما يعطيه زيادةً في راتبه، لأنه عمل عملاً صالحاً في الشركة.
(فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا) لكن ينبغي أن يكون هذا العمل خالصاً لوجه الله الكريم، لذلك تتمة الآية: (وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) فيكون التوَّجُّه حسناً إلى الله، والعمل صالحٌ وفق منهج الله، ومُخلَصٌ لوجه الله تعالى.

الإقبال على الله سِرُّ السعادة والهناء:
أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد
الإقبال على الله سِرُّ السعادة والهناء، ولن تجد سعادةً إلا في الإقبال عليه، تُقبِل عليه وأنت ساجد فأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، تُقبِل عليه في جوف الليل قبل الفجر في ثُلُثِ الليل الآخر، حين ينزل ربنا إلى السماء الدنيا فيقول: هل من مستغفرٍ فأغفر له؟ هل من طالب حاجةٍ فأقضيها له؟ هل من تائبٍ فأتوب عليه؟ حتى يطلع الفجر.
تُقبِل عليه في ساعات السَّحَر، وتُقبِل عليه في صلواتك، وعند قراءة القرآن، وكلما زاد إقبالك على الله زاد عطاء الله لك، وأما من فاته لقاء الله فقد فاته كل شيءٍ، ولو حِيزَت له الدنيا بحذافيرها:
يا ربي ماذا فَقَدَ من وجــــــــدك؟ وماذا وجــــــــــدَ مــــــــــن فقـــــــدك؟
من فاته منك وصْلٌ حَظُّه النَّدَم ومن تكن هَمّه تسمو به الهِمَــــمُ وناظرٍ في سِوى معناك حُقَّ له يقتصُّ من جفنه بالدمع وهو دمُ في كل جارحةٍ عينٌ أراك بهـــــا مِنِّي وفي كل عضوٍ للثنـــــاء فَمُ فإن تكلّمتُ لم أنطق بغيركــــــــم وإن سكَتُّ فشغلي عنكــــم بكـــــمُ أخذتموني مني فـــــــــي ملاطفةٍ فلست أعرف غيراً مُذ عرفتكــــمُ تركت كل طريقٍ في محبتــــــــكم إلا طريقاً تودي بـــــــي لرَبعِكُـــمُ
{ منقول }
إلى الملتقى أستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.