سؤال وجواب - 6 رجب 1447

  • 2025-12-26
  • سوريا - دمشق
  • مسجد عبد الغني النابلسي

سؤال وجواب - 6 رجب 1447

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على نبينا الأمين وعلى آله وأصحابه أجمعين.

السؤال الأول:
ما حكم الاستماع لمن يتنبأ بالمستقبل؟
ما حُكم الاستماع لمن يتنبأ بالمستقبل استناداً على بعض الأحاديث والكتابات؟
من يتنبأ بالمُستقبل يا كرام يدَّعي أنه يعلم الغيب، لأنَّ المُستقبل غيب، غيبٌ مُطلَق، والغيب لا يعلمه إلا الله.

قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ۚ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ(65)
(سورة النمل)

وقال صلى الله عليه وسلم:

قُل لَّا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ ۚ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ ۚ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ(50)
(سورة الأنعام)

فإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب، فمن باب أَولى أنه لا يوجد مخلوقٌ في الأرض يعلم الغيب، هذا مما استأثر الله تعالى به في عِلم الغيب عنده، وكما قال صلى الله عليه وسلم:

{ مفاتيحُ الغيبِ خَمْسٌ لا يعلَمُها إلَّا اللهُ: لا يعلَمُ ما تغيضُ الأرحامَ أحَدٌ إلَّا اللهُ ولا ما في غَدٍ إلَّا اللهُ ولا يعلَمُ متى يأتي المطَرُ إلَّا اللهُ ولا تدري نفسٌ بأيِّ أرضٍ تموتُ ولا يعلَمُ متى تقومُ السَّاعةُ أحَدٌ إلَّا اللهُ }

(أخرجه البخاري)

فالذي يتنبأ بالمُستقبل بمعنى أنه يقول: سيحدُث كذا وكذا على وجه اليقين، أو بالأبراج حسب البُرج، أو بالأعداد، أو أنَّ اسمُكَ مع اسمها يتوافق أو لا يتوافق، والذي يتكلم حسب النجوم، هذا كله حرام والإنسان فيه بين شيئين: إمّا كما قال صلى الله عليه وسلم:

{ مَن أتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عن شيءٍ، لَمْ تُقْبَلْ له صَلاةٌ أرْبَعِينَ لَيْلَةً }

(صحيح مسلم)

والعياذ بالله، أو:

{ مَن أتى عرَّافًا أو كاهنًا فصَدَّقَه بما يقولُ، فقد كَفَرَ بما أُنْزِلَ على محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم }

(أخرجه الحاكم والبيهقي وإسحاق في مسنده)

لأنَّ الذي أُنزِل على محمدٍ أنه لا يعلم الغيب إلا الله، وهو جاء إلى عرَّافٍ فصدَّقه، إذاً صدَّقت أنه يعلم الغيب، كذب المنجمون ولو صدفوا، البعض يقولون ولو صدقوا، هي أصلها ولو صدفوا، أي ولو صادف أن حصل ما قالوه فهُم كاذبون، فلا يمكن أن نُصدِّق إنساناً يدَّعي أنه يعلم المُستقبل، فمَن صدَّقه وقَع في الكُفر، ليس الكُفر المُخرِج من الملة، هو كفرٌ دون كفر، لكن لتعظيم شأنه قال: (فقد كَفَرَ بما أُنْزِلَ على محمَّدٍ) والعياذ بالله، وأمّا مَن لم يصدِّقه قال لك: أنا أقرأ الأبراج للتسلية أي أُحب أن أعرف ما هو بُرجي؟ ماذا سيحدث معي غداً؟ ما هو نوع شخصيتي؟ هذا (لَمْ تُقْبَلْ له صَلاةٌ أرْبَعِينَ لَيْلَة) فالأمر بين عدم قبول الصلاة لأربعين ليلة، وبين الكُفر الأصغر والعياذ بالله، فالمؤمن لا يُصدِّق هذه الأمور ولا يؤمن بها ولا يقرأ عنها.
طبعاً التنبؤ بالمُستقبل بمعنى أنه وفق التحليلات السياسية نتوقع كذا، هذا لا مشكلة فيه للأمانة، يعني وفق التحليلات السياسية يُتوَقع نمواً اقتصادياً لهذا العام، هذا ليس تنبؤاً بالغيب، هذا توقعاتٌ مبنيةٌ على تحليلاتٍ علمية، هذا من باب التخمين لا مانع، أو توقعات الطقس حسب ما يأتي اليوم من أخبارٍ، يبدو أنه قد يكون غداً أمطاراً بإذن الله، هذا ليس تنبؤاً بالغيب، أمّا الأبراج والكهانة والعرَّاف، أو أنَّ هناك توافقٌ بينك وبينها أو لا يوجد توافق، هذا كله مما لا يجوز شرعاً.

السؤال الثاني:
كيف يَرُدّ النبي علينا السلام وعددنا كثير؟
كيف يَرُدّ النبي صلى الله عليه وسلم السلام علينا وهُم عددهم كثيرٌ جداً وهل يردُّ عليهم السلام بأسمائهم؟
الحقيقة أحبابنا الكرام نحن نعيش في عالَم الدنيا الذي ينضبِط بضوابط الدنيا، فلا ينبغي أن نقيس عالَماً آخر لا ندري تفاصيله على عالَم الدنيا، بمعنى عالَم الدنيا فيه موت وفيه نهاية مثلاً، أمّا عالم الآخرة فيه أبد، حاول أن تتخيَّل الأبد تصِل إلى مكانٍ تشعُر أنَّ عقلك عاجز، لأنك مُرتبطٌ بالزمن، فلمّا تتخيَّل أنَّ الزمن لا نهاية له تشعُر بالعجز، لأنك هيأت نفسك على عالَم الدنيا.
فالآن عندما نتحدَّث عن عالَمٍ غَيبي كيف يردُّ السلام؟ يردُّ عليهم، ربُّنا عزَّ وجل يُناجيه في اليوم مليارات البَشَر ويسمَع دعاء الجميع، إذاً كيف يسمَع؟ المخلوق لا يحكُم على الخالق، أيضاً عندما نخرُج خارج الزمن في عالَم البرزخ، كيف تتلاقى الأرواح؟ كيف يسمَع النبي سلامنا ويردّ علينا السلام؟ نؤمن بذلك لكن لا نُدرِك له كيفية، فلا نسأل عن تفاصيله ونحن نعيش خارجه، اسأل عن تفاصيل الدنيا، تقول لي: عندما تكلَّم معك عشرة أشخاصٍ هل سمعتهم جميعاً؟ أقول لك: والله لم أسمعهم، لم أستطِع، شغلني سمعٌ عن سمعْ، أمّا يوم القيامة كيف ستكون الأحوال؟ هذا أمرٌ مُختلف، فلا ندخُل في تفاصيله ونحن لسنا في عالَمه، نحن في عالَم الشهادة وهذا من الغيب، بارك الله بكم.

السؤال الثالث:
ما هو معنى وتاريخ المُريد؟
ما هو معنى وتاريخ المُريد؟
هل المقصود بالمُريد الطالب؟ هو مُصطلحٌ صوفي أنَّ هذا المُريد يأتي إلى شيخه فيتعلَّم منه، أي هو مُريدٌ لعِلم شيخه، مُريدٌ لحال شيخه، فهو في الأصل مُصطلحٌ صوفي، تاريخه لا أدري متى بالضبط نشأت هذه الكلمة، لكن نشأت مع نشوء التصوُّف والطرُق الصوفية منذ مئات السنين، فيقولون: المُريد بمعنى أنه يُريد شيخه، وأنا أميل إلى أنَّ المُريد نحن كلنا نُريد وجه الله، كلنا طلاب علمٍ، أنا شخصياً لا أُحب كلمة المُريد والشيخ، المُريد الأعظم هو الله، لأنه صاحب الإرادة المُطلَقة، ونحن مُريدون لرحمة الله، ومُريدون لعفو الله، ومُريدون للعِلم الذي يُنجّينا بين يدي الله.

السؤال الرابع:
هل يجوز القراءة في السُنن جهراً؟
القراءة في السُنن سرّاً حصراً أم يجوز الجهر بها؟
السُنَن كلها صلواتها سريَّة هذه هي السُنَّة، فلو جَهَر بها فصلاته صحيحة، هل يجوز بمعنى هل تصح الصلاة؟ نعم تصح، وإذا كان يستحضِر الخشوع بإسماع نفسه دون جهرٍ فلا حَرَج، أحياناً بعض الناس يقول لك: أنا بالسُنَن أُحب أن أرفع صوتي قليلاً لا سيما في بعض الرواتب، يُسمِع نفسه، يستحضِر الخشوع أكثر لا حَرَج، وبعض العلماء قال: صلاة الليل في السُنَن يمكن أن يجهَر بها، قيام الليل، لا مانع في جوف الليل أن تجهَر بصلاتك وهذا له أدلّته، السُنَن الرواتب والضُحى يُخافِت بها يُسِرّ بها، ولو جَهَرَ فصلاته صحيحة إن شاء الله، ولو أسمَع نفسه فلا حَرَج.

السؤال الخامس:
هل الدعاء يُغيِّر الأقدار؟
هل الدعاء يُغيِّر الأقدار؟
الدعاء يردّ القضاء وليس القَدَر.

{ أَكْثِرْ من الدعاءِ فإن الدعاءَ يَرُدُّ القضاءَ المُبْرَمَ }

(أخرجه الطبراني)

وهذا صحَّ في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، ما معنى يردّ القضاء؟ يعني ربُّنا عزَّ وجل قضى على إنسانٍ أنه في هذا اليوم سيخرج من بيته إلى سيارته وسيحصل معه حادث سير، فلمّا خرج من بيته قال: "بسمِ اللهِ، توكَّلْتُ على اللهِ، لا حَولَ ولا قوَّةَ إلا بالله، اللهم إني أعوذ بك أن أَزِل أو أُزَل، أو أضِلَ أو أُضَل، أو أَظلِم أو أُظلم، أو أَجهل أو يُجهل علي" أحسَّن التوجه إلى الله "يا ربّي لا تكلني إلى نفسي طرفة عين ولا أقل من ذلك، اصرِف عنّي السوء" فالآن يردُّ الله هذا القضاء الذي كان حادث سير بقضاءٍ جديد وهو النجاة من حادث السير، فالدعاء ينفع من القضاء مما نزل و مما لم ينزل إن شاء الله.
أمّا القَدَر إذا فهمنا القَدَر على أنه وقوع القضاء فقد انتهى الأمر، القَدَر وقَع، كيف يُردّ؟ وقَع وانتهى، لذلك الدعاء الذي يُردِّده البعض ليس له أصلٌ شرعي "اللهم إني لا أسألك ردَّ القضاء ولكن أسألك اللطف فيه"، يعني يا ربّ حادث سير يكون خفيفاً قليلاً! لا، نحن لا نريد حادث السير كله، فاسأل الله أن يردَّ عنك قضاء السوء، وأن يرزقك قضاء الخير، لماذا اللطف فقط؟! اللهم إني أسألك أن تصرِف عنّي كل سوءٍ إن شاء الله، وهذا لا يُناقض قضاء الله عزَّ وجل، لأنَّ ربُّنا عزَّ وجل كما قضى المرض قضى الشفاء، وكما قضى الحادث قضى عدم الحادث، فنحن لا نخرُج من قضاء الله.
سيدنا عُمر لمّا أراد أن يدخُل المدينة، ترك دخولها من أجل الطاعون، ما أراد أن يدخُل، قال له أبو عبيدة: تفِرُّ من قضاء الله؟! قال له: لو أنَّ غيرك قالها يا أبا عُبيدة، أفِرُّ من قضاء الله إلى قضاء الله، بمعنى خارج المدينة ألا يوجد قضاء؟ ما زلنا في قضائه، لكن لماذا نُدخِل أنفسنا في العدوى؟ فخرجت، قال: "أرأيت لو عندك غنمٌ فرعيتها في أرضٍ مُجدِبة كان في قضاء الله، ولو رعيتها في أرضٍ مُخصِبة لكان في قضاء الله فهو الذي يقضي"، فأنت اسأل الله تعالى أن يصرِف عنك قضاء السوء وأن يرزقك قضاء الخير.

السؤال السادس:
كيف نفهم الآية 22 من سورة الحديد؟
يقول تعالى:

مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ(22)
(سورة الحديد)

كيف نفهم العلاقة بين صدر الآية السابقة وبين ختامها بمعنى كيف نفهم قوله تعالى: (إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ)؟
أنا لا أرى تناقضاً (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا) بعض العلماء قالوا: من قبل أن نبرأ المُصيبة، قضيناها، قضاء الله فيها، والبعض قال: من قبل أن نبرأ النفس، قضى الله تعالى شيئاً (إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) بمعنى أنَّ هذا الأمر يسيرٌ على الله، هيِّن، ليس صعباً على الله عزَّ وجل، فما وجدت تناقضاً.

السؤال السابع:
في أي زمنٍ حدثت قصة أصحاب الكهف؟
في أي زمنٍ حدثت قصة أصحاب الكهف؟
بعد زمن سيدنا عيسى عليه وعلى نبينا الصلاة السلام، هُم كانوا على دين سيدنا عيسى نصارى أصحاب الكهف، بعد زمن سيدنا عيسى عليه السلام.

السؤال الثامن:
انصحنا ببعض كتُب التاريخ الإسلامي؟
انصحنا ببعض كتُب التاريخ الإسلامي؟
كتُب الدكتور علي الصلّابي الليبي، له كتاب الخلافة الراشدة، ثم الأُموية، ثم العبَّاسية، ثم العُثمانية وغيرها، كتُب الدكتور الصلّابي موجودة على الإنترنت ممكن تحميلها، وإن شاء الله تُصبح ورقياً، موجودةٌ الآن بمعرض الكتاب في شهر شباط، كتُب الدكتور محمد علي الصلّابي مضبوطة إن شاء الله بتاريخٍ موثَّق مع عِبَر ودروس وغير ذلك، حتى بالسيرة النبوية له كتاب مع العِبر والدروس، الرجُل مؤرِّخ من الطراز الرفيع ما شاء الله.

السؤال التاسع:
ما حكم توزيع التركة قبل وفاة الرجُل؟
ما حُكم توزيع التركة قبل وفاة الرجُل بشكلٍ عادل؟
هي التَرِكة توزَّع بعد الوفاة، وأنا أنصح أن تُترَك، لكن تُترَك بشكلٍ مُنضبِط، بمعنى لم نُسجِّل لفلان وسجّلنا لفلان، نتركها كلها لتوزَّع، لكن لو أنَّ إنساناً قال لك: أُريد أن أطمئن وأوزّعها في حياتي، لا أجد حرجاً، وإن كان البعض يتحرَّج ما وجدت لهم دليلاً، يعني شخص قال: أخشى أن يختلف أولادي أو يحصل شيء، فأنا الآن سأُقسِّمها وفق التقسيم الشرعي:

يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ ۖ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ ۚ فَإِن كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ ۖ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ ۚ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ ۚ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ ۚ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ ۚ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ ۗ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا ۚ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا(11)
(سورة النساء)

لكن المشكلة في التحرُّج منها أنه لا يدري مَن يموت قبل مَن، يعني أنت عندما تفترض أنها تَرِكة، فلعلَّ الولد يموت قبل أبيه، ولعلَّك تُعطي حصةً لزوجتك وزوجتك ستموت قبلك، الله أعلم بذلك، فالأصل ترك التَرِكة لما بعد الموت، وبالحياة أعطِ ما شئت، هبّ أولادك ما شئت من غير تَرِكة، يعني وزِّع بينهم ما شئت، لكن اترُك التركة بمعنى التركة لبعد الوفاة هذا أفضل، لأنه لا ندري مَن يموت قبل مَن.

السؤال العاشر:
لو تُحدِّثنا عن الولاء والبراء؟
شيخنا لو تُحدِّثنا عن الولاء والبراء ؟
الولاء والبراء يا كرام أن توالي المؤمنين ولو كانوا ضِعافاً وفقراء وأن تتبرأ من الكافرين ولو كانوا أقوياءً وأغنياء، ولائي للمؤمن، محبَّتي للمؤمن، اعتزازي بأهل الإيمان، تواصلي الحميم مع
أهل الإيمان:

لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ(8)
(سورة الممتحنة)

لا يُناقض عقيدة الولاء والبراء أن أبرَّ شخصاً من أهل الكتاب أو غير مسلمٍ، جاءه مولود أزوره وآخذ له هدية، هذا من البِرّ، حصَّل شهادةً عالية، أُرسل له رسالة أتمنى له الخير (لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ) لكن ما الذي يقدح في الولاء والبراء؟ أن أمشي معه في معصيته، في شِركه، أن أحتفل معه في شِركه، في أعياده الشركيّة، هذا يُناقض الولاء والبراء، أمّا البِرّ والإحسان لا يُناقض، يعني أنا ولائي لأهل الإيمان، ولو كان فقيراً، ولو كان ضعيفاً، ولائي لأهل الإيمان، والكافر ولو كان غنياً وقوياً فأنا أتبرأ من كفره وشركه ونفاقه، قد أتعامل معه، وقد أَبرُّه، وتكون علاقتي به علاقة عمل لا مانع، لكن لا أُعطيه الولاء والموالاة التامة، سهراتٌ مستمرة، مُسايرةٌ له على شِركه، تركٌ للصلاة من أجله، هذا يقدح في هذه العقيدة.

السؤال الحادي عشر:
كيف أنوي نيَّة صلاة الجمعة؟
نيِّة صلاة الظهر يوم الجمعة كيف أنّويها؟
يعني النيَّة موضعها القلب، ونيّة الجمعة هي صلاة الجمعة وليست الظُهر، ركعتي صلاة الجمعة، لأنه يوم الجمعة لا يوجد صلاة ظُهر بل صلاة الجمعة، فهي ليست صلاة الظُهر هي صلاة الجمعة.

السؤال الثاني عشر:
ما حُكم الكذب على الزوجة للمحافظة على البيت؟
ما حُكم من يكذب على زوجته ويحلِف اليمين تحت الإكراه في سبيل الإصلاح والمحافظة على بيته؟ علماً أنه مُتزوجٌ عليها لأنها لا تُنجِب أطفالاً ولها سكنٌ شرعيٌ مُستقل؟
إذا كان حلفت وانتهى الأمر فاستغفر الله تعالى، إذا كنت لم تحلِف فحاول أن تجعل طريقةً لتَخرُج من ذلك دون أن تحلِف بالله، والإنسان لا يعدم حيلةً، يعني إذا كان حلف تمَّ الأمر، ويبدو أنه قد حلَفَ وكذب على زوجته، حلَفَ يميناً أنه غير متزوج تحت الإكراه، لا يُسمّى إكراهاً لكن اضطُرَّ إليه، لكن لا يجوز، الحلف بالله لا يجوز، ممكن أن يلجأ إلى أي طريقةٍ أُخرى، لكن إذا كان حصل ذلك، فليستغفر الله تعالى منه ولا شيء عليه إن شاء الله.
بارك الله بكم وحفظكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.