اتفقنا على...
اتفقنا على...
وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ۚ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۚ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ(59)(سورة الأنعام)
السلام عليكم: |
ميزة المؤمن أنه يؤمن بالغيب
1. أن الشهادة ما نشاهده بأعيننا أو قل ندركه بحواسنا، وأن الغيب ما غاب عنا. 2. أن ميزة المؤمن أنه يؤمن بالغيب، ولأنه يؤمن بالغيب فإنه يأتي ما أمر الله، ويجتنب ما نهى الله تعالى عنه. |
الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3)(سورة البقرة)
فهم يقيمون الصلاة وينفقون انطلاقاً من إيمانهم بالغيب. |
3. إن كان الخبر من الله تعالى فموثوقيته لا تقل عمّا نشاهده بأعيننا، بل قد يكون أشد موثوقيّة. 4. عندنا علم اليقين، وعين اليقين، وحق اليقين، ونحن نعيش الآن في علم اليقين، نوقن بالغيب، وسيأتي يوم نرى بأعيننا ثم نعيش بواقعنا، علم اليقين، عين اليقين، حق اليقين. |
كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ (7)(سورة التكاثر)
5. الأبراج كذب مَحض، وتصديقها كُفرٌ بما أنزل الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم، والاستماع إليها معصية وأيّ معصية! |
6. هناك نظر، وهذا نشترك فيه مع بقية المخلوقات، فلا يقولنّ قائل أنا لا أصدق حتى أرى بعيني، وهناك أثر، وهذا للعقلاء، نستدل من خلال شيء نراه بأعيننا على شيء غاب عن أعيننا، وهناك خبر، وهذا للمؤمنين حقاً، المؤمنين بالغيب، الذين يتلقون أخبارهم من الله تعالى |
اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ ۗ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا(87)(سورة العاديات)
7. لن تصبر حتى تعلم، |
وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68)(سورة الكهف)
المؤمن يصبر على قضاء الله تعالى وقدره
|
8. إن آمنت بالغيب حقاً فإنك لا تأسى على ما فاتك أسىً يسحق، ولا تفرح بما جاء فرحاً يُبطِر؛ لأنك لا تعلم الغيب، فلا تعلم أين الخير لك. 9. الدنيا شهادة، والآخرة غيب، والمؤمن لا يجعل الدنيا أكبر همه ولا مبلغ علمه. 10. البرزخ حياة من نوع خاص، بين موت الإنسان وبعثه، وفي هذه الحياة الخاصة نعيم وعذاب، وهذا كله من الغيب الذي نؤمن به. 11. لا تستعجلوا موعود الله، العجلة طبع في الإنسان، والتكليف ألّا يستعجل، قال تعالى: |
خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ ۚ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ (37)(سورة الأنبياء)
12. وعد الله تعالى من الغيب، والمؤمن يعيش حياته وهو ينتظر موعود الله، فتخفّ عليه كل متاعب الحياة. |
أَفَمَن وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَن مَّتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (61)(سورة القصص)
كثير من الأشياء نؤمن بها وإن لم نجدها
|
14. لا يليق بعطاء الكريم الأكرم المعطي الجواد أن يعطي عطاء ينقطع بالموت، ولا يليق بالمنتقم الجبار أن يعاقب عقاباً ينتهي بالموت، الأجور يوم القيامة، الثواب والعقاب يوم القيامة، نعم، ربما يكافئ الله تعالى بعض المحسنين في الدنيا، وربما يعاقب بعض المسيئين في الدنيا، ولكن لا تنتظروا ثواباً، ولا عقاباً إلا يوم القيامة. 15. وازنوا بين الشهادة والغيب، هما متكاملان وليسا متنافرين، عيشوا عالم الشهادة وأنتم تستصحبون عالم الغيب، عيشوا الدنيا وعينكم على الآخرة. 16. أخيراً، إياكم ومن يستغلون الغيب لتمرير أفكارهم المنحرفة عمداً أو جهلاً، "إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم". |
الخاتمة:
في ختام حلقاتنا التي كان عنوانها: غيب" نسأل الله تعالى أن يزيد إيماننا جميعاً بالغيب، وأن نحيا عالم الشهادة ونحن ننتظر الغيب الذي وعدنا الله تعالى به. |
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. |