خمسة من أهل النار

  • الحلقة الثلاثون
  • 2016-04-13

خمسة من أهل النار

بسم الله الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ، والصلاة والسلام على النبي العدنان وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان.
خمسةٌ من أهل النار، ورد ذكرهم في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم:

1. الضعيف الذي لا عقل له
لا عقل يحجزه عن محارم الله
أولاً: الضعيف الذي لا زَبْرَ له، والزبر هو العقل، إذاً أول صنفٍ من أصناف أهل النار، إنسان ضعيف لا عقل له، طبعاً ليس المعنى أنه قد سلب أداة التكليف وهي العقل، أي المجنون، لأن المجنون لا حساب عليه أصلاً، لكن لا عقل له بمعنى لا تدبير له، أي لا عقل يحجزه عن محارم الله، لا عقل يمنعه عن الوقوع في حرمات الله، فالإنسان يُنْفَى عنه العقل في حالتين: في حالة ذهاب العقل بالجنون أو الإغماء، أو في حالة أن العقل موجودٌ لكنه لا يتدبر شؤون الإنسان ولا يخاف من ربه، فكأنه لا عقل له، إذ وجوده وعدمه سواء، لذلك أول إنسانٍ من أهل النار كما في الحديث ضعيفٌ لا عقل له.

وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ
(سورة الملك: الآية 10)

قال تعالى:

أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا
(سورة الفرقان: الآية 44)

وفي الحديث:

{ الدُّنْيَا دَارُ مَنْ لا دَارَ لَهُ ، وَمَالُ مَنْ لا مَالَ لَهُ ، وَلَهَا يَجْمَعُ مَنْ لا عَقْلَ لَهُ }

(أخرجه أحمد في المسند)


2. الخائن
إذاً خمسةٌ من أهل النار: الضعيف الذي لا زبر له، والخائن الذي لا يخفى له طمع وإن دقَّ إلا خانه: الخائن كله طمع، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يستعيذ بالله من الخيانة فيقول:

{ وأعوذُ بِكَ منَ الخيانةِ ، فإنَّها بئستِ البِطانةُ }

(أَخرجه أبو داود بسند حسن)

لذلك صح في الحديث الشريف:

{ أَدِّ الأَمَانَةَ إِلَى مَنِ ائْتَمَنَكَ ، وَلا تَخُنْ مَنْ خَانَكَ }

(أخرجه الترمذي بسند حسن)

حتى الرد على الخيانة بخيانة لا يجوز شرعاً، فكيف إذا ابتدأ الإنسان الخيانة ابتداءً!.
خمسة ٌ من أهل النار: الضعيف الذي لا زبر له،( أي لا عقل له)، والخائن والكذاب، قال تعالى:

إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ
(سورة النحل: الآية 105)

الكذب احتقارٌ للنفس
وقد ورد: (لا يكذب الكاذب إلا من مهانة نفسه عليه)، متى يكذب الإنسان؟ حينما يحتقر ذاته، فالكذب احتقارٌ للنفس، جبنٌ في الشخصية، حينما يتكلم الإنسان كلاماً بخلاف الواقع فهو جبانٌ لأنه لم يجرؤ على قول الحق، الكاذب جبانٌ والكاذب خائنٌ وقد يكون غشاشاً، فتجتمع كل صفات السوء في الكاذب والمؤمن لا يكذب.

3. المخادع
خمسة ٌ من أهل النار: الضعيف الذي لا عقل له، و الخائن والكذاب، الآن: ورجل لا يصبح ولا يمسي إلا وهو يخادعك عن أهلك ومالك: المخادع لا يدخل الجنة بنص هذا الحديث.
وقد جاء في الحديث الصحيح، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

{ المؤمن غِرٌ كريم }

(أخرجه أبو داود بسند حسن)

المخادع لا يدخل الجنة
الغرُّ هو إنسانٌ لا غائلة ولا باطنة له تخالف ظاهره، ما عنده وجهان، الظاهر مثل الباطن مئةً بالمئة، لا يظهر لك شيئاً ويخفي عنك شيئاً، قال:

{ والفاجر خَبٌّ لئيم }

(أخرجه أبو داود بسند حسن)

الخَبُّ هو المخادع الذي يسعى بين الناس بالفساد، ويقول صلى الله عليه وسلم:

{ من شرِّ الناس ذُو الوجهين، يأتي هؤلاء بوجهٍ، وهؤلاء بوجه }

[أخرجه البخاري ]

وقال صلى الله عليه وسلم:

{ لقَمِنٌ ذو الوجهين ألا يكون عند الله أميناً }

[ أخرجه ابن شيبة في مصنفه بسند صحيح ]

لقَمِنٌ أي جديرٌ
وقال صلى الله عليه وسلم:

{ المكر والخديعة والخيانة في النار }

(أخرجه البيهقي في الشعب بسند صحيح)


4. الشنظير (سيء الخلق)
وصف القرآن الكريم لرسول الله ﷺ
خمسة ٌمن أهل النار: الضعيف الذي لا عقل له، الخائن، الكذاب، المخادع، قال: والشنظير الفحاش: الشنظير أي سيئ الخلق، الفحاش عنده فحشٌ في كلامه أو في أفعاله أو بذاءةٌ في لسانه وأقواله، لذلك عندما وصف القرآن الكريم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى:

وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ
(سورة القلم: الآية 4)

وقال صلى الله عليه وسلم:

{ مَا مِنْ شَيْءٍ أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ }

[أخرجه أبو داود بسند صحيح]

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم:

{ لَمْ يَكُنْ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَاحِشًا ولَا مُتَفَحِّشًا، وإنَّه كانَ يقولُ: إنَّ خِيَارَكُمْ أحَاسِنُكُمْ أخْلَاقًا }

(أخرجه البخاري ومسلم)

خمسة ٌمن أهل النار: الضعيف الذي لا عقل له، الخائن، الكذاب، المخادع، والشنظير أي سيئ الخلق الفحاش.
شكراً لحسن متابعتكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.