هداية الآخرة 2

  • الحلقة 06
  • 2023-04-03

هداية الآخرة 2


مقدم اللقاء:
الحقيقة دكتور هناك وقفة مهمة في ذلك، هداية الآخرة يعني ما بين الهداية إلى الطيب من القول، وهُدوا إلى الصراط المستقيم، والهداية الأخرى إلى نار جهنم والعياذ بالله، وكأن النتيجة سيدي يعني تأتي لما بذلته أنت في البداية، أي طريق اخترت في البداية، هذه الإشارة مهمة حقيقة.

الدكتور بلال نور الدين:
النتائج متوافقة مع المقدمات
100% النتائج متوافقة مع المقدمات، لو قال طالب في نهاية السنة: لماذا رسبت؟ نقول له لأنك لم تدرس باختصار، ولو سأل طالب ثانٍ كيف حصّلت هذه العلامات العالية؟ نقول له لأنك بذلت الجهد في الدنيا، في المدرسة، في الدراسة، في المتابعة، سهرت الليالي، ومن جد وجد، هذه طبيعة الدنيا، الله تعالى خلق الدنيا بنظام الأسباب، تقدم سبباً فتأخذ النتيجة، والله تعالى هو مسبب الأسباب لا شك في ذلك، لكن جعل الله تعالى الآخرة من بلوى الدنيا عوضاً، وجعل بلوى الدنيا لعطاء الآخرة سبباً.

مقدم اللقاء:
نريد التوضيح، الآخرة لبلوى الدنيا عوضاً.

الدكتور بلال نور الدين:
نحن في دار امتحان
يعني إنسان ابتُلي في الدنيا فصبر، فالآخرة تعوضه من بلاء الدنيا الشيء الكثير، وجعل بلوى الدنيا لعطاء الآخرة سبباً، فلا يمكن أن تأخذ العطاء في الآخرة من الله تعالى إلا إذا نجحت في الاختبار في الدنيا، البلوى هنا بمعنى الاختبار.

الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2)
(سورة الملك)

فنحن في ابتلاء، نحن في دار امتحان، لو أن طالباً دخل إلى الجامعة، ثم قال: أريد طلباً واحداً من الجامعة، قيل له ما هو؟ قال: أنا يزعجني الامتحان، أريد الجامعة بلا امتحان، هذا كلام مضحك سخيف، لا يوجد جامعة في الأرض بلا امتحان، بغض النظر عن طبيعة الامتحان، لكن لابد من امتحان، وإلا ما معنى وجود جامعة، وكذلك الإنسان عندما يأتي إلى الدنيا لابد أن يوقن يقيناً أنه في امتحان، فإذا نجح في الامتحان جاء عطاء الآخرة، وإذا رسب في الامتحان جاء جزاء الآخرة وعقاب الآخرة، نسأل الله السلامة، فأنت الذي تنجح أو ترسب والله تعالى هو الذي يكافئك على هذا النجاح.