• الحلقة الثامنة
  • 2018-06-13
  • عمان

الاتجار بالدين


الاتجار بالدين :
الصفقة الرابحة أخذ الإنسان أكثر مما يعطي
السلام عليكم؛ في علم التجارة هناك صفقة رابحة، وأخرى خاسرة، الصفقة الرابحة أن يأخذ الإنسان أكثر مما يعطي، قال تعالى:

إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيم
[ سورة التوبة:111 ]

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
[ سورة الصف:10-11 ]

إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ
[ سورة فاطر:29 ]

الصفقة الخاسرة أخذ الإنسان أقل مما يعطي
تطيع الله في عمرٍ محدود طاعة معقولةً فتأخذ جنة إلى أبد الآبدين، فيها ما لا عين رأت، و لا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشر، هذه تجارة رابحة، تلك صفقةٌ رابحةٌ أعظم ربح.
أما الصفقة الخاسرة فهي أن يأخذ الإنسان أقل مما يعطي، ومن أعظم الصفقات الخاسرة و من أكثرها خسارة أن يتاجر الإنسان بآيات الله، فيحول السلعة الغالية العظيمة التي لا تعادلها كنوز الدنيا إلى ثمن بخسٍ يشتري به ثمناً قليلاً، قال تعالى:

وَآمِنُوا بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ
[ سورة البقرة:41 ]

عندما يتَّجِرُ الإنسان بدين الله عز و جل، و بآيات الله عز و جل، و يطلب الدنيا عن طريق الدين، عندها يقع في خسارةٍ لا تعدلها خسارة، و في الحديث الشريف:

{ بَشِّرْ هَذِهِ الأُمَّةَ بِالتَّيْسِيرِ وَالسَّنَاءِ وَالرِّفْعَةِ فِي الدِّينِ وَالتَّمْكِينِ فِي الْبِلادِ وَالنَّصْرِ، فَمَنْ عَمِلَ مِنْهُمْ عَمَلا بِعَمَلِ الآخِرَةِ لِلدُّنْيَا ، فَلَيْسَ لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ }

[ أخرجه أحمد]

جاء في بعض التفاسير في تفسير قوله تعالى:

وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
[ سورة البقرة:31 ]

المال سيد رديء
قال: علمه أسامي ألف حرفة من الحرف، ثم قال يا آدم قل لولدك: إن لم تصبروا عن الدنيا- تريدون الدنيا، لا بد لكم من الدنيا - إن لم تصبروا عن الدنيا، فاطلبوها بهذه الحرف، ولا تطلبوها بالدين.
إياك أن تطلب بدين الله عز و جل أن تحصّل شيئاً من الدنيا، الدنيا لها مجالاتها، هناك حرف، هناك مهنٌ، وهناك أعمالٌ لا تعد ولا تحصى، يمكن أن تحقق لك المال، المال سيدٌ رديء، لكنه عبدٌ مخلص، فمتى كان المال في يدك فهو عبدٌ مخلصٌ لك، فإذا أصبح المال سيداً لإنسان فهو سيدٌ رديٌ جداً يوجهه إلى حيث أراد، ويوقعه في المهالك و الشرور.
للحديث عن الاتجار بالدين تتمة نتابعها إن شاء الله في لقاءٍ لاحق.
إلى الملتقى أستودعكم الله.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته