سؤال وجواب - 21 جمادى ثاني 1447
سؤال وجواب - 21 جمادى ثاني 1447
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. |
| بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على نبينا الأمين وعلى آله وأصحابه أجمعين. |
| بادئ ذي بدء إخوانا: أيُّ حركةٍ لإصلاح الصلاة لا بأس بها، بعض الناس إذا رنَّ الهاتف الجوال في جيبه أثناء الصلاة، يتحرَّج أن يُخرجه ويطفئه خشية أن تكون هذه الحركة في الصلاة مُفسِدة للصلاة، نصَّ الفُقهاء على أنَّ الحركة التي تكون لإصلاح الصلاة لا تُفسِد الصلاة والدليل: |
| أنه عندما يكون أمامك صفٌ ينشأ فيه فراغ، فيتوجَّب عليك أن تتقدَّم وتملأ الصف وأنت في الصلاة، هذا لإصلاح الصلاة، فالأَولى منه أن نُصلِح الصلاة بأن نوقِف الصوت الذي يخرُج من الجوال، هذا أهم لأنه يُشوِّش على الناس، فلو أنَّ رجُلاً رُنَّ هاتفه، والأصل أن نُطفئ الهواتف قبل الصلاة، لكن الإنسان ينسى وأنا أحياناً أنسى، فإذا نسيت ورنَّ الهاتف مهما تكن الحركات أخرِج الهاتف وأطفئه، إذا كان يُجزِئ أن تُدخِل يدك في جيبك جيد، أو كان في مكانٍ آخر، مهما فعلت أخرِج الهاتف وأطفئه حتى لا يُشوِّش على الناس صلاتهم. |
السؤال الأول:
تصرفت بمبلغٍ ليس لي وتبيَّن أنه مُزور فما الحكم؟
يقول السائل كان هناك مبلغ مئة دولار موجودة في الطاولة ولم يأخذها أحد، فأخذتها واشتريت بها من محلٍ ثم اكتشفت بعد فترةٍ أنَّ هذا المبلغ كان لأبي، وقال إنها مزوَّرة، فماذا يترتَّب عليَّ هل أُعيد المال لصاحب المحل الذي اشتريت منه؟ ملاحظة الفترة كانت بالأشهُر وجزاك الله خيراً.
| أولاً ما كان ينبغي أن تتصرف بمبلغٍ لا تعلم لمَن هو، ما دام موجوداً في حرز أي في طاولة يعني هو ليس متروكاً لُقَطَة، حتى اللُقَطَة يجب أن تُعرِّف عليها لعلَّه يأتي صاحبها، لكن مادام موجود في طاولة، فهذا شبه حرز نُسمّيه، يعني هناك صاحبٌ له، فلا ينبغي أن تأخذها في الأصل، فاستغفر الله من ذلك. |
| ما دمت أخذتها وإذا كان والدك متأكداً أنها مُزوَّرة، الآن أنت غششت بها صاحب المحل، فاذهب إليه وافتح معه الموضوع، قل له أنا أعطيتك مئة ثم تبيَّن أنها مُزوَّرة وأنا جاهزٌ للتعويض، فالمبلغ الذي أخذته منّي أُعوضك به وأردُّه لك، أو إذا اكتشفت أنها مُزوَّرة فاعطنِ إيّاها حتى نُتلفها أو إلى آخره، يعني لا بُدَّ أن تُصلِح لأنَّ هذا ليس عدلاً، لا يجوز أن نُحمِّل هذا البقَّال مسؤولية مئة مُزوَّرة ونحن نعلم أنها مُزوَّرة، فإذا اكتُشِفت قد تُعرضه للمُساءلة وأقل شيء ستُتلف ولن ينتفع بها، فلعلَّك إذا ذهبت إليه فإمّا أن يُسامح يقول لك أنا لا أعلم ما الذي حصل، عندها تَبرأ ذمتك، أو يقول لك عوضني أنا اكتشفت أنها مُزوَّرة أو عَلِمت أو إلى آخره، فتُعوضه وتَبرأ الذمّة بذلك إن شاء الله. |
السؤال الثاني:
ما هي مسؤولية المُغترب تُجاه دينه وبلده؟
تتمةً للحديث عن المسؤولية، ما هي المسؤولية تُجاه المغترب؟ مسؤولية المغترب المفترَض تُجاه دينه وتُجاه بلده؟
| بارك الله بك، يعني هذا انتفاعٌ مباشرٌ بالخُطبة، المغترب له مسؤولية، يعني بلدنا لا نتخلى عنها لمُجرَّد أننا خارج البلد، قد يكون الإنسان متاحاً إليه أن يعود ويساهم بعمله، بنشاطه، بدعوته، بأي شيءٍ يستطيعه، وقد يقول لك الآن غير قادر على العودة، أنا مُستقر حالياً، عندي أولادي في المدارس، ما عندي مصدر رزق في بلدي، الحمد لله رزقي جيد هناك، وأولادي ما زالوا صغاراً لا أخاف على دينهم، ومُحافظٌ على ديني، يعني كل إنسان له حالته، فماذا أصنع من هناك؟ |
| الإنسان الذي يريد أن يتحمَّل المسؤولية يا كرام يبحث عن عملٍ يقوم به، يعني مهندس الاتصالات يبحث عن عملٍ يتواصل مع بعض الجهات هُنا، أنا عندي فكرة، عندي مجال أن أُقدِّم ذلك عن بُعد مثلاً، الآخر يمكن أن أُقدِّم مالاً، يمكن أن أُرسل شيء أُقوّي به الجبهة الداخلية، هناك جمعية خيرية تقوم على رعاية الفقراء، تقوم على الأعمال الخيرية، تقوم على تطبيب المُصابين، فأُوفِّر من مصروفي شهرياً شيئاً أُرسله لجهةٍ موثوقة تُرسله إلى المُستحقين، بابٌ من الأبواب، فإن عَدِم أبواب الوصول فهناك في مُغتربه ما يقوم به داخل مُغتربه، جمع السوريين، جمع المسلمين على كلمةٍ إذا كان يستطيع الكلام يتكلم، يُقوي عزائمهم، ينصح لهم، إذا كان يستطيع أن يُمدَّهم بالمال يُمدَّهم، إذا كان يستطيع أن يبحث في مشكلاتهم، أو له وجاهةٌ للتدخُّل لحلِّها، فكل إنسان له موقع، فهو يبحث عن موقعه ويحاول أن يسدَّ فيه ثغرة. |
السؤال الثالث:
ممكن توضيح مُخالفة سيدنا آدم تعاليم الله؟
سيدنا آدم لمَّا خالف تعاليم الله واعترف بالخطأ الذي ارتكبه، لكن نتيجة الخطأ نحن البشر كلنا من نسل سيدنا آدم، فنحن تحمَّلنا جزءاً كبيراً من الخطأ، وأعلم أنَّ كل شيءٍ مقدَّرٌ ومكتوبٌ ومُسجَّلٌ باللوح المحفوظ، ممكن التوضيح؟
| نحن يا كرام عندما نُخطئ نحن من نُخطئ، لا نتحمَّل خطأ أحد، ولا نُحمِّل خطأنا على أحد، نحن ما تحمَّلنا نتيجة خطأ أحد، عندما نُخطئ نحن من نُخطئ، نحن مَن نعصي، لا نجعل معصية آدم شمَّاعة، هذه شمَّاعةٌ جديدة. |
| أنا أعلم أنَّ السائل يريد أن يستفسر عن شيءٍ آخر، وأعلم أنه لا يُريد أن يُحمِّل الخطأ الآن لا ألومه، لكن هذه شمَّاعةٌ جديدة، لو أنَّ سيدنا آدم لم يَخرُج من الجنَّة كنّا الآن في الجنَّة كلنا! لا، سيدنا آدم في الأصل خُلق للأرض: |
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ(30)(سورة البقرة)
| في الجنَّة يوجد ملائكة لا داعي لآدم عليه السلام، هو خُلِق للأرض لم يُخلَق للجنَّة، فنحن لا نتحمَّل هذه الدنيا وأعباءها بسبب خروجه، هذا الكلام غلط، نحن نتحمَّل أخطاءنا التي نفعلها، الله عزَّ وجل أراد أن يخلقه في الجنَّة جلَّ جلاله، وأن يُخطئ آدم والملائكة قالوا من البداية: (قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ) لأنه مُكلَّف، والمُكلَّف يصدر منه الخطأ، قالوا من أين علمت الملائكة؟ لمُجرَّد أن قال: (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ) قال البعض: إنهم علموا بإعلام الله لهم، وقال البعض: إنهم علموا لأنهم رأوا الجن قبل الإنس. |
وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ(27)(سورة الحجر)
| فلمّا رأوا أفعال الجن علموا أنَّ الإنس سيفعلوا مثلهم، ومُحصّلة الأمر أنَّ هذا المخلوق مُكلَّف، الملائكة: |
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ(6)(سورة التحريم)
| الإنس مُكلَّف، فلمّا كان مُكلَّفاً يستطيع أن يفعل أو أن لا يفعل، إذاً سيُفسِد، لأنَّ الإفساد هو وضع الشيء في غير موضعه، فأنت إذا أحضرت روبوت ويريد أن يأخذ هذه الكأس من هُنا ويضعها هُنا، واحتمال الخطأ صار صفراً في الروبوت، فهذا الروبوت غير مُكلَّف، يأخذها ويضعها، أمّا إذا أتيت بإنسانٍ مُكلَّف ولديه الخيار، وقلت له: انقل الكأس من هُنا أو هُنا، أمامه خياران أن ينقلها أو لا ينقلها، فلمّا يقول الله للإنسان اصدُق، أمامه خياران أن يصدُق أو ألّا يصدُق، ولمّا يقول له لا تغشّ أمامه خياران أن يغشّ أو ألّا يغشّ، فلمّا كان أمام المُكلَّف خياران أن يفعل أو ألّا يفعل، إذاً احتمال الخطأ وارد، فأراد الله تعالى أن يخلق آدم في الجنَّة، والتي هي غير الجنَّة التي: |
لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ(48)(سورة الحجر)
| التي هو موطننا الأصلي، وسنعود إليها بإذن الله بأعمالنا الطيبة والصالحة ولن نخرُج منها، وإنما جنَّة تقريبية، يعني بستان ورياحين وأنهار، جنَّة تقريبية، فأراده أن يسكن فيها حيناً ثم أن يخرُج بمعصيته ليُعلِّمنا درساً، أنكم مخلوقون للجنَّة، وأنَّ الأرض هي رحلة، إمّا أن تعودوا للجنَّة بأعمالكم، أو أن لا تعودوا، فهي عبارة عن جولةٍ في الجنَّة ثم خروجٌ منها لنعود إليها عندما نبذل الجهد المطلوب، فمن أجل ذلك كان ثم خرج، لكن نحن لا نُحاسَب لأنه خرج، لا نُعلِّق، نحن نُحاسَب لأننا نُذنب، لأننا نتحمَّل المسؤولية، قال الله: افعلوا فلم نفعل، وقال: لا تفعلوا ففعلنا، فلا نريد أن نُحمِّل المسؤولية لآدم، آدم لا دخل له، من يُخطئ له دخل، آدم تحمَّل مسؤولية عمله هو، لكن لا دخل له بمن جاء بعده، هو خرج من الجنَّة لأنَّ الله في الأصل أراد أن يخرُج من الجنَّة. |
السؤال الرابع:
لا أستطيع قراءة الفاتحة كاملةً بصلاة الجماعة؟
عند السكوت بعد الفاتحة أحياناً لا أستطيع قراءة كامل سورة الفاتحة في صلاة الجماعة، هل يجب إكمالها؟
| هو في الأصل قراءة الفاتحة في الجماعة مع الإمام، فيها ثلاثة مذاهب لأهل العِلم. |
| المذهب الأول أنَّ قراءة الإمام تكفي المأموم، يعني مادام الإمام قرأ الفاتحة أنت لا عليك لا تقرأ الفاتحة، ولهم أدلتهم في ذلك. |
| والمذهب الثاني مذهب الشافعية، أنَّ قراءة الإمام لا تكفي المأموم لأنه: |
{ لَا صَلَاةَ لِمَن لَمْ يَقْرَأْ بفَاتِحَةِ الكِتَابِ }
(أخرجه البخاري ومسلم)
| فكلٌّ يجب أن يقرأ، فعندما يصمُت الإمام بين الفاتحة والسورة تقرأ. |
| المذهب الثالث وهو الوسط بين المذهبين، والذي أُرجِّحه إن صحَّ لي أن أُرجِّح، وأنا طالب عِلم ولكن أُرجِّحه من أقوال أهل العِلم وهو أنه في الصلاة السرّية تقرأ، في الظُهر والعصر أنت لا تسمع الإمام فتقرأ في سرّك الفاتحة، وهذا ما نفعله جميعاً، يعني لا نصمُت كما في بعض المذاهب، أنه أنت اصمُت، لا، أشغل وقتي بقراءة الفاتحة، وفي الجهرية عندما أسمع الإمام لا أقرأ لقوله صلى الله عليه وسلم: |
{ إنما جُعِلَ الإمامُ ليؤتَمَّ به فإذا كبَّر فكبِّروا وإذا قرأ فأنصِتوا وإذا قال: سمع اللهُ لِمَن حمِده فقولوا: اللهمَّ ربَّنا لك الحمدُ }
(أخرجه النسائي)
| فهذا هو الراجح، لكن إذا أردت أن تأخذ بالمذهب القائل بأنه يجب عليك أن تقرأ الفاتحة، وله وجاهته، فإذا صمت الإمام قرأت تُتابِع، لو بدأ بقراءة ما بعدها تستعجل وتُتم الفاتحة، ولو اكتفيت بما قرأتَه وكان أغلب الفاتحة فقراءتك صحيحةٌ إن شاء الله، لكن أعود وأُكرِّر ما أُرجِّحه أنه إذا قرأ الإمام تكفيك قراءته إن شاء الله، في السرّية نقرأ، وفي الجَهرية نُنصِت، والله تعالى أعلم. |
السؤال الخامس:
اتفقت مع عامل على أخذ نسبةٍ لي هل هذا حلال؟
إذا شخص يريد طيان وأنا أعرف طياناً أرخص من السوق، فاتفَّقت مع طيان على زيادة سعره مع أخذ نسبةٍ لي، هل هذا الإيراد حلال؟
| هُنا يجب أن نُفرِّق بين أمرين إخواننا الكرام، إذا كنت في الأصل أنت سمسار، أي مهمتك أن تؤمِّن للناس، هذا سمسار نُسمّيه في الفقه، فلَكَ أن تأخُذ، يعني أنت تعرف فلاناً فأمَّنته وقلت له: أنا لي نسبة، سآتيك بالعمال أنا متعهد، أمّا إذا صديقي جاء إلي وقال لي: هل تعرف طياناً سعره معقول؟ قلت له: نعم أعرف ووضعت نسبة لي فهذه خيانة، يعني الذي هذا عمله فليعمل، وهذا ماله حلال، أنا متعهد ومهمتي أنني أعرف أُناساً والسائل يعرف أنني آخذ نسبة، هذا عملي فلا حرج هذا سمسار، لكن بالمعروف. |
| أمّا إذا كان صديقٌ لي، مُجرَّد معرفة أنني أعرف فلان، فاتصلت به وقلت ضع لي نسبةً، هذه فيها خيانة للأمانة لا تنبغي، لأنه هو لمّا قال لك يعلم أنك لن تأخذ، وعلى يقين أنك لن تأخُذ، وأنت لا تريده أن يعلم هذه مسالةٌ مهمة، وإذا عَلِم يُزعجك ذلك ويحمرّ وجهك، إذاً لماذا فعلتها؟ فلننتبه. |
السؤال السادس:
سقط شيء ولم أستطع اللحاق بصاحبه ماذا أفعل؟
كان هناك شخصان يتشاجران سقط من أحدهما قطعة فضة، رأيتهم فذهبت لأقول للشخص ما سقط منه ولكنني لم أصل إليه ولم يعُد، ماذا أفعل بالقطعة الفضية؟
| إذا كنت تعلم من هذا الشخص أو في المكان هناك من يعرفه فاسأل، لأنَّ هذه صار حُكمها حُكم اللُقَطَة، أي أصبح معك شيء ليس لك، فيجب أن تبحث عن صاحبه، فابذِل الجُهد في البحث عن صاحبه، كيف ذلك أنا لا أعلم، لعلَّك تأتي إلى مكان الشجار وتسأل من يعرفهم، سوبر ماركت مثلاً أو غيره، أو إذا كنت تعرفه في الأصل فابحث عنه ولك الأجر أن تصل إليه، لأنَّ هذه القطعة لها قيمة إذا كانت فضة فعلاً، تأكد أولاً أنه فضة، قد يكون لا قيمة له ليس فضة، فلا تبحث، أمّا إذا كان فضة فابحث عن صاحبه، فإن لم تجده ولم يطلبه ومضى على ذلك سنة، فهو لك تصرَّف به كما تشاء، إن كنت محتاجاً فخذه، وإلا فتصدَّق به والأَولى أقول دائماً الصدقة لا سيما لغير المُحتاج. |
السؤال السابع:
لماذا صلاة الظهر والعصر سرّية والباقي جَهرية؟
لماذا صلاة الظهر والعصر سرّية وصلاة المغرب والعشاء والفجر جَهرية؟
| الحقيقة هذا يُسمّونه الفقهاء من الأحكام التعبُّدية التي لا يُسأل فيها عن سبب، هناك أحكامٌ فيها حِكمٌ ظاهرة، يعني تقول لماذا حرَّم الله الرِبا؟ أقول لك، لماذا حرَّم الله الخمر؟ أقول لك: لأنه يُذهِب العقل مثلاً، فأُعطيك الحِكَم، هناك أحكامٌ تعبُّدية تعبَّدنا الله تعالى بها، هكذا هي، لماذا الفجر ركعتان بينما الظهر أربع؟ لأنَّ الله أمر أن تكون الظهر أربعاً والفجر ركعتان، لا شيء غير ذلك، لكن أنا لي اجتهادٌ ما أدري إن كان صواباً أو خطأً، نُلاحظ أنَّ صلاة النهار سرّية، يعني أثناء الناس والحركة والحياة والأصوات التي تخرُج من الباعة، أنت تُسرّ في صلاتك وتتوجه فيها إلى الله تعالى، ولمّا يهدأ الليل تجهَر في هدأة الليل بصلاتك، يعني هي بعكس حركة الحياة، فلمّا يهدأ الناس نجهَر في الليل ونُسمِع الناس، ولمّا يتحرك الناس في الحياة والصخَب في الحياة نُسرّ، فهي بعكس حركة الحياة والله تعالى أعلم. |
السؤال الثامن:
هل يخرُج عن ملة الإسلام مَن لا يُصلّي؟
شيخنا العزيز قريبي أنصحه على الصلاة ولكن يقول الله يهدينا، هل يخرُج عن ملة الإسلام وهل يُصلّى عليه؟ هو لا يُنكِر الصلاة.
| الحقيقة أنَّ تارك الصلاة مُرتكب كبيرة والعياذ بالله، ومهما عمل من الأعمال الطيبة والصالحة فلا يُعفيه ذلك من الصلاة، لأنه مُقصِّرٌ في حقِّ خالقه، قد يقول لك أنا عملي مع الناس جيد أبذِل، أنت مع خالقك مُقصِّر، فلا تقُل لي بعد ذلك ماذا تفعل مع خلقه؟ فترك الصلاة كبيرةٌ من الكبائر، والعلماء فيها على مذهبين، المذهب الأول أنَّ تارك الصلاة يكفُر بغضّ النظر لماذا تركها؟ أو ما سبب تركها؟ |
| والمذهب الثاني وهو الذي نُفتي به، أنَّ تارك الصلاة على نوعين: مُنكرٌ لها يكفُر بإنكاره، ومتكاسلٌ عنها مُقرٌّ بوجوبها، فلا يكفُر على إنكاره وأمره إلى الله، فعلى المذهب الثاني الذي نُفتي به غالباً، والدول كلها تأخُذ به، هذا الرجُل لا يخرُج من المِلّة، مادام لا يظهر منه مُكفِّر، ويُدفَن في مقابر المسلمين، ويُصلّى عليه، ويُرجى له المغفرة لعلَّ الله عزَّ وجل يتوب عليه قبل مماته إن شاء الله ويُصلّي. |
السؤال التاسع:
كيف يمكنني أن أُقويّ إيماني بالله تعالى؟
كيف يمكنني أن أُقويّ إيماني بالله تعالى حتى أقنَع بوجوده تعالى مئةً بالمئة؟
| تقوية الإيمان يا كرام تحتاج إلى أمورٍ يجمعها حُسن الصِلة بالله، وهذه الأمور لا بُدَّ من بذل الجُهد فيها، كما يبذُل الإنسان جُهده في الوصول إلى شهادةٍ دنيوية، لا بُدَّ أن يبذُل جهده في تقوية إيمانه، لأنَّ في الإيمان سعادة الأبد أو في تركه شقاء الأبد. |
| تقوية الإيمان تحتاج إلى صُحبةٍ صالحة، إلى مجلس عِلمٍ، تحتاج إلى نوافل، تحتاج إلى تدبُّر القرآن الكريم، تحتاج إلى صلاة الجماعة، تحتاج إلى قيام الليل، لا بُدَّ من بذل جُهدٍ، لا يأتي شيءٌ هكذا، جرِّب نفسك بعد صلاة الفجر في جماعة، كيف يكون إيمانك؟ وكيف يكون إيمانك بعد ترك الصلاة، مختلف تماماً لأنَّ الإيمان يزيد وينقص، يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان، هو لا يُجرَّب لكن أنا أقول جرِّب. |
| جرِّب شهراً أن تغض بصرك، أن تلتزم أمر ربك، أن تجد هذه السكينة في قلبك لطاعة الله عزَّ وجل، أن تقوم ركعتي قيامٍ بعد العشاء أو قبل الفجر في الوقت الذي يناسبك، أن تلتزم ولو صلاة الفجر في جماعة، ستجد أنَّ إيمانك أصبح قوياً، تشعُر وكأنك ترى الجنَّة رأيَ عين، وترى النار رأيَ عين، وجرِّب أن تنغمس في الحياة دون أن تلتفِت إلى الدين، صلاةٌ غير مُتقنة سريعة، لا يوجد ولا مجلس عِلم، لا يوجد ولا طاعة ولا صدقة، انظُر كيف يصبح حالك، تقوية الإيمان تحتاج إلى بذلٍ دائمٍ في حُسن الصِلة بالله تعالى، هذا والله تعالى أجلُّ وأعلم، وبارك الله بكم، والسلام عليكم ورحمة والله وبركاته. |

