مقدمة
مقدمة
قال تعالى: |
لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (10)(سورة الأنبياء)
{فيه ذكركم} المعنى الأول: فيه عزكم وشرفكم ورفعة مقامكم، والمعنى الثاني: فيه ما تذكّرون به وتتعظون فتهتدون إلى سبيل سلامتكم وسعادتكم، فابحث عن ذكرك في كتاب ربك. |
روي أن الأحنف بن قيس كان جالساً يوماً فجال في خاطره قوله تعالى: {لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} فقال: عليَّ بالمصحف لألتمس ذكري حتى أعلم من أنا؟ ومن أشبه؟ فمر بقوم: |
كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18) وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (19)(سورة الذاريات)
ومرَّ بقومٍ: |
الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134)(سورة آل عمران)
ومرَّ بقوم: |
وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9)(سورة الحشر)
ومرَّ بقوم: |
وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ (37)(سورة الشورى)
فقال: اللهم لست أعرف نفسي في هؤلاء .. ثم أخذ يقرأ، فمر بقوم: |
إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (35)(سورة الصافات)
ومرَّ بقوم يقال لهم: |
مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46)(سورة المدثر)
فقال: اللهم إني أبرأ إليك من هؤلاء، حتى وقع على قوله تعالى: |
وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (102)(سورة التوبة)
فقال: اللهم أنا من هؤلاء. |