دنيا وأخرى
دنيا وأخرى
وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ۚ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۚ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ(59)(سورة الأنعام)
السلام عليكم: |
صور من الإيمان بالغيب:
• دخل موظفان إلى مكتبيهما، جاء مراجعٌ قدّم رِشوةً، رفضها الأول واغتبط برفضه، وقبلها الثاني واغتبط بها. |
• مرّت امرأة متبرّجة، مدّ الأول بصره إليها وملأ عينيه من محاسنها، وغضّ الآخر بصره عنها مبتغياً رضا الله تعالى. |
• جلست نسوة في مجلس، وجاء الحديث عن امرأة في غيبتها، فخاضت الأولى في الأعراض، وأكثرت من الحديث، وكفّت الثانية عن الحديث، ونصحت أو غادرت. |
ما الذي يحدث؟ لماذا قبِلَ مَن قَبِلَ، ورفض من رفض؟ لماذا أطلق بصره مَن أطلق، وغضّ بصره مَن غض؟ لماذا أمسك لسانه مَن أمسك، وأطلق لسانه مَن أطلق؟ |
لو أردت أن أحلل هذا لقلت لك باختصار: إنه الإيمان بالغيب، ولو قلت لي: صف لي الدنيا بكلمة، لقلت لك: إنها الشهادة، ولو قلت لي: صف الآخرة بكلمة، لقلت لك: إنه الغيب، |
{ إنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ. }
(صحيح مسلم)
كل ما في الدنيا يدعوك إلى المعصية:
كل ما في الدنيا يدعو إلى المعصية
|
الدين لا يدفعك إلى ترك الدنيا:
الدين لا يدفعك إلى ترك الدنيا، ولكنه يدفعك إلى ترك الحرام في الدنيا فقط، الدين ليس تركاً للدنيا، ولكنه ترك للحرام في الدنيا، ما معنى قوله تعالى: |
الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۚ فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَٰذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (51)(سورة الأعراف)
معنى ذلك أنهم أعطوا الدنيا حجماً أكبر من حجمها، لها حجم معين، ولكنهم أعطوها حجماً أكبر من حجمها. |
الدين يدفعك إلى ترك الحرام
|
الدنيا شهادة، والآخرة غيب، واليوم الآخر غيب، في موعده هو غيب: |
يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي ۖ لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ۚ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً ۗ يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (187)(سورة الأعراف)
أراد الله تعالى أن يخفي هذا اليوم الآخر عن الناس حتى يكون الإيمان به حقيقياً، وحتى يكون السعي له جاداً: |
إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَىٰ (15)(سورة طه)
فاليوم الآخر غيبٌ بموعده، وغيبٌ بتفاصيله، ولا يؤمن باليوم الآخر إلا من يؤمن بالغيب حقاً. |