• الحلقة الثالثة
  • 2021-04-15

نغمة الجوال

وسائل التواصل عموماً والجوال خصوصاً نعمة من النعم، قرَّبت البعيد، وحققت التواصل السريع مع الآخرين، ولكن الجوال في الوقت نفسه يصبح نقمة إن أسأنا استخدامه.
اسمح لي أخي أن أهمس في أذنك همسة محب فأقول:
يتخذ الناس رنة أو نغمة لجوالهم لتنبيههم على ورود مكالمة أو رسالة، ومن الأمور غير المشروعة في نغمة الجوال أن يجعل التنبيه أغنية بعيدة عن الأدب والقيم والأخلاق كالأغاني المنتشرة في زماننا.
قال تعالى:

وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ (6)
(سورة لقمان)

قال ابن عباس رضي الله عنهما وغيره: هو الغناء ونحوه..
لا أبالغ إن قلت: إن نغمة الجوال تعبر عن جانب مهم في شخصية الإنسان، فالجوال يصحبك في كل مكان ويدخل معك المجالس والمساجد ويصحبك وأنت في حضرة والديك وربما في مجلس يحضره أهل علم وفضل، فيجب عليك أن تختار رنة حيادية لمجرد إعلامك بورود مكالمة.
من الناس من يجعل تنبيه هاتفه آيةً أو آيات من القرآن الكريم وهذا أيضاً لا يصح، فالقرآن أقدس وأعظم من أن يجعل نغمة للجوال للتنبيه على ورود مكالمة وقد يقطع صاحب الهاتف الآية ليجيب المتصل قال تعالى:

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ ۖ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41)
(سورة لقمان)

فلا يليق بعزة هذا الكتاب أن يجعل للتنبيه في الجوال، وقد يدخل الإنسان لقضاء حاجته وجواله في جيبه فلا يصح عندها أن ينطلق الجوال بآيات القرآن.
ومما يلحق بهذا الأمر خاصية أخرى توفرها شركات الاتصال وهي أن تختار أغنية ما فإذا اتصل بك أحدهم فإنه يستمع لهذه الأغنية ريثما ترد عليه، وهنا أهمس في أذنك همسة محب: ليس من حقك أن تسمعني شيئاً فيه معصية كأغنية ماجنة مثلاً، بل ليس ذاك من مصلحتك أصلاً فالإنسان يحمل وزره وليس من العقل والمنطق أن يحمل أوزار الآخرين أيضاً.

{ سمعَ ابنُ عُمرَ رضي الله عنهما مِزمارًا فوضعَ أصبُعَيْهِ في أذُنَيْهِ، وَنَأَى عَن الطَّريقِ وقالَ لي: يا نافعُ هل تسمَعُ شَيئًا ؟ قلتُ: لا، فرَفعَ أصبُعَيْهِ مِن أذُنَيْهِ وقالَ: كُنتُ معَ النَّبيِّ - صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ - وسمعَ مثلَ هذا وصنعَ مِثلَ هذا }

(أخرجه أبو داود والبيهقي)

والحمد لله رب العالمين.