حلاوة الإيمان

  • 2019-08-16
  • عمان
  • مسجد التقوى

حلاوة الإيمان

يا ربَّنا لك الحمدُ مِلْءَ السَّمواتِ والأرضِ، ومِلْءَ ما بينهما، ومِلْءَ ما شِئتَ مِن شيءٍ بعدُ، أهلَ الثناءِ والمجدِ، أحقُّ ما قال العبد،ُ وكلُّنا لك عبدٌ، لا مانعَ لِما أعطَيتَ، ولا مُعطي لِمَا منَعتَ، ولا ينفَعُ ذا الجدّ منك الجدُّ. أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، غِنَى كُلِّ فَقِيرٍ، وَعِزُّ كُلِّ ذَلِيلٍ، وَقُوَّةُ كُلِّ ضَعِيفٍ، وَ مَفْزَعُ كُلِّ مَلْهُوفٍ، فكيف نفتقر في غناك؟ وكيف نضل في هداك؟ وكيف نذلُ في عزك؟ وكيف نُضامُ في سلطانك؟ وكيف نخشى غيرك والأمرُ كله إليك؟ وأشهدُ أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، أرسلتهُ رحمةً للعالمين بشيراً ونذيراً، ليخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنّات القرُبات، فجزاه الله عنا خير ما جزى نبياً عن أمته، اللَّهُمَّ صَلِّ وسَلِّمْ وَبَارِكْ على سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وعلى آلِ سيدنا محمد، وعلى أصحاب سيدنا محمد، وعلى أزواج سيدنا محمد، وعلى ذرية سيدنا محمد وسلم تسليماً كثيراً، وبعد عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ.


حلاوة الإيمان :
يجب أن يتغلغل الإيمان في أعماق النفس
أيها الأخوة الأحباب؛ الإيمان ليس مجرد حقائق تمتلئ بها رؤوس المؤمنين، وليس طقوساً تؤدى، وليس مجموعة من المعلومات التي لا بد أن تدرك في العقول فحسب، الإيمان لابد أن يتغلغل في أعماق الإنسان، ولابد أن يملأ قلبه ونفسه وعقله وفكره وروحه، لأن الإيمان إن بقي أفكاراً في الرؤوس فإنه يصعب أن يتحول إلى واقع في حياة الناس، كم من إنسانٍ يدرك ويعقل أهمية الرياضة لتنمية جسمه وبنائه بناءً سليماً لكنه لا يمارس الرياضة! كم من إنسانٍ يؤمن أشد الإيمان أن التبغ والتدخين ضار بصحته، متلف لأجهزته، لكنه لا يقلع عن التدخين! ألوف مؤلفة بل ملايين مملينة، لأن الحقائق يندر وحدها أن تلزم صاحبها بالصواب، لابد مع الحقائق من شيء يتغلغل في أعماق النفس، من حب، من رغبة، من شيء في داخل النفس يدفعها إلى الخير، وينهاها عن الشر، فالحقائق وحدها لا تكفي.
الحقائق شيء والسلوك شيء آخر
أيها الكرام؛ إن الحقائق شيء والسلوك شيء آخر، فأنت اليوم يمكن أن تلقي محاضرة بليغةً في الصدق، وفي أهمية الصدق، وفي ثمرات الصدق، ولكن لن يكون الإنسان صادقاً حقيقة، فهذا أمر غير الحقائق، إنه السلوك.
أيها الأخوة الكرام؛ عبر الإسلام عن هذا الأمر بما يسمى الإيمان، أو حلاوة الإيمان، أن يذوق الإنسان شيئاً، هذا الذي يذوقه يدفعه أن يبذل الغالي والنفيس في سبيل دينه، وفي سبيل قيمه، وفي سبيل مبادئه، إنها حلاوة الإيمان، أو طعم الإيمان.

أمثلة عن حلاوة الإيمان :
إليكم بعض الأمثلة من الواقع، في مكة وفي منطقة التنعيم تحديداً، خرجت الألوف المؤلفة لتشهد مصرع الأسير البطل خبيب بن عدي، ولما وصل إلى منطقة القتل وجد قريشاً قد أعدت له صليباً خشبياً كبيراً ليثبتوه فوقه ثم يقتلوه، رأى خبيب هذا الصليب المعد لقتله فلم يجزع ولم يخف لكنه قال بصوت هادئ: إن رأيتم أن تدعوني حتى أركع ركعتين فافعلوا، أراد أن يختم حياته بوقوفٍ بين يدي ربه فتركوه فركع ركعتين ثم قال: أما والله لولا أني خشيت أن تقولوا إنما أطال الصلاة خشية الموت لاستكثرت من الصلاة، ثم أوثقوه بالحبال الغليظة فنظر إليهم ورأى نظرات الحقد في عيونهم فدعا فقال: " اللهم أحصهم عدداً، واقتلهم بدداً، ولا تغادر منهم أحداً " فتعالت الأصوات: اقتلوه اقتلوه، فقال:
ولست أبالي حين أقتل مسلماً على أي جنب كان في الله مصرعي وذلك في ذات الإله وإن يشـــأ يبارك على أوصـــال شلـــــــــــوٍ ممزَّع ***
{ خبيب بن عدي رضي الله عنه }
هناك فرق بين حقائق الإيمان وحلاوة الإيمان
اغتاظوا منه فقالوا له محاولين في اللحظات الأخيرة أن ينالوا منه ما لم يستطيعوا نيله في حياته، قالوا له: أتحب لو أن محمداً مكانك وأنت ناجٍ في أهلك؟ فقال لهم: لا والله ما أحب أن أكون آمناً وادعاً في أهلي، عندي عافية الدنيا ونعيمها، وأن محمداً يوخز بشوكة، فصاح أبو سفيان بأعلى صوته: والله ما رأيت أحداً يحب أحداً كحب أصحاب محمدٍ محمداً، فقال خبيب: اللهم إنا لا نستطيع أن نبلغ رسولك ما يُفعل بنا، فبلِّغه الغداة ما يفعل بنا، اللهم بلغ رسولنا منا السلام، و رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة يقول وهو بين أصحابه: وعليك يا خبيب السلام، قتلته قريش، هذا خبيب أيها الأخوة كان يدرك حقائق الإيمان بشكلٍ عظيمٍ جداً، ولكن ليست الحقائق التي كان يدركها، وليست المعلومات التي كان يعلمها، ولا الآيات التي كان يحفظها هي الدافع الوحيد له من أجل هذا الموقف الذي وقفه، هذا الموقف البطولي المشرف، لكنه شيءٌ في أعماق النفس، هو طعم ومن ذاق عرف، هو حلاوةٌ تذوَّقها فضحى بكل شيء في سبيل تلك الحلاوة العظيمة التي ذاقها.
أيها الأخوة الأحباب؛ بعد إحدى المعارك يرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم صحابياً ليتفقد سعد بن الربيع، وصل إليه في أرض المعركة فوجده في الرمق الأخير، فقال: إن رسول الله يبلغك السلام أرسلني لأنظر أنت بين الأحياء أم بين الأموات؟ قال: أنا بين الأموات يا أخي وفي الرمق الأخير ولكن بلغ رسول الله مني السلام وقل لصحابته: لا عذر لكم إن خُلِصَ إلى نبيكم- إذا وصل إليه المشركون- وفيكم عين تطرف.
محبة الله ورسوله من حلاوة الإيمان
امرأةٌ أنصاريةٌ بعد أحد تمر بأرض المعركة فتجد زوجها بين الشهداء، فتقول: ما فعل رسول الله؟ وتجد أخاها وأباها بين الشهداء، فتقول: ما فعل رسول الله؟ حتى أوصلوها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أشيع خبر مقتله في أُحد فلما رأته و كحلت عينيها به قالت: كل مصيبة بعدك جلل- أي هينة- ولا أبالي ما أصابني.
أيها الأخوة الكرام؛ هؤلاء ذاقوا حلاوة الإيمان، ذاقوا طعم الإيمان، فأصبحت حياتهم على هذه الشاكلة، يحبون الله ورسوله حباً يفوق كل حبّ، يحبون الله ورسوله حباً يفوق حبهم لبنيهم، وآبائهم، و تجارتهم، وأموالهم.

الخليل هو الله جلّ جلاله :
نحن نقول: إبراهيم خليل الله والنبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الصحيح يقول:

{ إن الله اتخذ إبراهيم خليلاً واتخذني خليلاً }

[ أخرجه البخاري]

الخُلَّةُ مرحلة فوق الحب
فإبراهيم خليل الله، ومحمدٌ صلى الله عليه وسلم خليل الله، فهما الخليلان صلوات ربي وسلامه عليهما.
ما معنى الخليل؟ الخُلَّةُ مرحلة فوق الحب، فأنت قد تحب إنساناً لكنك لا تصل في محبته إلى مرحلةٍ تحب بحبه من أحب، وتعادي لعداوته من عاداه، تحبه لكنك لست مستعداً أن تعادي إنساناً لأنه لا يحبه، فهذا شأنه، فهذه مرحلة الحب، لكن الخليل والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:

{ لو كنت متخذاً من الخلق خليلاً لكان أبو بكر، ولكن أخٌ وصاحب خِلَّة }

[ أخرجه البخاري]

الخليل هو الله جلّ جلاله، لكن عند محبة الخليل تحب بمحبته من أحبه، وتعادي لعداوته من عاداه، هذا لا يكون إلا بعد أن يذوق الإنسان في داخله شيئاً يدفعه إلى ذلك، لا تكفي فيه الحقائق، ولا النظريات، ولا المعلومات.

تطبيق منهج الله عز وجل في حياتنا :
أيها الأخوة الكرام؛ كما في صحيح مسلم:

{ ذَاقَ طَعْمَ الإِيمَانِ، مَنْ رَضِيَ بِالله رَبًّا، وَبِالإِسْلامَ دِيناً، وَبِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم رَسُولاً }

[رواه مسلم]

الرضا يُذيق المؤمن طعم الإيمان
الرضا يُذيق المؤمن طعم الإيمان، ما معنى الرضا؟ الرضا ليست كلمة تقال، رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وَبِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم رَسُولاً، لكن الرضا هو حالةٌ نفسيةٌ تمتلك في قلب المؤمن رضاً في دينه وبنبيه وبربه، فلا يقبل بديلاً عن منهج الله تعالى، ولا يقبل بديلاً عن كتاب الله تعالى، ولا عن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فيذوق طعم الإيمان بالرضا، ذاق طعم الإيمان من رضي بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وَبِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم رَسُولاً، أما اليوم أيها الأخوة الكرام عندما نسمع بعض الأشخاص وبعض المسلمين منا وفينا كما يقال يلقي أذناً هنا وأذناً هناك لمناهج وضعية ما أنزل الله بها من سلطان ثم يقول لك على سبيل المثال: الإسلام لم يعد قابل للتطبيق اليوم نحن في زمن القرن الواحد والعشرين، أين أنت من هذه المعلومات وهذه الحقائق؟ لا بد اليوم من أن نطور، وأن نبدل، وأن نعدل، فهذا لا يمكن أن يذوق طعم الإيمان، لأنه لم يرض بمنهج الله تعالى قائماً في حياته، فلا يجد أن الحجاب الإسلامي يناسب عصرنا، ولا يجد أن النظام المالي الإسلامي الذي يحارب الربا يناسب عصرنا، ولا يجد أن القيم الإسلامية تناسب شوارعنا، هذا الرضا أيها الكرام، المسلم راضٍ بالله تعالى رباً له، فلا يعبد إلا الله، لا درهماً، ولا ديناراً، ولا متاعاً، ولا دنيا، وهو راضٍ برسول الله صلى الله عليه وسلم نبياً له، ورسولاً من عند الله، فإن سمع أمراً من رسول الله بادر إلى تطبيقه دون أن ينتظر تفسيراً، أو تأويلاً حتى، يبادر إلى التطبيق فوراً:

{ يقول سعد رضي الله عنه: ثلاث أنا فيهن رجل وفيما سوى ذلك أنا واحدٌ من الناس - إحدى هذه الثلاث- قال: ما سمعت حديثاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا علمت أنه حقٌ من الله }

[حديث موقوف]

لا بد أن يكون منهج الله موجوداً في حياتنا
هذا رضي بمحمدٍ صلى الله عليه وسلم رسولاً، وبالإسلام ديناً، فمنهج الله تعالى لابد أن يكون قائماً في حياتنا، وإن كان هناك خلل، فهو خللٌ في التطبيق، وليس خللاً في أصل المنهج، فهذا منهج الله تعالى الكامل التام، هذا البند الأول.

الفرق بين حقائق الإيمان و حلاوة الإيمان :
أيها الكرام: طعم الإيمان، وهناك حلاوة الإيمان، وهي تشبه طعم الإيمان، يقول صلى الله عليه وسلم:

{ ثلاثٌ من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان، من كان الله ورسوله أحبَّ إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه، كما يكره أن يقذف في النار }

[متفق عليه عن أنس]

هذه ثلاثة أمور أخرى؛ أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، أي أن يكون تطبيق أمر الله تعالى في كتابه، وتطبيق أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنته الصحيحة، أحب إليه من كل شيء سوى الله، فلا يقدم أمراً على أمر الله، ولا على أمر رسوله، عندها يذوق حلاوة الإيمان، جرب أخي المؤمن، جرب أن تركل بقدمك مبلغاً مالياً فيه شبهة حرام، ستعيش والله أشهراً وأنت تنتشي بتطبيقك لمنهج الله تعالى، جرب أخي الشاب أن تغض بصرك عن محارم الله سيورثك الله في قلبك حلاوة تعوضك عن كل هذه المشاهد الفانية، جرب أخي المؤمن أن تترك منصباً فيه سَخَطُ الرحمن سيعوضك الله تعالى في قلبك إيماناً وحلاوةً تجدها إلى يومٍ تلقى الله، حلاوة الإيمان لا بد أن يدفع ثمنها.
حلاوة الإيمان تحتاج إلى تضحية
حقائق الإيمان تتعلمها في المدارس والجامعات، وفي المساجد، لكن حلاوة الإيمان تحتاج إلى أن تدفع شيئاً بالمقابل، هذا الشيء هو التضحية، أن تضحي بهوى نفسك إرضاءً لله، أن يكون الله ورسوله أحب إليك مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، الحب في الله أيها الكرام يذيقك حلاوة الإيمان، أن تحب أخوة في الله، في بيوت الله، وفي العمل، وفي البيت، وفي كل مكان، الحب في الله يورث حلاوة الإيمان، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ نجاه الله منه كما يكره أن يقذف في النار، وهذا هو الولاء والبراء أي أن تتبرأ من غير المؤمنين مهما كانوا أقوياء، ومهما بلغوا، ومهما وصلوا، أنت تتبرأ منهم، تتبرأ من عقائدهم الباطلة، ومن كفرهم، وتوالي أهل الحق، وأهل الإيمان، هنا يذوق المؤمن حلاوة الإيمان.

قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ
[ سورة التوبة : 24]

حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، و وزِّنُوا أعمالكم قبل أن توزنَ عليكم، واعلموا أن ملكَ الموت قد تخطانا إلى غيرنا، وسيَتخطى غيرنا إلينا فلنتخذُ حذرنا، الكيس من دانَ نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها، و تمنى على الله الأماني، أستغفر الله.
الحمد لله رب العالمين، وأشهدُ أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، فِي الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

الدعاء :
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك يا مولانا سميع قريب مجيب للدعوات، اللهم برحمتك أعمنا، واكفنا اللهم شر ما أهمنا وأغمنا، وعلى الإيمان الكامل والكتاب والسنة توفنا، نلقاك وأنت راضٍ عنا، لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين، وأنت أرحم الراحمين، وارزقنا اللهم حسن الخاتمة، واجعل أسعد أيامنا يوم نلقاك وأنت راضٍ عنا، أنت حسبنا عليك اتكالنا، ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين، ربنا اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا، وما أسررنا وما أعلنا، وما أنت أعلم به منا، أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير، اللهم بفضلك ورحمتك أعل كلمة الحق والدين، وانصر الإسلام، وأعز المسلمين، ربنا اغفر لنا ولوالدينا ولأشياخنا ولمن علمنا ولمن له حق علينا، اللهم جازهم عنا بالإحسان إحسانا يا أكرم الأكرمين، اللهم فرج عن المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها، أطعم جائعهم، واكسُ عريانهم، وارحم مصابهم، وآوِ غريبهم، واجعل لنا في ذلك عملاً متقبلاً يا أكرم الأكرمين، اللهم انصر إخواننا المرابطين في المسجد الأقصى وفي القدس الشريف على أعدائك وأعدائهم يا رب العالمين، اجعل اللهم هذا البلد آمناً سخياً رخياً مستظلاً بكتابك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، وأبرم بهذه الأمة أمر رشد تعز به أهل طاعتك، ويذل به أهل عصيانك، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر، ووفق اللهم ملك البلاد لما فيه خير البلاد والعباد، أقم الصلاة، وقوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله.