المِراء عبر وسائل التواصل
المِراء عبر وسائل التواصل
في وسائل التواصل لا سيما في مجموعات الواتس أب ومنشورات الفيس بوك يكثر المِراء ويتحيز كل طرف لرأيه في مسألة ما، ثم ينضم لكل طرف من الأطراف مؤيدوه ثم تكون المعركة التي نخسر فيها الوقت ونلتهي فيها عن المهم ويخرج منها الجميع منهزمين دون أن يتمكن طرف من إقناع الطرف الآخر! |
حكم المِراء في الإسلام:
يقول صلى الله عليه وسلم: |
{ أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا }
(صحيح أبي داود)
فالنبي صلى الله عليه وسلم يضمن بيتاً في أدنى الجنة لمن أعرض عن المِراء وإن كان محقاً. |
المِراء مذموم وهو الطعن في كلام الغير لإظهار خلل فيه لغير غرض سوى تحقير قائله وإظهار المماري لفضله على الآخرين. |
يقول الغزالي في الإحياء: (وَتَرْكُ الْمِرَاءِ بِتَرْكِ الْإِنْكَارِ وَالِاعْتِرَاضِ فَكُلُّ كَلَامٍ سَمِعْتَهُ فَإِنْ كَانَ حَقًّا فَصَدِّقْ بِهِ وَإِنْ كَانَ بَاطِلًا أَوْ كَذِبًا وَلَمْ يَكُنْ مُتَعَلِّقًا بِأُمُورِ الدِّينِ فَاسْكُتْ عَنْهُ). |
نعم إن كانت الفكرة المنشورة فيها إشكال شرعي لا خلاف فيه كمن نشر حديثاً موضوعاً ونسبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم أو نشر حكماً مخالفاً لما عليه الإجماع فقد وجب تنبيهه ولا مِراء في ذلك ويفضل أن تنبهه برسالة على الخاص إن علمت أنه وقاف عند الحق يرجع إليه وبذلك تقي نفسك شر حب الظهور والرياء، ويمكن أن تشير بلطف على العام إلى الإشكال الشرعي ولا حرج |
أما إن كان الموضوع متعلقاً بالدنيا وبوجهات النظر المختلفة في كل شأن من شؤونها أو بقضية خلافية فدعك من المِراء فذلك أسلم لقلبك وأكمل لإيمانك |
يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ( ذروا المِراء فإنه لا تفهم حكمته ولا تؤمن فتنته ). |