• الحلقة التاسعة
  • 2018-06-19
  • عمان

استغلال الدين


الدين منهج السماء لأهل الأرض :
الدين منهج السماء لأهل الأرض
السلام عليكم؛ نتابع الحديث اليوم عن قضية الاتجار بالدين، فالدين ليس تجارةً، للدنيا أبوابها، هناك مئات الحرف بل آلاف الحرف يمكن أن يصل بها الإنسان إلى الدنيا، أما الدين فدعه في عليائه، و دعه في صفائه، و دعه يصل لكل الناس كما أراد الله تعالى له، إنه منهج السماء لأهل الأرض.

{ عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: علماء هذه الأمة رجلان: رجل آتاه الله علماً فبذله للناس، ولم يأخذ عليه طمعاً، ولم يشتر به ثمناً، فذلك تستغفر له حيتان البحر، ودواب البر والطير في جو السماء، ويقدم على الله سيداً شريفاً حتى يرافق المرسلين، ورجل آتاه الله علماً، فبخل به عن عباد الله، وأخذ عليه طمعاً، واشترى به ثمناً، فذاك يلجم يوم القيامة بلجام من نار، وينادي مناد: هذا الذي آتاه الله علماً فبخل به عن عباد الله، وأخذ عليه طمعاً، واشترى به ثمناً، وكذلك حتى يفرغ من الحساب }

[رواه الطبراني في الأوسط]


طرق استغلال الدين :
الدين لا يُتخذ وسيلة لنصل به إلى السلطة
استغلال الدين يكون عن طرقٍ كثيرة، أو من خلال طرقٍ كثيرة، أبرزها استغلال سياسي، وهو أن نجعل الدين مطيةً للوصول إلى السلطة، فالدين لا ينبغي أن يكون مطيةً نركبها لنصل إلى تحقيق السلطة، بل إن الدين هو الحاكم لحياة البشر، و لا بد أن يحكم حياة البشر بدايةً و نهايةً، لكنه لا يُتخذ وسيلة لنصل به إلى سلطةٍ سواء كانت مطلقة أو مقيدة.
جناية من يرتزق بالدين جناية عظيمة جداً
وهناك استغلالٌ اقتصادي وهو أن يجعل الدين مطية للوصول إلى المال و إلى الدنيا، يقول الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: " والله لأن أرتزق بالرقص أهون من أن أرتزق بالدين ".
لأن جناية من يرتزق بالدين جناية عظيمة جداً، هو يحجب الناس عن دين الله، و يوهمهم أن هذا الدين مطية للوصول إلى المال.
وهناك استغلالٌ ثالث، استغلالٌ كهنوتي، أي أن يجعل الإنسان لنفسه مكانةً كبيرةً عن طريق الدين فيطيعهُ الناس على غير بصيرة، قال تعالى:

اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَٰهًا وَاحِدًا لَّا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ
[ سورة التوبة:31 ]

وفي المسلمين اليوم من يتخذ شيخهُ و إمامهُ أرباباً من دون الله، فلا ينبغي أبداً أن يستغل الدين لا سياسياً، ولا اقتصادياً، ولا كهنوتياً، إنه دين الله عز وجل، ولا تجارة في الدين، بل إن أعظم صفقةٍ خاسرةٍ في التاريخ أن يشتري الإنسان بآيات الله ثمناً قليلاً، عندما يصبح الدين تجارةً لا بد أن ندعو فنقول: " اللهم أصلح لنا ديننا ".
إلى الملتقى أستودعكم الله.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته