لا تنشر الفضائح
لا تنشر الفضائح
رقي الإنسان عند خالقه:
خلق الله الإنسان على الفطرة وكلفه بالشرع وجعل فيه هوى يميل غالباً إلى المحرمات وعند معاكسة الإنسان لهوى نفسه يرقى الإنسان عند خالقه، قال تعالى: |
وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ (41)(سورة النازعات)
مثال بسيط: طبع الإنسان وهوى نفسه يدفعانه إلى النوم والشرع يأمره بالقيام إلى صلاة الفجر فإن استجاب لهوى نفسه فقد أراح جسمه ولكنه خسر صلته بربه فشقي في الدنيا والآخرة. |
ومن هوى النفس تتبع الفضائح ونشرها والخوض فيها إلا أن التكليف الشرعي يقتضي الستر وإخفاء العيوب. |
الإسلام أمر بالستر:
أخي الحبيب؛ هذه همسة محب: |
بين الحين والآخر تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي فضيحة لشخصية ما سواء كانت دينية أو غير ذلك ومن شأن المؤمن ألا يساهم في نشر الفضائح فالله تعالى هو الستير وقد أمر بالستر، وفي الحديث: |
{ ومَن سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَومَ القِيَامَةِ }
(صحيح البخاري)
{ ولا تَتَّبِعوا عَوْراتِهِم، فإنه مَنْ يَتَّبِعُ عَوْرةَ أَخِيه المسلمِ يَتَّبِعُ اللهُ عَوْرَتَه، ومَنْ يَتَّبِعُ اللهُ عَوْرَتَه يَفْضَحْه ولو في جَوفِ رَحْلِه }
(أخرجه أبو داود وأحمد)
هناك مجاهرون بالفسق والفجور والأفكار الهدامة ومناصرة المجرمين وهؤلاء لا غيبة لهم ولا حرج في تحذير الناس من ضلالهم. |
من العبارات الشائعة التي تنسب لسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (أميتوا الباطل بالسكوت عنه). |
وهذه العبارة ليس لها سند صحيح لسيدنا عمر أو لغيره من الخلفاء والسلف الصالح. |
ومعناها قد يكون صائباً في عصر من العصور السابقة، قبل انتشار وسائل التواصل فليس من الحكمة أن تنشر قولاً أو رأيا باطلاً فيسمع به من لم يسمع وقد يقع موقعاً في قلب ضعيف إيمان. |
أما اليوم بعد انتشار وسائل التواصل فالصواب أن نقول: أميتوا الباطل ببيان بطلانه، وبيان بطلان الباطل ليس نشراً للفضائح وإنما إظهار للحقائق. |
من زاوية أخرى: من الحكمة أن نترك نشر صور مسيئة لديننا أو لنبينا أو لقرآننا ، وألا نلقي بالاً لمن يهاجمون ديننا بشكل واضح جلي فهؤلاء أعداء يعرفهم الصغير قبل الكبير، لكن المقصود بالكلام رد الشبهات والأباطيل والأفكار المشبوهة التي غالباً ما تصدر من أدعياء الدين لا من أعدائه! |
الملخص:
ملخص الكلام: الأصل في المسلم أن يستر وألا ينشر الفضائح وألا يتصيد أخطاء الآخرين وأن يحل النصيحة محل الفضيحة، أما من ينشرون السوء والفحشاء والمنكر في الأقوال والأفعال فهؤلاء ينبغي أن يرد عليهم أهل العلم وأن يظهروا خطورة منهجهم في العلن كما نشروا سيء ما عندهم في العلن. |