يومٌ من أيام الله

  • خطبة جمعة
  • 2025-07-04
  • سورية - دمشق
  • مسجد عبد الغني النابلسي

يومٌ من أيام الله

يا ربنا لك الحمد، ملءَ السماوات والأرض، وملءَ ما بينهما وملءَ ما شئت من شيءٍ بعد، أهل الثناء والمجد، أحقُّ ما قال العبد، وكلنا لك عبد، لا مانع لما أعطيت، ولا مُعطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، وأشهد أنَّ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، غنى كل فقير، وعزّ كل ذليل، وقوة كل ضعيف، ومَفزَع كل ملهوف، فكيف نفتقر في غناك، وكيف نضل في هُداك، وكيف نذل في عزك، وكيف نُضام في سلطانك، وكيف نخشى غيرك، والأمر كله إليك، وأشهد أنَّ سيدنا محمداً عبده ورسوله، أرسلته رحمةً للعالمين بشيراً ونذيراً، ليخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعِلم، ومن وحول الشهوات إلى جنَّات القربات، فجزاه الله عنّا خير ما جزى نبياً عن أمته.
اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آل نبينا محمد، وعلى أصحاب نبينا محمد، وعلى أزواج نبينا محمد، وعلى ذريِّة نبينا محمدٍ، وسلِّم تسليماً كثيراً.

يومٌ من أيام الله:
وبعد فيا أيُّها الإخوة الكرام: لربما كنت في محنةٍ أو واجهتَ مُشكلةً عويصة، ثم يسَّر الله لك مخرجاً منها هذا يومٌ من أيام الله.
اليوم الذي أزاح الله فيه عنّا الطُغاة وعادَ الوطن إلينا يومٌ من أيام الله.
اليوم الذي ناجيت الله فيه، فألقى الله في قلبك السكينة ودَمَعَت عينك من خشية الله، هذا يومٌ من أيام الله.
اليوم الذي أنزل الله فيه الصبر والرضا على قلبك، بعد مصيبةٍ ابتلاك الله بها، فصبرت فرفع درجتك هذا يومٌ من أيام الله.
اليوم الذي رزقك الله فيه زوجةً، أو ولداً، أو مالاً، أو بِراً، أو إحساناً، أو عملاً صالحاً تخدم به عباد الله، هذا يومٌ من أيام الله.
اليوم الذي وقفت فيه بعرفة، أو طُفتَ فيه حول البيت، أو صلَّيت في الحرم صلاةً لا تنسى طعمها، أو زرتَ فيه مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فاشتاق قلبك إليه، يومٌ من أيام الله.
ما أكثر أيام الله معنا، وما أكثر نِعمه وأياديه علينا، ولكن كثيراً من الناس لربهم كَنودون، يَعدّون المصائب وينسون النِعم، يقول تعالى:

وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا(1) فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا(2) فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا(3) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا(4) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا(5)
(سورة العاديات)


الإنسان ليس وفيّاً مع ربّه يتذكر المصائب وينسى النِعم:
قسَم من الله عزَّ وجل، العظيم يُقسِم فما جواب القسَم؟

إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ(6)
(سورة العاديات)

ليس وفيّاً مع ربّه، يتذكر المصائب وينسى النِعم، يتذكر ما ينقصه وينسى ما يغرق فيه من نِعم الله تعالى عليه، انظروا إلى العاديات، من العاديات؟ الخيول التي تعدو سريعاً حتى يَصدُر لها صوت النَفَسَ، الضَبح من شدّة عدوها وسرعتها، فَتوري القدح تُشعل الشرَر عندما تصطك سنابُكها بالحجارة، تُصدِر شرراً من شدّة السرعة (وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا(1) فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا(2) فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا) فإذا جاء الصباح أغارت تلك الخيول على الأعداء، تُثير النقع، الغُبار الشديد حتى لا يكاد يرى الأعداء مَن يواجهونهم، ثم تتوسط الجموع )فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا( تنزل بين الجموع، تُعرِّض حياتها للخطر، هذه الحرب كلها لا ناقة لها فيها ولا جَمَل، لماذا تفعل العاديات كل ذلك؟ وفاءً لصاحبها، تعدو وتُسرع وتُثير الغُبار وتنزل بين الجموع مُعرِّضةً نفسها للخطر، لماذا تصنع كل ذلك؟ من أجلك أيُّها الإنسان، لأنها وفيةٌ لك.
جواب القسَم (إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ) أمّا الإنسان فليس وفيّاً مع ربّه كما ينبغي، يعُدّ المصائب وينسى النِعم.
أيُّها الإخوة الكرام: قال الله تعالى مُخاطباً نبيّهُ موسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام:

وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ(5)
(سورة إبراهيم)

ومن أيام الله ذلك اليوم الذي ينتصر فيه الحقّ على الباطل، ويعود الحقّ إلى أهله، ويُهلك الله أعداءه

وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَن يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ(7)
(سورة الأنفال)


يوم عاشوراء يومٌ من أيام الله:
يوم عاشوراء يومٌ من أيام الله، هذا اليوم يُذكِّرُنا نحن المسلمين بقصة الحياة، قصة الصراع المستمر بين الحقّ والباطل، الصراع بين الحقّ والباطل سُنَّةٌ من سُنَن الله، ما معنى سُنَّة؟

سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا(62)
(سورة الأحزاب)

اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ ۚ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ۚ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ ۚ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا(43)
(سورة فاطر)

السُنَّةُ حتى يتضح معناها، هي ما يشبه في العُرف الحديث القانون، القوانين لا تتبدل ولا تتحول، المعادن تتمدد بالحرارة، هذا قانون لا تجد له تبديلاً، ليس هناك قانونٌ بديلٌ عنه، المعادن تتمدد بالحرارة ولا تجد له تحويلاً، فليس لقائلٍ أن يقول: إنَّ المعادن في الشرق الأوسط لا تتمدد بالحرارة، المعادن تتمدد بالحرارة في كل مكانٍ، إن شئت ألّا تعبأ بهذا القانون، فابني بناءً ولا تجعل بين المعادن فواصل تمدُّد، سيتصدَّع البناء، لأنَّ هذا قانون والقانون لا يتغير ولا يتبدل، لا لكَ ولا لغيرك، سُنَن الله تعالى ثابتة (وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا)، (وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا) هذه هي السُنَّة.
من سُنَن الله تعالى في خلقه، أنَّ التدافع بين الحقّ والباطل بدأ منذ خلق الله آدم وسيستمر إلى يوم القيامة، لن تجد وقتاً ولا زماناً ولا مكاناً ينفرد فيه الباطل بالساحة، ولن تجد وقتاً ولا زماناً ولا مكاناً ينفرد فيه الحقّ بالساحة، لكن تتسِع دوائر الحقِّ كثيراً، فتُضيِّق على أهل الباطل فينزوون، فإذا اتَّسعت دوائر الباطل وتركنا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتخاذلنا عن نصرة ديننا وأبناء جلدتنا، ضاقت دوائر الحقّ، لكنها لا تنتهي، في كل عصرٍ هناك حقٌّ يدافع الباطل وباطلٌ يحاول أن يأخذ مكانه على حساب الحقّ، ولكن النُصرة والغَلَبَة والاستقرار في نهاية الأمر لا يكون إلا للحقّ.
أيُّها الإخوة الأحباب:
قال تعالى:

فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(118)
(سورة الأعراف)

أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ۖ فَإِن يَشَإِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَىٰ قَلْبِكَ ۗ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ(24)
(سورة الشورى)

بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ۚ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ(18)
(سورة الأنبياء)


الحق هو الشي الثابت الذي لا يتغير أمّا الباطل فهو الشي الذي يَفسُد ويَسقُط حُكمُه:
ما الحق؟
قال تعالى:

قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا ۖ تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ ۖ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ(63)
(سورة القصص)

أي ثبتَ ووجب، الحقّ هو الشي الثابت الذي لا يتغير، أمّا الباطل فهو الشي الذي يَفسُد ويَسقُط حُكمُه، مهما استمرَّ أوانه ومهما انتفش فهو إلى زوال، فاسدٌ باطلٌ حُكمُه.

فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(118)
(سورة الأعراف)

أي فسَدَ وانتهى حُكمُه.
أيُّها الإخوة الكرام: طالبٌ دخل إلى الجامعة، انتهى الفصل الأول فتفاجأ ببرنامج الامتحان، فسأل مَن حوله وهل في الجامعة امتحان؟ فضحك الجميع استهزاءً بقوله، وهل في الأرض مؤسَّسةٌ تعليميةٌ لا تُجري امتحاناً، ما هذا الكلام؟! ونحن في الحياة الدنيا ليس لنا أن نتفاجأ أنَّ أهل الباطل يفعلون فعلهم، وليس لنا أن نتفاجأ أنَّ هناك صراعاً بين الحقّ والباطل، لأنَّ هذه طبيعة الحياة، نحن جئنا إلى الحياة على هذا الشرط:

الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ(2)
(سورة الملك)


لن يتحقق الامتحان إلا بالصراع بين الحقّ والباطل:
ولن يتحقق الامتحان إلا بالصراع بين الحقّ والباطل، أما كان من الممكن والله على كل شيءٍ قدير، أن يجعل الله أهل الباطل في كوكبٍ آخر، يعيشون على المريخ مثلاً، وأهل الحقّ على الأرض، إذاً لا صراع، أما كان من الممكن أن يجعل الله أهل الحقّ في حقبةٍ زمنيةٍ، القرن التاسع عشر للمؤمنين والقرن العشرون لغير المؤمنين، إذاً لا صراع، لكن الله تعالى أراد أن نجتمع معاً في وقتٍ واحد، وعلى أرضٍ واحدة، لأنَّ الحقَّ لا يقوى إلا بالتحدي، ولأنَّ أهل الحقّ لا يأخذون ثوابهم ويستحقون جنَّة ربّهم، إلا بالبذل والتضحية والفداء، هذه سُنَّة إذاً، سُنَّة التدافع بين الحقّ والباطل.
أيُّها الإخوة الكرام:

{ أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ قَدِمَ المَدِينَةَ فَوَجَدَ اليَهُودَ صِيَامًا، يَومَ عَاشُورَاءَ، فَقالَ لهمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: ما هذا اليَوْمُ الذي تَصُومُونَهُ؟ فَقالوا: هذا يَوْمٌ عَظِيمٌ، أَنْجَى اللَّهُ فيه مُوسَى وَقَوْمَهُ، وَغَرَّقَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ، فَصَامَهُ مُوسَى شُكْرًا، فَنَحْنُ نَصُومُهُ، فَقالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: فَنَحْنُ أَحَقُّ وَأَوْلَى بمُوسَى مِنكُم فَصَامَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَأَمَرَ بصِيَامِهِ }

(أخرجه البخاري)

وهذا والله أعلم سؤال العارف، فالنبي صلى الله عليه وسلم يعرف يوم عاشوراء، وكان يصومه في مكَّة، ولكنه يسأل سؤال العارف، فهو المُعلِّم بأبي هو وأمي، فيُعلِّم الناس من خلال السؤال والجواب.
أيُّها الإخوة الكرام: نحن إذ نتذكر عاشوراء العاشر من مُحرَّم غداً، فإنما نتذكر هذه السُنَّةُ العظيمة في التدافع بين الحقّ والباطل، ونشكر الله على نعمةٍ مضى عليها آلاف السنوات، لكنها تتكرر دائماً في كل وقتٍ، صراعٌ بين الحقّ والباطل يطول أو يقصُر، ثم تكون الغَلَبَة لأهل الحقّ ويكون الصَغَار لأهل الباطل.
أيُّها الإخوة الكرام: بدأت قصة سيدنا موسى عليه وعلى نبينا السلام، عندما ولِدَ والصراع مُحتدمٌ بين الحقّ والباطل، كقصة نبينا محمدٍ صلى الله عليه وسلم، ولِدَ موسى في هذه الظروف الصعبة، وفرعون ومن معه وجنوده، والقوة الاقتصادية التي يملكها، وقد أَوكَلَ أمرها لقارون، والقوة الروحية إن صحَّ التعبير، التي يملكها وقد وكَّلَ أمرها لهامان، بدأت ولادة موسى عليه السلام في ظل هذا الصراع، فرعون ومَن معه يُمثِّلون الباطل، وأناسٌ يُمثِّلون الحقّ يكتمون إيمانهم، ولِدَ موسى في هذه الظروف، قال تعالى:

وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ(7)
(سورة القصص)

في هذه الآية: خبرانِ وأمرانِ ونهيانِ وبشارتان في آيةٍ واحدة.
الخبران: (وَأَوْحَيْنَا) خبرٌ من الله (فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ) خبرٌ ثانٍ.
الأمران: (أَنْ أَرْضِعِيهِ) والثاني (فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ).
النهيان: (وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي).
البشارتان: (إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ).
هُنا بدأت القصة، أراد الله تعالى أن يُربَّى موسى في قصر فرعون، ولم يُربِّه بعيداً عن قصره، ولا عن أعينه، وأراد أن تُرضعه أُمّه وأن تأخذ أجرها على إرضاعه، فإذا بفرعون وما أدراكم ما فرعون! يُربّي قاتله في قصره وعلى عينه، ويلقي الله محبته في قلبه وقلب زوجه.

{ إذا أرادَ اللهُ إنفاذَ قضائِهِ وقدَرِهِ، سلَبَ ذَوِي العُقولِ عُقولَهمْ، حتى يَنفُذَ فيهمْ قضاؤُهُ وقدرُهُ، فإذا مَضَى أمرُهُ ردَّ إليهِمْ عقولَهمْ، ووقعتِ النَّدامةُ }

(أخرجه الديلمي كما في الجامع الصغير للسيوطي)


ليس مع الله عاقل:
ليس مع الله عاقل، لا تقُل أنا عاقل أنا أستطيع أنا أفعل، ربَّى من سيقضي على ملكه داخل قصره وأنفق عليه، وأعطى الأُجرة لأُمّه وهي تُرضعه، ثم يقول لها: (فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ) والله إنه لأمرٌ يُحيِّر العقول!! فإذا خِفتِ عليه فضُّميه إلى صدرك، فإذا خِفتِ عليه فخبئيه عن أعيُن فرعون، فإذا خِفتِ عليه فخُذيه واهربي به خارج مُلك فرعون، هكذا يقول قائل، لكن الله تعالى يقول لها: (فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ) كان احتمال النجاة واحداً بالمئة، فأصبح صفراً بالمئة بإلقائه في اليمّ، وربط الله على قلبها، وبلغ التابوت مكانه، وسار سيراً مُحكماً بإرادة الله تعالى، حتى استقرَّ في المكان الذي أراده الله، وربَّى فرعون موسى في قصره.
أيُّها الإخوة الأحباب: وبلغَ موسى أشُدَّه، قال تعالى:

وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَىٰ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ(14)
(سورة القصص)

(بَلَغَ أَشُدَّهُ) أي اكتملت قواه الجسمية (وَاسْتَوَىٰ) أي اكتملت قواه العقلية، قال: (آتَيْنَاه حُكْمًا وَعِلْمًا) عشر سنواتٍ قضاها موسى في أهل مَدَّيَن، تزوج وأنجب، ما الذي أرجعه؟ ما الذي أعاده؟ لماذا يعود بعد إذ نجّاه الله من فرعون وقومه؟ إنها إرادة الله.

هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ ۙ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ(22)
(سورة يونس)

عادَ موسى عليه السلام، وفي طريق عودته أراد أن يتدفأ بجذوةٍ من نارٍ، أو أن يُنير لنفسه ولأهله في ظلام الصحراء، أراد ذلك فسعى، فماذا كان ينتظره؟ الرسالة (إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ)
بعد عشرات السنوات جعله الله تعالى من المرسلين، قالوا: "كُنْ لِمَا لا تَرْجُو أَرْجَى مِنْكَ لِمَا تَرْجُو"، كم رجا أحدنا أنَّ هذا الابن سيكون المستقبل عنده، وسيُعيل أسرته، وسيكون خير أبنائه، ثم بلغ أشدَّه فسافر وترك أهله، وما عادَ يكلِّمهم إلا في الشهر مرةً أو مرتين، وكان يظن أنَّ الثاني لن ينفعه بشيء، فهو متعبٌ غير ناجحٍ في دراسته، فإذا بالثاني يُنشئ عملاً ويُعيل أسرته ويكون خير بارٍ بوالديه، كُنْ لِمَا لا تَرْجُو أَرْجَى مِنْكَ لِمَا تَرْجُو، كم من تاجرٍ ظنَّ أنَّ الصفقة هذه رابحة وأنَّ تلك خاسرة، فإذا بالصفقة الخاسرة رابحة وإذا بالرابحة خاسرة.

فَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ(36)
(سورة الشورى)

موسى عليه السلام ذهب في الصحراء يرجو:

فَلَمَّا قَضَىٰ مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِّنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ(29)
(سورة القصص)

تتدفؤون من برد الصحراء، فماذا كان ينتظره؟ كان ينتظره أنه سيُنير الدنيا كلها بنور الوحي.

إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي(14) إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَىٰ(15) فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَن لَّا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَىٰ(16)
(سورة طه)


قصة عاشوراء هي قصة الصراع المستمر بين أهل الحقّ وأهل الباطل:
أيُّها الإخوة الأحباب: قصة عاشوراء هي قصة الصراع المستمر بين أهل الحقّ وأهل الباطل، هي قصة انتصار أهل الحقّ مهما طال الزمن، هي قصة أنَّ كثيراً من الناس ربما يمضون إلى الله تعالى قبل أن يُفلَق البحر، لكن يكفيهم شرفاً أنهم مضوا وهُم ثابتون على الطريق، أهل غزَّة أهل فلسطين ولا نتألَّى على الله، سيرون نصر الله لأنه وعد، ووعد الله لا يتخلَّف، كم قضى منهم من شهداء؟ سبعون ألفاً وأكثر حتى اليوم في المعركة الأخيرة فقط، ما ضرَّهم أنهم قضوا إلى الله قبل أن يروا النصر بأعينهم، ما داموا قضوا ثابتين راضين عن الله تعالى، ماشطة بنت فرعون لم ترَ موسى عليه السلام، وهو يعبُر البحر طريقاً يبسا، لكنها قضت إلى الله ثابتةً لم تبدل ولم تغيِّر، يقول لها فرعون: من ربُّك، تقول: ربّي وربُّك الله، حتى ألقاها في القِدرِ وأحرقها مع أبنائها، وهي تقول: ربّي وربُّك الله، وفي ليلة الإسراء والمعراج:

{ لمَّا كانت اللَّيلةُ الَّتي أُسْرِيَ بي فيها أتتْ علَيَّ رائحةٌ طيِّبةٌ، فقلْتُ: يا جِبريلُ، ما هذه الرَّائحةُ الطَّيِّبةُ؟ فقال: هذه رائحةُ ماشطةِ ابنةِ فِرعونَ وأولادِها، قال: قلتُ: وما شأنُها؟ قال: بيْنما هي تَمشُطُ ابنةَ فِرعونَ ذاتَ يومٍ إذ سقَطتِ المِدْرى مِن يَدَيها، فقالتْ: باسمِ اللهِ، فقالتْ لها ابنةُ فرعونَ: أبي، قالت: لا، ولكنْ ربِّي وربُّ أبيكِ اللهُ، قالت: أُخْبِرُه بذلك؟ قالت: نعمْ، فأخبرتْه، فدعاها، فقال: يا فلانةُ، وإنَّ لكِ ربًّا غيري؟! قالت: نعمْ، ربِّي وربُّكَ اللهُ، فأمَرَ ببَقرةٍ مِن نُحاسٍ فأُحْمِيَتْ، ثمَّ أمَرَ بها أنْ تُلقى هي وأولادُها فيها، قالت له: إنَّ لي إليكَ حاجةً، قال: وما حاجتُكِ؟ قالت: أُحِبُّ أنْ تَجمَعَ عِظامي وعظامَ ولدي في ثَوبٍ واحدٍ وتَدفِنَنا، قال: ذلكِ لكِ علينا مِن الحقِّ، قال: فأمَرَ بأولادِها فأُلْقوا بيْن يَدَيها واحدًا واحدًا، إلى أنِ انتَهى ذلك إلى صَبيٍّ لها مُرضَعٍ، وكأنَّها تَقاعَسَتْ مِن أجلِه، قال: يا أُمَّه اقتَحِمي؛ فإنَّ عذابَ الدُّنيا أهونُ مِن عذابِ الآخرةِ، فاقتحَمَتْ. قال: قال ابنُ عبَّاسٍ: تَكلَّمَ أربعةُ صِغارٍ؛ عيسى ابنُ مريمَ عليه السَّلامُ، وصاحبُ جُرَيْجٍ، وشاهدُ يُوسفَ، وابنُ ماشطةِ ابنةِ فرعونَ }

(أخرجه أحمد واللفظ له والبزار وأبو يعلى)

فهل ضرَّها أنها قضت قبل أن ترى البحر وقد فُلِق:

فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ(63)
(سورة الشعراء)

لا والله ما ضرَّها لأنها قضت ثابتةً على الحقّ، وفي نهاية المطاف:

فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ(61) قَالَ كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ(62)
(سورة الشعراء)

كما قال نبينا محمدٌ صلى الله عليه وسلم لصاحبه في الغار:

إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ(40)
(سورة التوبة)

وانتصر الحقّ على الباطل، وكل حقٍّ منصورٌ على الباطل مهما امتدَّ الزمان، وهذه سُنَّةٌ من سُنَن الله لا تبديل لها ولا تحويل.
حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا، وزِنوا أعمالكم قبل أن تُوزن عليكم، واعلموا أنَّ مَلَك الموت قد تخطَّانا إلى غيرنا وسيتخطَّى غيرنا إلينا فلنتخذ حذرنا، الكيِّس من دان نفسه وعمل لِمَا بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنّى على الله الأماني، واستغفروا الله.
الحمد لله ربِّ العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وليُّ الصالحين، اللهم صلِّ على سيدنا محمدٍ وعلى آل سيدنا محمد، كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم، وبارك على سيدنا محمدٍ وعلى آل سيدنا محمد، كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميدٌ مجيد.

يوم عاشوراء ليس للطم والعويل:
أيُّها الإخوة الكرام: ويوم عاشوراء ليس للطم والعويل، فأمة الإسلام لا تعرف استحضار الماضي إلا لأخذ العِبَر، ولكننا أمة الإسلام نُتقِن العمل في الحاضر، ونتطلَّع دائماً إلى المستقبل.

{ ليسَ مِنَّا مَن ضَرَبَ الخُدُودَ، أوْ شَقَّ الجُيُوبَ، أوْ دَعا بدَعْوَى الجاهِلِيَّةِ، وفي روايةٍ: وشَقَّ ودَعا بغيرِ ألِفٍ }

(أخرجه البخاري ومسلم)

ومن باب أَولى ليس منّا من ضرب ظهره بالسلاسل، وملأ الدنيا نحيباً بدعوى حبّه للحُسين رضي الله عنه وأرضاه، وأمّا استشهاد الحُسين سِبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته، فإننا إذ نذكُر ذلك فحسبُنا أن نقول:

الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ(156)
(سورة البقرة)

عملاً بالحديث الذي رواه الحُسين نفسه رضي الله عنه، عن جده المصطفى صلى الله عليه وسلم:

{ ما من مسلمٍ ولا مسلمةٍ يُصابُ بمصيبةٍ فيذكرها وإن طال عهدها قال عبادٌ : قدم عهدها فيُحدث لذلك استرجاعًا إلا جدَّدَ اللهُ لهُ عند ذلك فأعطاهُ مثلَ أجرها يوم أُصيبَ بها }

(أخرجه ابن ماجه مختصراً وأحمد باختلاف يسير)

(فيُحدث لذلك استرجاعًا) أي يقول: (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) فاللطم في عاشوراء بدعةٌ وضلالة ما أنزل الله بها من سلطان، ولله الحمد انصرف عنّا مَن لطم الخدود وشقَّ الجيوب، وصرف عن بلادنا هذه البِدع المُنكرة التي أراد أعداؤنا من خلالها لطم النصوص وشقّ الصفوف، وليس لطم الخدود وشقّ الجيوب فحسب، كما أنَّ الاحتفال والزينة في هذا اليوم بدعةٌ أُخرى، ليست من الدين في شيء، وليس لها أصلٌ في شرع الله، فلا يُشرَع في عاشوراء إلا الصيام، شكراً لله تعالى على نعمة ظهور الحقّ وغلَبة الحقّ على الباطل، ونجاة نبي الله موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، وقد قال المصطفى صلى الله عليه وسلم:

{ صِيامُ يومِ عَرَفَةَ، إِنِّي أحْتَسِبُ على اللهِ أنْ يُكَفِّرَ السنَةَ التي قَبلَهُ، والسنَةَ التي بَعدَهُ، وصِيامُ يومِ عاشُوراءَ، إِنِّي أحْتَسِبُ على اللهِ أنْ يُكَفِّرَ السنَةَ التِي قَبْلَهُ }

(أخرجه مسلم و أبو داوود وأحمد والترمذي وابن ماجه)

ومن صام عاشوراء فيُسَن له أن يصوم معه تاسوعاء اليوم التاسع من مُحرَّم، لقوله صلى الله عليه وسلم:

{ لئن عشتُ قال روحٌ: لئن سَلِمْتُ إلى قابلٍ لأصومَنَّ التاسعَ يعني عاشوراءَ }

(أخرجه البيهقي باختلاف يسير وأخرجه مسلم مختصراً)

مخالفةً لليهود، أقول ما تسمعون وأستغفر الله.

الدعاء:
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك يا مولانا سميعٌ قريبٌ مجيبٌ للدعوات.
اللهم برحمتك عُمَّنا، واكفنا اللهم شرَّ ما أهمنا وأغمَّنا، وعلى الإيمان الكامل والكتاب والسُنَّة توفَّنا، نلقاك وأنت راضٍ عنّا.
اللهم بفضلك ورحمتك أعلِ كلمة الحقّ والدين، وانصُر الإسلام وأعز المسلمين.
اللهم من أراد الإسلام ودياره وأهله بخير فوفِّقه لكل خير، ومن أرادهم بغير ذلك فخذه أخذ عزيزٍ مُقتدِر.
اللهم هيئ لهذه الأمة أمر رشدٍ يُعز فيه أهل طاعتك، ويُهدى فيه أهل عصيانك، ويُذَل فيه أهل الفجور، إنك يا مولانا قريبٌ مجيب.
اللهم أهلنا في غزَّة، كُن لهم عوناً ومُعيناً، ناصراً وحافظاً ومؤيداً وأميناً.
اللهم إنهم جياعٌ فأطعمهم، اللهم إنهم حفاةٌ فاحملهم، اللهم إنهم عُراةٌ فاكسُهم، اللهم عزَّ النصير إلا أنت، اللهم عزَّ النصير إلا أنت.
اللهم يا أرحم الراحمين كُن لهم وانصرهم على عدّوهم، اللهم أرِنا في الصهاينة المُعتدين يوماً أسود.
اللهم يا أكرم الأكرمين، يا مُجري السحاب، يا مُنزِل الكتاب، يا هازِم الأحزاب، يا سريع الحساب، اهزِم الصهاينة ومَن والاهم ومَن أيَّدَهم ومن وقف معهم في سرٍّ أو علن.
اللهم ابسُط الأمن والأمان في ربوع بلادنا، ووفِّق القائمين عليها لما فيه مرضاتك، وللعمل بكتابك وبسُنَّة نبيك صلى الله عليه وسلم، والحمد لله رب العالمين.