وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ

  • الحلقة 01
  • 2023-03-24

وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ


مقدم اللقاء:
حفظكم الله، بالعادة نستهل لقاؤنا بدعاء:

وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33)
(سورة فصلت)

إشارات دعوية لطيفة هكذا تكون من فضيلتكم لهذه الآية المباركة:

الدكتور بلال نور الدين:
بارك الله بكم، ونفع بكم، وأعلى قدركم.

لا يوجد أفضل من الدعوة إلى الله:
يجب أن يكون عمل الداعية مطابقاً لما يدعو إليه
﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا﴾ أي ليس هناك على وجه الأرض كلها من يتكلم، أو يفعل أحسن ممن دعا إلى الله؛ لأنه يدعو إلى الخالق، يدعو الناس إلى أصل الجمال والكمال والنوال، دعا إلى الله، ربما تكون الدعوة بلسانه، أو بحاله، أو بعمله، أو بموافقته لشريعة الله تعالى، ولا يكفي ذلك وحده ﴿دَعَا إِلَى اللَّهِ﴾ لا بد أن يعمل صالحاً؛ أي أن يأتي عمله مطابقاً لما يدعو إليه؛ لأن الناس كل الناس ينتفعون من المحامي، ولو لم يثقوا بأخلاقه، وينتفعون من الطبيب ولو لم يعرفوا شيئاً عن أحواله، لكن الداعية إلى الله تعالى وحده لا ينتفع الناس منه إلا إن وجدوا عمله صالحاً؛ أي موافقاً لما يدعو إليه وهذا ما يسمى اليوم "المصداقية".
﴿وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ تحمل معنيين اثنين:
1. إنني من المسلمين؛ أي أنا واحد من المسلمين، لست فوقهم، لست الوحيد في عالم الدعوة، وإنما الدعاة كثر، وكلهم مادامت قد استقامت عقيدتهم وسلوكهم فعلى العين والرأس.
2. وتحمل معنى ثانٍ: بأن الداعية إلى الله لا ينسب أعماله الصالحة، والطيبة لا إلى تربية منزلية، ولا إلى مدارس تدرّج فيها، ولا إلى جامعات تعلم فيها، وإنما ينسب هذه الأخلاق الرفيعة إلى دينه وإسلامه ﴿وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ معتزاً بدينه، مبيناً أن ما يصدر عنه من أخلاق حميدة إنما هو ناتج عن تدينه وإسلامه.