• الحلقة الثالثة
  • 2016-02-10
  • عمان

محبة رسول الله


خمسة أمور تكسب الإنسان محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم :
بسم الله، الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ، والصلاة السلام على النبي العدنان، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان.
إلى لقاءٍ جديد مع خمسة أمورٍ جديدة في قضايا الدين والدنيا والآخرة، خمسةٌ تُكسبك محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

1 ـ اتباع سنته صلى الله عليه وسلم :
يقول صلى الله عليه وسلم:

{ لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ }

[ متفق عليه عَنْ أَنَسٍ]

ومحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ليست ادعاءً، ولكن المحبة عمل، خمسةٌ تزيد محبتك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، أولاً: اتباع سنته، لأن الله تعالى يقول:

وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا
[ سورة الأحزاب: 36]

من علامات محبة الله اتباع النبي الكريم
إذاً اتباعه يورث محبته، بل إن اتباعه يورث محبة الله تعالى، قال تعالى:

قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ
[ سورة آل عمران: 31]

يروي أبو أُسيدٍ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوماً من المسجد فرأى الرجال قد اختلطوا مع النساء، فقال: مخاطباً النساء:

{ اسْتَأْخِرْنَ، فَإِنَّهُ لَيْسَ لَكُنَّ أَنْ تَحْقُقْنَ الطَّرِيقَ عَلَيْكُنَّ بِحَافَّاتِ الطَّرِيقِ- أي أن تمشون في وسط الطريق- يقول أبو أُسيد- وهنا موطن الشاهد- فَكَانَتِ الْمَرْأَةُ تَلْتَصِقُ بِالْجِدَارِ حَتَّى إِنَّ ثَوْبَهَا لَيَتَعَلَّقُ بِالْجِدَارِ مِنْ لُصُوقِهَا بِهِ }

[أخرجه أبو داود]

هذا هو الاتباع، خمسةٌ تزيد محبتك لرسول الله صلى الله عليه وسلم أولها وأهمها: اتباع سنته.

2 ـ قراءة سيرته :
إذا أردت أن تحبه إقرأ سيرته
ثانياً: قراءة سيرته، فإذا قرأت صفاته الخلقية والخُلقية تعرفت إلى جميل، تعرفت إلى كامل، والإنسان يحب الجمال، ويحب الكمال، وقمة الكمال البشري متمثلةٌ في رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن الله عصمه من أن يخطئ في أقواله وأفعاله وإقراره، والإنسان يحب العطاء، وليس أعظم عطاء من عطاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما يدلك من خلال أقواله وأفعاله على الله تعالى، ويوصلك إلى الجنة، إذاً الجمال والكمال والنوال عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنه استمد ذلك من الله تعالى، فإذا أردت أن تحبه عليك أن تقرأ سيرته، ترى موقفاً في الكمال، وموقفاً في النوال والعطاء، وموقفاً في الجمال، فتحبه من غير أن تشعر، جاءه ملك الجبال وهو في الطائف بعد أن آذاه أهلها وضربوه، قال:

{ إن شئت أطبق عليهم الأخشبين، قال : لا يا أخي، اللهم اهدِ قومي إنهم لا يعلمون، أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلَابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا }

[متفق عليه عن عائشة]

دعا لهم، واعتذر عنهم، واستغفر لهم، ورجا الله أن يخرج من أصلابهم من يوحده، أيُّ خُلُقٍ هذا!! موقفٌ كامل لا بد من أن تحبه، والله لو قرأها أعداؤه لأحبوه.

3 ـ استشعار فضله عليك ورحمته بك وإحسانه إليك :
خمسةٌ تكسبك محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم اتباع سنته، قراءة سيرته، استشعار فضله عليك، ورحمته بك، وإحسانه إليك:

لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ
[سورة التوبة: 128]

استشعار محبة النبي الكريم يكسبنا محبته
تستشعر كيف أنه يحبك، وفي البخاري:

{ لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ، فَتَعَجَّلَ كُلُّ نَبِيٍّ دَعْوَتَهُ، وَإِنِّي اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ }

[رواه البخاري عن أبي هريرة]

ألا تحب هذا النبي الكريم الذي ترك دعوته ليشفع لنا يوم القيامة؟!

4 ـ الصلاة و السلام عليه :
خمسةٌ تكسبك محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، اتباع سنته، قراءة سيرته، استشعار فضله، الصلاة والسلام عليه، صلى الله عليه وسلم:

إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا
[سورة الأحزاب: 56]

الصلاة على النبي تؤدي لكسب محبته
الله يصلي على نبيه أي يثني عليه، وملائكته يصلون على النبي أي يدعون له، ونحن نصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثناءً وصِلةً به صلى الله عليه وسلم، وفي الحديث:

{ إن لله تعالى ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني من أمتي السلام }

[ رواه النسائي عن ابن مسعود]


5 ـ تذكره و تمني رؤيته :
خمسةٌ تكسبك محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم: اتباع سنته، قراءة سيرته، استشعار فضله، الصلاة والسلام عليه، أخيراً: تذكره وتمني رؤيته، لأن أبا هريرة رضي الله عنه يروي لنا في الصحيح:

{ مِنْ أَشَدِّ أُمَّتِي لِي حُبًّا نَاسٌ يَكُونُونَ بَعْدِي يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ رَآنِي بِأَهْلِهِ وَمَالِهِ }

[رواه مسلم عن أبي هريرة]

أشد الناس حباً له من يتمنى رؤيته
أي يقدم أهله وماله ليرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا أشد الناس حباً له، قال صلى الله عليه وسلم:

{ يقدُم عليكم غدًا أقوامٌ هم أرَقُّ قلوبًا للإسلامِ منكم، قال: فقدِم الأشعريون فيهم أبو موسى الأشعريُّ، فلما دنَوا من المدينةِ جعلوا يرتجِزون يقولون : غدًا نلقى الأحِبَّة، محمدًا وحزبَه }

خمسةٌ تكسبك محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، اتباع سنته، قراءة سيرته، استشعار فضله، الصلاة والسلام عليه، تذكره وتمني رؤيته.
اللهم اجمعنا بحبيبك ومصطفاك في جنانك.
وإلى اللقاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته