كلمة الدكتور بلال نور الدين في عقد قران أسامه بلقسام على فرح عبد الرحمن عوض بالمدينة

  • 2020-01-19

كلمة الدكتور بلال نور الدين في عقد قران أسامه بلقسام على فرح عبد الرحمن عوض بالمدينة


الدكتور بلال نور الدين:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، يا ربنا لك الحمد ملء السماوات والأرض وملء ما بينهما، وملء ما شئت من شيء بعد، أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد، لا مانع لما أعطيت ولا مُعطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجَد منك الجَد.
من فاته منك وصل حظه الندم ومن تكن همه تسمو به الهممُ وناظرٍ في سوى معناك حُق له يقتص من جفنه بالدمع وهو دمُ في كـل جـارحة عـيـن أراك بـه منـي وفي كـل عضـو للثناء فـمُ فإن تكلمـت لـم أنطـق بغيـركـم وإن سكـتُّ فشـغـلـي عـنـكم بـكـمُ أخذتم الروح مني في ملاطفة فلست أعرف غيراً مذ عرفتكمُ نسيت كل طريق كنت أعرفها إلا طــريـقـاً تــؤدـيـني لــربــعـكـمُ
{ علي وفا }
وبعد فيا أيها الإخوة لكرام؛ كان -صلى الله عليه وسلم-يحب الفأل الحسن، وهذا الحفل من الفأل الحسن فمن فأله الحسن أنه يُعقد في مدينة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-في طيبة الطيبة، وهذا فأل عظيم، فأل حسن كبير نسأل الله التمام لخير.
هذي أمامك طيبة ورحابها...
قد زين الله تعالى بها الكون كله، ثم إنه من الفأل الحسن أيها الإخوة؛ أن هذا العقد الميمون تمتد جذوره أيضاً إلى أرض الشام، أرض الشام المباركة-فرّج الله عنها-.
يـا شـامُ يـا شامُ يا أرض المحبينا عـزّ الـوفـاءُ وما هـان الـوفـا فـينا إِنّا حملناكِ في الأضلاعِ عاطِفة وصُورة مِن فُتُونِ الحُسنِ تسبِين يا شـام لا تجزعـي فالله راعـيـنـا يا شـــام لا تـحــزني فالله كـاـفـينــا
{ عصام العطار }
ومن فأل الحسن في هذا الحفل المبارك الطيب أن حضره ثلة من أهل العلم والفضل، فهذا شيخنا فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي علّمنا الوفاء، فجاء مسافراً من عمّان ليحضر هذا الحفل المبارك وفاءً لأهل العروسين الكريمين، ولأخينا الحبيب الأستاذ عبد الرحمن عوض -حفظه الله ورعاه – ويحضره أيضاً شيخنا الشيخ جمال، ولكنه من أهل البيت، فهو الذي رحّب بنا، وهو الذي أدخلنا هذه المدخل، فجزاه الله خيراً، وأيضاً الشيخ عثمان طه -حفظه الله-الذي خطّ بيده المصحف مرات ومرات، هذه اليد المباركة.
إذاً أيها الإخوة الكرام؛ وبينكم أهل فضل وعلم كثير فسامحوني، كلكم أهل فضل، وأهل خير، حللتم أهلاً ووطئتم سهلاً.
من الفأل الحسن أن العروسين من بيتي علم
ومن الفأل الحسن أخيراً -أيها الإخوة-أن العروسين الشاب والفتاة من بيتي علم، وفضل، وخير، فالفتاة هي حفيدة الشيخ محمد عوض، ومن لا يعرف الشيخ محمد عوض-رحمه الله تعالى-ذاك الرجل الذي تعرفه منابر دمشق ويعرفه أهل طيبة بخيره وفضله وإصلاحه، فقد كان علماً من أعلام الأمة، نسأل الله –عز و جل-أن يتغمده بواسع رحمته.
والشاب أيضاً أيها الإخوة الكرام من أحفاد الشيخ عبد الكريم الرفاعي، ومن لا يعرف مدرسة الشيخ عبد الكريم الرفاعي في دمشق والتي خرّجت للأمة أعلاماً وعلماء ومفكرين ومصلحين، فأهل بيتٍ أهل فضل، وأهل كرم، وأهل خير، والله الحمد والمنة، كل ذلك من الفأل الحسن -إن شاء الله -أن يجمع الله بين العروسين على خير وأن ينجب منهما الكثير الطيب، وأن يجعل كل منهما قرة عين لصاحبه.
مرة ثانية باسم آل العروسين: أرحب بكم حللتم أهلاً ووطئتم سهلاً، بارك الله بمسعاكم، وأهلاً وسهلاً بكم مشاركين إخوتكم الكرام هذا الحفل الطيب المبارك، محيين بذلك سنة من سنن المصطفى -صلى الله عليه وسلم-.
أيها الأخوة الكرام؛ الكلمة الآن لفضيلة الشيخ صاحب البيان والبلاغة والفضل، الشيخ جمال السيروان -حفظه الله-، فليتفضل مشكوراً.
كما رغب شيخنا الشيخ جمال -جزاه الله خيراً-أن يبدأ شيخنا الدكتور راتب النابلسي-حفظه الله ورعاه-، كما قلت لكم: علّمنا الوفاء، فلما دُعي أجاب، فجزاه الله خيراً، وقدمنا جميعاً مشاركةً لفرحة الشيخ عبد الرحمن
عوض، ولأهله الكرام، ولإخوته الأجلاء، وشيخنا الشيخ جمال، وجميع الحاضرين، فالكلمة الآن لفضيلة شيخنا الدكتور محمد راتب النابلسي فليتفضل مشكوراً.

الدكتور محمد راتب النابلسي:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربِّ العالمين، والصّلاة والسّلام على سيدنا محمد الصّادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علّمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علّمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علّمتنا، وزدنا علماً، وأرنا الحق حقّاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.

قدسية عقد الزواج:
أيها الإخوة الأحباب؛ يقول سيدنا عمر: "كنت قد أعددت كلاماً قاله عني أبو بكر"، فالإعداد مطلوب، الحقيقة الدقيقة أن أقدس عقد على الإطلاق في ثقافتنا الإسلامية هو عقد الزواج، والدليل، لولا الدليل لقال من شاء ما شاء، وصف القرآن الكريم هذا العقد بالميثاق الغليظ، قال تعالى:

وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُۥ وَقَدْ أَفْضَىٰ بَعْضُكُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَٰقًا (21)
(سورة النساء)

عقد الزواج أقدس عقد في الإسلام
كأن عقد الزواج أقدس عقد في الإسلام، الحقيقة آيات كثيرة تشير إلى عظمة الله من خلال خلقه، خلق السماوات والأرض، والليل والنهار، والشمس والقمر هذه آيات كثيرة، ألف وثلاثمئة آية في القرآن تدل على عظمة الله من خلال الكون والإنسان، هناك آية أخرى:

وَمِنْ ءَايَٰتِهِۦ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَٰجًا لِّتَسْكُنُوٓاْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَءَايَٰتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21)
(سورة الروم)

دققوا، كما أن الشمس والقمر من آياته، كما أن الكون-السماوات والأرض مصطلح قرآني يعني الكون، والكون ما سوى الله-من آياته، والشمس والقمر من آياته، والليل والنهار من آياته (وَمِنْ ءَايَٰتِهِ)، يا ترى بلاغياً هذه الواو ماذا تعني؟ حرف عطف معروفة، تعني التماثل، لا تقول: اشتريت مزرعة وملعقة، لا تصح، لا يوجد تماثل، مزرعة ومركبة، مزرعة وبيت، فالله -عز وجل-، هذه الواو واو التماثل (وَمِنْ ءَايَٰتِهِ) أيضاً، دققوا الآن: (أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَٰجًا) من أنفسكم، إنسان.
(لِّتَسْكُنُوٓاْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً) الجعل يأتي بعد الخلق، هذه المؤسسة فيها مودة ورحمة،
لذلك في الآية ثلاث نقاط أساسية:
1-السكنى: الرجل يسكن إلى ماذا؟ يسكن إلى ما يفتقره، يسكن إلى عاطفة زوجته الجياشة، فيميل إليها، ويسكن إليها، والمرأة تسكن؛ أي تميل إلى قوة زوجها، قوته المادية، والعلمية، فتميل إليه.
فالحقيقة الزوجان ليسا متماثلين، بل متكاملين، يوجد تكامل لا يوجد تماثل، يعني هناك حالات أخرى، هناك زوج يسهل عليه تلقي الأوامر من زوجته-يوجد هكذا شيء-، وهناك زوجة تطمح إلى إعطاء الأوامر إلى زوجها، هذه الحالات نسبتها قليلة سابقاً، ولعلها ارتفعت هذه النسبة لاحقاً، فأرجو ألا أكون مخطئاً، أو أن معلوماتي قديمة جداً، لكن الأصح أن يقتسم الزوجان الشؤون فيما بينهما، يعني تقريباً الشؤون الخارجية للرجل والداخلية للمرأة، تقسيم معقول.

خصوصية الزواج الإسلامي:
في الزواج الإسلامي الله بين الزوجين
أعظم خاصّة في الزواج الإسلامي هي: أن الله بين الزوجين: يوجد نقطة دقيقة جداً: كل طرف يخشى الله أن يظلم الطرف الآخر، كيف؟ في الزواج الإسلامي يا إخوان؛ الله بين الزوجين، أهم خصيصة لهذا الزواج أن الله بين الزوجين؛ أي أن كل طرف يخشى الله أن يظلم الطرف الآخر، وأن كل طرف يتقرب إلى الله بخدمة الطرف الآخر، أعظم ما في الزواج الإسلامي هذه الخاصة، كل طرف يخشى الله أن يظلم الطرف الآخر، وكل طرف يتقرب إلى الله بخدمة الطرف الآخر.
والله يا إخوان؛ أحياناً يوجد شواهد مؤثرة جداً: لي صديق حميم توفاه الله، تزوج امرأة وبعد أسبوعين تبين أن معها مرضاً عضالاً، يقول له أبوها: أرجوك يا ولدي هذه ليست زوجتك، ابنتي طلقها، ما طلقها، وأنفق عليها كل ما يملك، حتى باع بيته،عندنا بالإسلام كنوز يا إخوان، إنسان يترجاه الأب أن يطلقها بعد أسبوعين من الزواج، معها مرض عضال، قال له: هذه ابنتي، ليست زوجتك، قال له: أبداً، وباع بيته والله، صديقي الحميم، هذه حالة.
والله زرنا إنساناً مريضاً بحمص، ست وثلاثون سنة شلل رباعي، وزوجته تخدمه، والله عندنا بطولات، عندنا إيجابيات، نحن عندنا مرض اسمه جلْد الذات تسرب إلينا من الغرب، نحن حضاريون.
كنت مرة بأستراليا، والله لا أبالغ، رئيس الجالية إنسان محترم جداً، وعلى رتبة عالية علمية، ودّعني في المطار وقال لي: بلغ إخواننا بالشام أن مزابل الشام خير من جنات أستراليا، والله الذي لا إله إلا هو، أنا أردت أن أستزيده، قلت له: والله ما فهمت عليك! أستراليا قارة، فيها ثمانية عشر مليوناً، وفيها فواكه لانعرفها، والأسعار رخيصة جداً، قال لي: يعني ابنك بالمئة خمسون ملحد، والخمسون الثانية يا ليته منحرف، شاذ، وإن لم تصدقني اسأل، منذ ذلك الوقت صرت أبحث عن إيجابيات حياتنا.
راح صديق لي إلى باريس، رأى شاباً على نهر السين، بوضع حزين، قال له: ما بك؟ قال له: والله أريد أن أقتل أبي، هذا مسلم شرق أوسطي صُعق، لمَ؟ قال له: أحب فتاةً فأخذها مني.
كم أسرة ببلادنا الإسلامية باع بيته بالعاصمة واشترى أربعة بيوت بالريف ليزوج أولاده؟ والله عندنا بطولات-الله وكيلكم-نحن يكفينا جلد ذات، يكفينا، كفانا أن نرى أنفسنا متخلفين، نحن متفوقون، والله عندنا حضارة، بالمقابل يوجد بلاد متطورة لكنها متوحشة، وهناك بلاد كبلادنا غير متطورة لكنها إنسانية، ابحث في الإيجابيات، كمثل بسيط: إذا أحدهم طبخ رزاً بحليب، وسكبه في زبادٍ، يبقى بالطنجرة بقايا، عندنا بقايا مروءة، بقايا وفاء، بقايا محبة، يوجد تماسك أسري، انظروا إلى الإيجابيات تسعدون بها والله.
قد لا تصدقون أن الزواج الإسلامي لا يصح إلا على نية التأبيد، الإمام الأوزاعي يقول: لو أن إنساناً تزوج امرأة وفق الأصول تماماً، لكن في نيته إن رجع إلى بلده أن يطلقها زنا، قد تطلقها لسبب طارئ، أما أن تبدأ الزواج وفي النية أن يكون مؤقتاً، هذه أكبر مشكلة، لذلك أنا أخاطب الشباب: ابحث ملياً عن زوجة صالحة، إذا نظرت إليها سرتك، وإذا غبت عنها حفظتك، وإذا أمرتها أطاعتك، والله الدنيا كلها متاع، وخير متاعها الزوجة الصالحة.

الكفاءة بين الزوجين:
إخواننا الكرام؛ ابحثوا عن الكفاءة الدينية، والعلمية، والنفسية، والاجتماعية، والمالية بين الزوجين، مادام هناك تكافؤ هناك تفاهم.
طبعاً من مسلمات ديننا المرأة مساوية تماماً للرجل في التكليف، والتشريف، والمسؤولية، مُكلّفة كما هو مُكلّف، مُشرّفة كما هو مُشرّف، مسؤولة كما هو مسؤول، لكن ماذا نفعل بقوله تعالى؟

فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّى وَضَعْتُهَآ أُنثَىٰ وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ ٱلذَّكَرُ كَٱلْأُنثَى وَإِنِّى سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّىٓ أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ ٱلشَّيْطَٰنِ ٱلرَّجِيم(36) ِ
(سورة آل عمران)

نقول: إن خصائص المرأة الجسمية، والفكرية، والنفسية، والاجتماعية كمال مطلق للمهمة التي أنيطت بها، وإن صفات الرجل الجسمية، والفكرية، والنفسية، والاجتماعية كمال مطلق للمهمة التي أنيطت به.
لذلك عدم تحقيق الأهداف تموت المودة لا تتحقق أصلاً، أو حدوثاً، يوجد أهداف، لذلك البطولة ما يسمى بالكفاءة في الشرع، يوجد كفاءة مالية، اقتصادية، اجتماعية، ثقافية.

قصة زواج القاضي شريح:
ورد في كتب الأدب والسيرة أن القاضي شريح لقيه صديقه الفضيل، قال: يا شريح كيف حالك في بيتك؟ قال: والله منذ عشرين عاماً لم أجد ما يعكر صفائي، عشرون سنة! قال: وكيف ذلك يا شريح؟ قال: خطبت امرأة من أسرة صالحة، فلما كان يوم الزفاف وجدت صلاحاً وكمالاً، يقصد صلاحاً في دينها، وكمالاً في خَلقها، فصليت ركعتين شكراً لله على نعمة الزوجة الصالحة، فلما سلمت وجدت زوجتي تصلي صلاتي، وتسلم سلامي، وتشكر شكري، فلما خلا البيت من الأهل والأحباب-يوم عرسه-دنوت منها فقالت لي: على رسلك يا أبا أمية ثم قامت فخطبت، قالت: "أمّا بعد فيا أبا أمية! إنني امرأة غريبة، لا أعرف ما تحب، ولا ما تكره فقل لي ما تحب حتى آتيه، وما تكره حتى أجتنبه. ويا أبا أمية! لقد كان لك من نساء قومك ما هي كفء لك، وكان لي من رجال قومي من هو كفء لي، ولكن كنت لك زوجة على كتاب الله، وسنة رسوله، ليقضي الله أمراً كان مفعولاً، فاتقِ الله فيّ، وامتثل قوله تعالى:

الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَن يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (229)
(سورة البقرة)

الله يحب المرأة الستيرة
ثم قعدت-يوم عرسه-قال: فألجأتني إلى أن أخطب-صار يوم عرسه تبادل خطابات-وقفت وقلت:" أما بعد فقد قلت كلاماً إن تصدقي فيه وتثبتي عليه يكن لك ذخراً وأجراً، وإن تدعيه يكن حجة عليكِ، أحب كذا وكذا، وأكره كذا وكذا-دققوا الآن-وما وجدت من حسنة فانشريها، وما وجدت من سيئة فاستريه"، ورد ببعض الأثر: " الله يحب المرأة الستيرة " ليست فضاحة.
قالت: كيف نزور أهلي وأهلك؟ قال: نزورهم غباً، مع انقطاع بين الحين والحين، لئلا يملونا، وفي الحديث الشريف:

{ زُرْ غِبًّا، تَزدَدْ حُبًّا }

(أخرجه ابن حبان في صحيحه عن عائشة أم المؤمنين)

قالت: فمن منَ الجيران تحب أن أسمح لهن بدخول بيتك ومن تكره؟ قال: بنو فلان قوم صالحون، وبنوفلان قوم غير ذلك.
بعد عام عدت إلى البيت فإذا أم زوجتي عندنا-جاءت بعد سنة، وليس كل يوم، بعد سنة-رحبت بها أجمل ترحيب، وقد علمت من ابنتها أنها في أهنأ حال، قالت: يا أبا أمية كيف وجدت زوجتك؟ قلت: والله هي خير زوجة، قالت: يا أبا أمية ما أوتي الرجال شراً من المرأة المدللة فوق الحدود، فأدب ما شئت أن تؤدب، وهذب ما شئت أن تهذب، ثم التفتت إلى ابنتها تأمرها بحسن السمع والطاعة.

الخاتمة:
لذلك يا إخوان؛ ملخص ملخص الملخص: إذا بُني الزواج على طاعة الله تولى الله في عليائه التوفيق بين الزوجين، أما إذا بُني على معصية الله يتولى الشيطان التفريق بينهما.
اللهم وفّق الزوجين لما تحب وترضى، واجمع بينهما على خير، وأنجب منهما الكثير الطيب، ألهم أهلهما السّداد والرّشاد، واجعل جمعنا هذا جمعاً مباركاً مرحوماً، واجعل تفرقنا من بعده معصوماً، ولا تجعل فينا ولا منا ولا معنا شقياً ولا محروماً، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.