ما الأولى في الشَّرع طاعة الزوج أو الوالدين؟

  • 2022-03-26

ما الأولى في الشَّرع طاعة الزوج أو الوالدين؟


سؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
طلب مني والدي ووالدتي المبيت عندهم لمدة أسبوع لخدمتهم فرفض زوجي ماذا أفعل؟ هل طاعته واجبة؟ أيهم أفضل طاعة الزوج أو الوالد؟
أرجو الإجابة مع الأدلة إذا أمكن؟. وجزاكم الله عنا كل خير

الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين وبعد.
الأخ الكريم / الأخت الكريمة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إجابة على سؤالكم، نفيدكم بما يلي:
حقوق الوالدين أقدس حقوق على الإنسان وطاعتهما واجبة والأصل أن تطيع المرأة زوجها بالمعروف وتطيع والديها بالمعروف وأن يعين الرجل زوجته على بر والديها ، ولكن..
عند تعارض طاعة الوالدين مع طاعة الزوج فالمقدم طاعة الزوج.
عن أبي هريرة قال: قال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: "إذا صلَّت المرأةُ خمسَها، وصامت شهرها، وحَصَّنت فرجَها، وأطاعت زَوجها، قيل لها: ادخُلي الجنَّة من أيِّ أبواب الجنَّة شئت".
وروى ابن ماجه عن عبد الله بن أُبَيٍّ قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "لو كنت آمرًا أحدًا أن يَسجُد لغير الله لأمَرتُ المرأة أن تَسجُد لزوجها، والذي نفسُ محمد بيده لا تُؤدِّي المرأة حقَّ ربِّها حتى تُؤدِّيَ حقَّ زوجها، ولو سألها نفسها وهي على قَتَب لم تَمنَعه" (والحديث صحَّحه الألباني)، والقَتَب: رَحْل صغير يُوضَع على البعير. وروى أحمد والحاكم عن الحُصين بن مِحصن: "أن عمَّةً له أَتَت النبي صلَّى الله عليه وسلَّم في حاجة، ففَرَغت من حاجتها، فقال لها النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: "أذاتُ زوج أنتِ؟" قالت: "نعم"، قال: "كيف أنتِ له؟" قالت: "ما آلُوه -أي: لا أُقصِّر في حقَّه- إلَّا ما عَجَزتُ عنه"، قال: "فانظُري أين أنتِ منه؛ فإنَّما هو جنَّتُك ونارُك".
أما الحالة التي ذكرت في الرسالة فإن كان الأبوان غير مضطرين لمبيت ابنتهما عندهما ثم طلبا ذلك منها ولأسبوع كامل فإن هذا طلب غير شرعي وفيه إضرار بالزوج وبالتالي يعتذر اليهما بكل أدب ، وإن كانا مضطرين لذلك ولا بديل فندعو الزوج لاعانة زوجته على خدمة والديها والبحث عن حل وسط.
والله تعالى أعلم.
والحمد لله رب العالمين