• الحلقة الأولى
  • 2024-03-11

مقدمة

قال تعالى:

لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (10)
(سورة الأنبياء)

{فيه ذكركم} المعنى الأول: فيه عزكم وشرفكم ورفعة مقامكم، والمعنى الثاني: فيه ما تذكّرون به وتتعظون فتهتدون إلى سبيل سلامتكم وسعادتكم، فابحث عن ذكرك في كتاب ربك.
روي أن الأحنف بن قيس كان جالساً يوماً فجال في خاطره قوله تعالى: {لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} فقال: عليَّ بالمصحف لألتمس ذكري حتى أعلم من أنا؟ ومن أشبه؟ فمر بقوم:

كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18) وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (19)
(سورة الذاريات)

ومرَّ بقومٍ:

الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134)
(سورة آل عمران)

ومرَّ بقوم:

وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9)
(سورة الحشر)

ومرَّ بقوم:

وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ (37)
(سورة الشورى)

فقال: اللهم لست أعرف نفسي في هؤلاء .. ثم أخذ يقرأ، فمر بقوم:

إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (35)
(سورة الصافات)

ومرَّ بقوم يقال لهم:

مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46)
(سورة المدثر)

فقال: اللهم إني أبرأ إليك من هؤلاء، حتى وقع على قوله تعالى:

وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (102)
(سورة التوبة)

فقال: اللهم أنا من هؤلاء.