ولا تمدن عينيك
ولا تمدن عينيك
1- غض البصر على وسائل التواصل الاجتماعي
غض البصر أنواعٌ أشهرها غض البصر عن المحرمات واليوم على وسائل التواصل تفاجئك إعلانات فيها صور محرمة أو مقاطع فيها محرمات وبعد حين يألف المرء هذه المشاهد ولا يغض البصر عنها، قال تعالى: |
قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31)(سورة النور)
وفي الحديث: |
{ ثلاثَةٌ لا تَرَى أَعْيُنُهُمُ النارَ يومَ القيامةِ: عَيْنٌ بَكَتْ من خَشْيَةِ اللهِ، وعَيْنٌ حَرَسَتْ في سبيلِ اللهِ، وعَيْنٌ غَضَّتْ عن مَحارِمِ اللهِ }
(صحيح الألباني)
نعم قد تفاجئك صورة ما وأنت تتابع شيئاً مباحاً على وسائل التواصل وهذا ما يسمى نظر الفجأة وهنا يأتي حديث المصطفى عن جرير رضي الله عنه : |
{ سَأَلْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عن نَظَرِ الفُجَاءَةِ فأمَرَنِي أَنْ أَصْرِفَ بَصَرِي }
(صحيح مسلم)
فالإثم على من تعمَّد النظر إلى المحرم أولاً، أو استدام النظر إليه. |
وفي الحديث عن بريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: |
{ يا علِيُّ، لا تُتْبِعِ النَّظْرةَ النَّظْرةَ؛ فإنَّ لكَ الأُولى، وليسَتْ لكَ الآخِرةُ }
(سنن أبي داود)
2- غض البصر عن ما لدى الآخرين
هناك نوعٌ آخر من غض البصر، فوسائل التواصل اليوم تجعل بصرك مشدوداً دائماً إلى ما عند الآخرين مما ينقصك فالهاتف الذي في يدك أصبح قديماً وقد أعلن عن الإصدار الجديد، والثلاجة في بيتك صغيرة مقابل الثلاجات الحديثة، وشاشة التلفاز صغيرة وهناك أكبر منها، وفلان له متابعون كثر وأنت لا تملك عشر متابعيه وفلانة جميلة تقول فتاة: أين أنا من جمالها! وهكذا وهنا يأتي التوجيه القرآني: |
وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ۚ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ (131)(سورة طه)
أيها الكرام: إن وسائل الاعلام تظهر الأمور على غير حقيقتها، إن ما تراه مجرد أوهام، فهذا المشهور ( اليوتيوبر) الذي يظهر كل يوم في مكان مع زوجته وهما على وئام وحب وتفاهم إنما يفعل ذلك ليأخذ مشاهداتك ويحصل من ورائها أموالاً طائلة من الاعلانات وليس بالضرورة أن يكون سعيداً مع زوجته بل كثيراً ما يكونان غير ذلك، وعند حلول المساء سيتخاصمان ويعلو صياحهما وغير ذلك. |
إن البيوت تبنى بالرضا والتفاهم والمودة وبالحب أحياناً والحياة لا تخلو من منغصات ومشكلات وكل بيت فيه ساعات صفاء وساعات كدر وهذه طبيعة الحياة، أما ما ينشر عبر وسائل التواصل فهو للكاميرات فقط فلا تمدن عينيك والسلام. |