• الحلقة التاسعة
  • 2021-04-21

انشر الخيرات

أخي الحبيب اسمح لي أن أهمس في أذنك همسة محب فأقول:
مع انتشار وسائل التواصل ووجود الكاميرا في يد كل واحد منا أصبح كل إنسان قادراً على النشر لعشرات أو لمئات أو لآلاف وأحياناً لملايين الأشخاص، والنشر أمانة ومسؤولية وكما أن ما ننشره اليوم يمكن أن يكون حجة لنا بين يدي خالقنا يوم القيامة فإنه يمكن أن يكون حجة علينا.
يمكن أن نقول: لا تنشر ولا تشارك على صفحاتك أو على المجموعات التي على هاتفك أو في اليوتيوب إلا ما يسرك يوم القيامة أن تراه في صحيفتك.
يقول المولى جل جل جلاله:

إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ (12)
(سورة يس)

(وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا) من عمل، (وَآثَارَهُمْ) ما تركوه بعدهم من خير أو شر، قبل أن تنشر أو ترسل أو تشارك صورة أو مقطعاً مصوراً أو نصاً مكتوباً تذكر قوله تعالى:

وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ ۖ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ (13)
(سورة العنكبوت)

وهذا إخبار عن الدعاة إلى الضلال، أنهم يوم القيامة يحملون أوزار أنفسهم، وأوزاراً أخرى بسبب من أضلوا من الناس، من غير أن ينقص من أوزار أولئك شيئاً، كما قال تعالى:

لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۙ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (25)
(سورة النحل)

وفي الصحيح :

{ مَن دعا إلى هُدًى كان له مِن الأجرِ مِثْلُ أجورِ مَن تبِعهُ لا ينقُصُ ذلك مِن أجورِهم شيئًا، ومَن دعا إلى ضلالةٍ كان عليه مِن الإثمِ مِثْلُ آثامِ مَن تبِعهُ لا ينقُصُ ذلك مِن آثامِهم شيئًا }

(سنن أبي داود)

بعض الناس إذا قرأ منشوراً وضع علامة الإعجاب عليه لمجرد قراءته ولو لم ينل إعجابه انطلاقاً من أن وضع علامة الإعجاب هو لمجرد الإعلام بقراءة المنشور، ولكن إن كنت في موضع ينظر الناس إلى تسجيل إعجابك على أنه موافقة على مضمون المنشور، فأقترح هنا إما أن تعلق على المنشور بما يوضح الحق ويزيل اللبس إن كان صاحب الصفحة على ضلال في المنهج، أو تراسل صاحب المنشور على الخاص لبيان الإشكال في منشوره إن كان ممن يقبل النصيحة، ولكن لا تسجل إعجابك بالمنشور وفيه إشكال شرعي.
عودٌ على بدء لا تنشر ولا تشارك ولا تسجل إعجاباً إلا بشيء يسرك يوم القيامة أن تلقاه في صحيفة أعمالك:
وَما مِن كاتِبٍ إِلا سَيفنــي وَيَبقي الدَهر ما كَتَبتَ يَداه فَلا تَكتُب بِكفك غَير شَيءٍ يَسرك في القِيامة إِن تَراه
{ الإمام الشافعي }
والحمد لله رب العالمين.