التدين الانتقائي-2

  • الحلقة الخامسة
  • 2018-06-04
  • عمان

التدين الانتقائي-2


حكم الله عز وجل دائماً في مصلحة الإنسان :
السلام عليكم؛ نتابع حديثنا اليوم عن التدين الانتقائي، و يعني أن يأخذ الإنسان من الدين ما يعجبه و يناسبه فيما يعتقد، ويترك ما يجد فيه مشقة على نفسه، هذا التدين الانتقائي ليس من الدين في شيء، قال تعالى:

وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ
[ سورة النور:48 ]

لا يقبلون حكم الله تعالى:

وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ
[ سورة النور:49 ]

يأتون إليه خاضعين، عندما يجدون أن مصلحتهم في حكم الله ورسوله فإنهم يأتون إلى الحق مذعنين، خاضعين، قابلين، يتحدث الله تعالى عن هذا الصنف من الناس فيقول:

أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ
[ سورة النور:50 ]

النفاق هو قبول بعض الأحكام ورفض بعضها
أي نفاقٌ، فالنفاق يجعل الإنسان يقبل ببعض الأحكام، ويرفض بعضها الآخر، يجعل الإنسان يقبل بالحكم الشرعي عندما يؤيده، ويعطيه حقاً هو له، و يرفضه عندما يجد فيه مشقةً على نفسه، ﴿ أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا ﴾ أي وقعوا في الشك وليس مع الإيمان شك، ﴿ أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ ﴾ يظنون أن حكم الله تعالى يوقعهم في ظلم، وفي حرج، وفي عنت، حكم الله تعالى مهما يكن فهو في مصلحتك، فالشرع عندما يحكم لصالح زوجتك في قضيةٍ زوجية فهو الشرع نفسه الذي سيحكم لأختك في قضيةٍ أُخرى، فشرع الله عز وجل في مصلحة الإنسان، ومهما توهم الإنسان أن مصلحته في خلاف الشرع فالحق غير ذلك، حكم الله تعالى لمصلحتك الحقيقية وليس لمصلحك المتوهمة.

الرابح هو الذي يستجيب لحكم الله دائماً :
امرأةٌ مسلمةٌ تعيش في الغرب، حكم لها القانون الغربي بنصف أملاك زوجها عند القضاء، لكن القضاء الإسلامي وشرع الله عز وجل يحكم لها بالمهر فقط، تقول: سأذهب إلى القضاء، سأذهب إلى القانون لآخذ حقي بالقانون، هذه المرأة خالفت شرع الله عز وجل، وأعرضت عن حكم الله تعالى ورسوله.
ما موقف المؤمن الصحيح في هذه الحالة؟ تتابع الآيات:

إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
[ سورة النور:51 ]

الفلاح هو الاستجابة لحكم الله
فالفلاح كل الفلاح في أن تستجيب لحكم الله تعالى سواءً كان الحق لك، أو كان الحق عليك، ففي كلتا الحالتين أنت الرابح في الدنيا والآخرة. إلى الملتقى، أستودعكم الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته