• الحلقة السابعة عشرة
  • 2021-04-29

إنجاز وهمي

حملة مليونية لقراءة سورة النصر نهديها لأهل البلد الفلاني..
أشعل الفيس بفضح جرائمهم!
نريد لهذا المنشور أن يلف العالم خلال أربع وعشرين ساعة!
ثواب وعقاب وعلم وثقافة... كل ذلك عبر وسائل التواصل التي أصبحنا نتفقدها عند صحونا وقبل نومنا، بل أثناء أهم مجالسنا، لا يشغلنا شيء عنها، ونخشى أن نتركها لساعة واحدة فنتفاجأ بعدها بمئات الإشعارات التي تنتظر إطلالتنا عليها!

حقيقة إعادة الإرسال
الحقيقة المرة أن إعادة الإرسال لا تعني أجراً بالضرورة وقد تحمّلك أحياناً وزراً إن كانت المعلومة مغلوطة، وأن القسم الذي قرأته على أن تنشر الرسالة لا يلزمك بالنشر ولكنه يؤثِّم من ألزمك به، وأن الحملات المليونية لن تجدي نفعاً ما دام واقعنا على حاله، وأن الفيس الذي اشتعل بفضح جرائمهم لم يزدها الا اشتعالاً، وأن العلامة ( س ) لم يدع الناس أصلاً لهذا الدعاء ولم ير في منامه رؤيا تؤذن بالفرج! ولو أنه دعا ففي سنن الله القرآنية والأدعية النبوية ما يغني عن ذلك كله، هذا إن سلم الدعاء الذي انتشر من محظورات شرعية!

سُنن الله تعالى مطبقة علينا
الحقيقة أن لله تعالى سنناً في خلقه لا تتغير ولا تتبدل:

اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ ۚ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ۚ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ ۚ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا (43)
(سورة فاطر)

وأن هذه السنن مطبقة علينا شئنا أم أبينا، وأن تغيير الواقع يتم بتغيير النفوس، وعلينا أن نبدأ بإصلاح أنفسنا وأن نسعى لإنجاز حقيقي يبرىء ساحتنا أمام ربنا.
فالإنسان مفطور بطبعه على الرغبة في الإنجاز فهو يحقق ذاته بقدر ما يحققه من إنجازات، وقد يتوهم أنه لو أرسل لعشرة من أصدقائه على الواتس آب حكمة وصلته أنه قد حقق إنجازاً ولو كان واقعه بعيداً عن الإنجاز الحقيقي، وقد لا يدري أنه لو عكف على رواية قصة لأولاده الصغار تحببهم بالله تعالى ورسوله وتدفعهم لعمل يخدم أمتهم مستقبلاً لكان هذا إنجازاً حقيقاً، لأن الشيطان غالباً ما يزهدنا بالأمور ذات النتائج المستقبلية والتي هي قريبة منا.
لنعترف جميعاً أن لوسائل التواصل إيجابياتها، فما أصوره الآن سأنشره بعد حين على تلك الوسائل، ولكن لا ينبغي لهذه الوسائل أن تصرفنا عن مهماتنا في الحياة.
نعم إن إرسال الرسائل عبر وسائل التواصل باب من أبواب نشر الخير، وكذلك فيمكن التعاون من خلال وسائل التواصل على البر والعمل الصالح ولكن هناك أبواب عظيمة للخير وإنجازات مهمة لا ينبغي أن نتشاغل عنها فلنجعل لوسائل التواصل وقتاً محدداً، ولنجعل قبل ذلك للتواصل مع الله تعالى عبادة وقرباً ومع خلقه براً وإحساناً الوقت الأوفى.
والحمد لله رب العالمين.