نقد أم نقض..!

  • خطبة جمعة
  • 2025-06-13
  • سورية - دمشق
  • مسجد عبد الغني النابلسي

نقد أم نقض..!

يا ربنا لك الحمد، ملءَ السماوات والأرض، وملءَ ما بينهما وملءَ ما شئت من شيءٍ بعد، أهل الثناء والمجد، أحقُّ ما قال العبد، وكلنا لك عبد، لا مانع لما أعطيت، ولا مُعطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، وأشهد أنَّ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، غنى كل فقير، وعزّ كل ذليل، وقوة كل ضعيف، ومَفزَع كل ملهوف، فكيف نفتقر في غناك، وكيف نضل في هُداك، وكيف نذل في عزك، وكيف نُضام في سلطانك، وكيف نخشى غيرك، والأمر كله إليك، وأشهد أنَّ سيدنا محمداً عبده ورسوله، أرسلته رحمةً للعالمين بشيراً ونذيراً، ليخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعِلم، ومن وحول الشهوات إلى جنَّات القربات، فجزاه الله عنّا خير ما جزى نبياً عن أمته.
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، وعلى أصحاب سيدنا محمد، وعلى أزواج سيدنا محمد، وعلى ذريِّة سيدنا محمدٍ، وسلِّم تسليماً كثيراً.

مقدمة:
وبعد فيا أيُّها الإخوة الأحباب: عاقبت مُدرِّسةٌ طالباً لكلمةٍ قالها استحقَّ عليها عقاباً، ثم أخطأ طالبٌ آخر خطأً جسيماً ربما أعظم من خطأ الأول، فلم يُعاقَب! تصرُّفٌ خاطئٌ بِلا شك.
وجدَ موظفٌ في شركةٍ كبيرةٍ شيئاً في نفسه على مديره، انزعج من مديره فحرَّضَ الموظفين على إدارة المؤسَّسة، فأحدث خللاً عظيماً في المؤسَّسة برُمَّتها لأجل انزعاجه، تصرَّفٌ آخرُ خاطئٌ بِلا شك.
في مؤسَّسةٍ أُخرى موظفٌ همّه الأول الدفاع عن إدارة المؤسَّسة، ولو أخطأت خطأً واضحاً في شأنٍ من الشؤون، ويُبرِّر الأخطاء مُتبرِّعاً، هذا الموظف استفزَّ جميع الموظفين بدفاعه عن الأخطاء الواضحة، فأشعلَ فتنةً في المؤسَّسة، تصرفٌ خاطئٌ ثالث.
في مُديريةٍ من المُديريات المُهمَّة، رجُلٌ همّه تصيُّد الأخطاء، يتصيَّد الأخطاء ويُكبِّرها، ثم يُعتِّم على الإيجابيات مهما كثُرَت ويتجاهلها، وهذا تصرفٌ خاطئٌ رابعٌ بِلا شك.
أيُّها الإخوة الكرام: نحن في سورية الجديدة، أمام دولةٍ ناشئةٍ ما تزال تكبو وتنهض، والمخاطر مُحيطةٌ بها من كل حدَبٍ وصوب، والأعداء متربِّصون، ينتظرون اللحظة المواتية للانقضاض على دولتنا وبلدنا، وعلى رأسهم الصهاينة الذين يعيثون في الأرض فساداً، وكان آخِر إفسادهم دخولهم السافر إلى أرضنا أمس، واعتقالهم شبابنا وقتل شابٍّ آخر، نسأل الله أن يتقبَّله ويرحمه.
لا يخفى عليكم أيضاً حال أهلنا في فلسطين، وفي غزَّة تحديداً، ونحن أُمة الجسد الواحد الذي:

{ مثلُ المؤمنين في تَوادِّهم، وتَرَاحُمِهِم، وتعاطُفِهِمْ، مثلُ الجسَدِ إذا اشتكَى منْهُ عضوٌ تدَاعَى لَهُ سائِرُ الجسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى }

(أخرجه البخاري ومسلم)

أخرجه البخاري ومسلم

الفاعل الحقيقي هو الله الذي سلَبَ تلك العصابة حبل الإمهال:
إنَّ ما تحقَّق أيُّها الكرام، من زوال عصابة الإجرام، وتفكيك أجهزة القمع المُسمَّاة زوراً أجهزة الأمن، التي كانت تجثُم على صدور السوريين لعقودٍ خلَت، أمرٌ عظيمٌ جداً، بل هو إنجازٌ لم نكن نتخيَّل أن يحصُل، فإذا به يفوق طموحاتنا وسقف توقعاتنا، وهُنا لا نتحدث عن أبطالٍ ضَحّوا رغم أننا نُقدِّر بطولاتهم، ولا عن دولٍ اتخذت قرارات، ولا عن توازُناتٍ دولية أدَّت إلى هذا، فكل هذه أسبابٌ قد لا نُنكِر كثيراً منها، لكن الفاعل الحقيقي هو الله، الذي سلَبَ تلك العصابة حبل الإمهال، وأخذهم فلم يُفلتهم، وصدقَ فيهم قول ربّنا وقول نبيّنا صلى الله عليه وسلم:

{ إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ يُمْلِي لِلظّالِمِ، فإذا أخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ، ثُمَّ قَرَأَ: {وكَذلكَ أخْذُ رَبِّكَ، إذا أخَذَ القُرَى وهي ظالِمَةٌ إنَّ أخْذَهُ ألِيمٌ شَدِيدٌ} [هود الآية 102] }

(أخرجه البخاري)

وما دمنا نُدرِك أنَّ العقبات كبيرة، وأنَّ المُتربّصين كثُر، فإنَّ هناك أموراً لا يصح أن تغيب عنّا ولو في غمرة انفعالاتنا.
أولاً: وقع الكلمة في الوضع السوري اليوم، كوقع السيف أو أشدّ، فلا يستهِن أحدٌ بالكلمة، الكلمة غير المُنضبطة سواءً في التشجيع على الانتقام والثأر، يكتُب كلمةً على الفيسبوك يُشجِّع فيها على الثأر والانتقام، وقد يُصيب بها بريئاً من غير أن يعلم، أو في تجييش الناس، أو في نقل الشائعات، أو في المُبالغة في المدح والإطراء والتعامل بِردَّات الأفعال، كل ذلك لا يجوز، احفظوا كلامكم أيُّها الكرام.

{ قلتُ: يا رسولَ اللهِ، أخبِرْني بعملٍ يُدخِلُني الجنَّةَ، ويباعدني منَ النَّارِ، قال: لقد سألتَ عن عظيمٍ، وإنَّهُ ليسيرٌ علَى من يسَّرَه اللهُ عليه، تعبدُ اللهَ ولا تشرِكُ بِه شيئًا، وتقيمُ الصَّلاةَ، وتؤتي الزَّكاةَ، وتصومُ رمضانَ، وتحجُّ البيتَ، ثمَّ قالَ: ألا أدلُّكَ علَى أبوابِ الخيرِ؟ الصَّومُ جُنَّةٌ، والصَّدَقةُ تطفئُ الخطيئةَ، كَما يطفئُ الماءُ النَّارَ، وصلاةُ الرَّجلِ في جوفِ اللَّيلِ، ثمَّ تلا: تَتَجَافَى جُنُوبُهُم عَنِ الْمَضَاجِعِ) حتَّى بَلغَ: يَعمَلونَ) ثمَّ قال: ألا أُخبِرُك بِرأسِ الأمرِ ، وعمودِه، وذِروَةِ سَنامِه؟ قلت: بلَى، يا رسولَ اللهِ، قال: رأسُ الأمرِ الإسلام، وعمودُه الصَّلاةُ، وذِروةُ سَنامِهِ الجِهادُ، ثمَّ قال: ألا أخبرُك بمِلاكِ ذلِك كلِّه؟ قلتُ: بلَى، يا نبيَّ اللهِ، فأخذَ بلسانِهِ، وقال: كُفَّ عليكَ هذا، فقُلتُ: يا نبيَّ اللهِ، إِنَّا لمؤاخَذونَ بما نتَكلَّمُ بِه؟ قال: ثَكلتكَ أمُّكَ يا معاذُ، وَهل يَكبُّ النَّاسَ في النَّارِعلَى وجوهِهِم، أوعلَى مناخرِهم، إلَّا حصائدُ ألسنتِهم. }

(أخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجه)

إذا كانت كلمةً في غيبةٍ تغتابُ بها إنساناً، أو تشتُم بها إنساناً واحداً، تهوي تلك الكلمة بصاحبها في جهنم سبعين خريفاً، فكيف بكلمةٍ قد تؤدّي إلى جريمةٍ، كيف بكلمةٍ قد تؤدّي إلى زوال نعمةٍ، كيف بكلمةٍ قد تُرضي عدوُّاً ولا تسرُّ صديقاً.

{ إنَّ الرجلَ لَيتكلَّمُ بالكلمةِ لا يرى بها بأسًا يهوي بها سبعين خريفًا }

(صحيح البخاري ومسلم)

أرسلت كلمةً وكتبت تحتها منقول: (لا يرى بها بأسًا) ماذا صنعت؟ تقول: أنا ظننت ذلك (لا يرى بها بأسًا يهوي بها سبعين خريفًا) أي في النار والعياذ بالله.

النقد شيء والنقض شيءٌ آخر وشتَّان بينهما:
الأمر الثاني أيُّها الكرام: النقد "بالدال" شيء، والنقض "بالضاد" شيءٌ آخر، وشتَّان بينهما، النقدُ يعني الإشارة إلى موضع الخطأ دون نسف الانجازات.
النقدُ يعني توجيه النُصح في مكانه الصحيح، وحيث يُجدي نفعاً، النقدُ ليس فورة غضبٍ عارم، ولا انفعالاً طارئاً، إنما بيانٌ للخطأ بحجمه، وإسداءٌ للنُصح في طريقة تصحيح الخطأ، وإعذارٌ للمُخالف إن علِمتَ بعض عُذره أو غابَ عنك بعضه الآخر.
النقدُ ليس فوضى مُدِّمرة، ولا يمكن أن يُجعل مطيةً يركبها الحاقدون ويتسلَّقون من خلالها لضرب الحاضنة الشعبية للدولة الجديدة، ويُمررون مُخططاتهم من خلالها، وفي فقهنا الإسلامي يقول الفقهاء: "إذَا تَعَارَضَ مَفْسَدَتَانِ رُوعِيَ أَعْظَمُهُمَا ضَرَرًا بِارْتِكَابِ أَخَفِّهِمَا ".
تُرتكَب المفسدة الأخف دفعاً للمفسدة الأعلى، وكان السلف يقولون: " ليس بخيركم من عرف الخير ولا من عرف الشر، ولكن من عرف الشرّين وفرَّق بينهما، واختار أيسرهما أو أهونهما" هذا شرٌّ وهذا شرّ، لكن هذا شرٌّ محدود يمكن أن يُعالَج، وأن يُنصَح في الموضع المُناسب، وأن يُعالَج بالطريقة المناسبة الشرعية، وهناك شرٌّ سَيودي بنا جميعاً إلى المهلكة، فنترك الشرّ الأعلى ولو حصل الشرّ الأدنى مؤقتاً ريثما يتم رفعه، هذا فقهنا وديننا.
أيُّها الإخوة الأحباب: في الحديث الشريف:

{ بايَعْنا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على السَّمعِ والطَّاعةِ في اليُسرِ والعُسرِ والمَنشَطِ والمَكرَهِ وألَّا نُنازِعَ الأمرَ أهلَه وأنْ نقومَ ـ أو نقولَ ـ بالحقِّ حيثما كنَّا لا نخافُ في اللهِ لومةَ لائمٍ }

(أخرجه البخاري ومسلم)


النُصح هو المُصطلح الشرعي للنقد البنَّاء:
النُصح هو المُصطلح الشرعي للنقد البنَّاء، وعدم منازعة الأمر أهلهُ، -لا أُريد منصِباً ولا سُلطةً- لا يعني أن أترُك النُصح، الحديث جاء بهما معاً (وألَّا نُنازِعَ الأمرَ أهلَه وأنْ نقومَ ـ أو نقولَ ـ بالحقِّ حيثما كنَّا لا نخافُ في اللهِ لومةَ لائمٍ) نحن لا ندعوا إلى الضعف، ولا ندعوا إلى الاستكانة، ولا ندعوا إلى ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولكن إلى موازنة المفاسد والمصالح.
من هُنا أيُّها الكرام: أوجّه كلمتي لصنفين من إخوتي في هذا البلد الطيب المُبارك:
الصنف الأول: نصَّب نفسه مُدافعاً مُتبرِّعاً عن كل قرارٍ حكومي، وهو لم يُكلَّف أصلاً بذلك، بل أعتقد أنَّ هذا لا يُرضي الحكومة، بل ينبغي ألا يُرضيها أن يكون الدفاع عنها في كل ما تفعله، فهناك خطأٌ وهناك صواب، هذا نصَّب نفسه مُتبرِّعاً من ذاته ليُدافع عن أي موقفٍ، أو أي إجراءٍ، أو أي شيءٍ تفعله الحكومة، ونحن هُنا لسنا في وارد الإطراء، فقد ولَّى أَوانه، ولسنا في وارد الدفاع المُطلَق عن أحدٍ، فالكل يُخطئ ويُصيب، هناك شخصان لا يُخطئان أبداً، شخصٌ نحترمه ونُقدِّسه ونُصلّي ونُسلِّم عليه، المعصوم صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي، والآخر نحتقره مع أنه لا يُخطئ لأنه لا يعمل، لأنَّ الذي لا يعمل لا يُخطئ، لكن كل من يعمل سيُخطئ، فالذي يُنصِّب نفسه مدافعاً عن كل شيءٍ، وكل شيءٍ صحيح وليس هناك خطأ، هو يُسيء لقيادة البلد، ويُسيء أيضاً لمن حوله ويستفزَّهم لفعل شيءٍ غير صحيح.
الصنف الثاني: إخواننا الذين وضعوا أنفسهم في موقع المُعارض لأي قرار، ما إن يصدُر قرار مُعيَّن، أو حتى شيءٌ مُصوُّر، مقطع فيديو لمسؤولٍ ما أو لوزيرٍ أو غير ذلك، حتى يُسارع إلى النقض فوراً بعد دقائق، ربما قبل أن يقرأ تفاصيل القرار أو حيثياته، ويُظهِر المسالب ويُكبِّرها ويتحدث عنها دون منهجية، وهذا أيضاً مُثبِّط ومُحبِط للذين يعملون.

النقد يعني النُصح بتبصُّر أمّا النقض يعني هدم المُنجزات والعودة إلى الوراء:
أيُّها الكرام: النقد يعني النُصح بتبصُّر، وبيان الإيجابيات والسلبيات، أمّا النقض "بالضاد" فيعني هدم المُنجزات والعودة إلى الوراء، ثم الندم ولات ساعة مَندم، ودونكم تجارب في بلدانٍ أُخرى، سببٌ من الأسباب التي آل إليها الأمر، بسبب التفرُّق والتشتُّت، عدم وجود جبهة داخلية متماسكة.
أيُّها الكرام: لا تغرنَّكم التصريحات التي تصدر من هُنا وهناك في دعمنا، هؤلاء لا أمان لهم، والله لا أمان لهم ولا عهد، متى وجدوا الفرصة مواتيةً، تسللوا كالنمل من عيوننا، الحَذَر الحَذَر

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُوا جَمِيعًا(71)
(سورة النساء)

المعركة لم تنتهِ، لا تضعوا أسلحتكم، كلٌّ في موقعه، ولأن زال نظام الطُغيان في بلدنا، فإنهم لا يزالون يقاتلوننا بطرقٍ منوُّعةٍ وأدواتٍ مختلفة.

السلم الأهلي مطلوب ولا يمكن أن تُبنى دولةٌ دون تحقيق السلم الأهلي:
أمّا حكومتنا فنقول لهم: السلم الأهلي مطلوب، بل هو من ضروريات المرحلة، بل لا يمكن أن تُبنى دولةٌ دون تحقيق السلم الأهلي، ومن اللحظة الأولى كنّا أول المؤيّدين لهذا السلم، وأول المُبادرين لتحقيقه وما زلنا، فمنطق الثأر والانتقام لا يبني دولةً ولا يؤسِّسُ مجتمعاً، نحن نريد عدلاً يحكم بين الجميع، لا ثأراً يتحكَّم في الجميع، ثم تكون عاقبته وبالاً على الجميع والعياذ بالله.
لكن ليس هناك تفاضلٌ بين السلم والعدالة، بل إن بينهما تكاملاً وعلاقةً تبادليةً، فلا يمكن أن يتحقَّق سلمٌ دون عدالة، ألا يقولون إنَّ السلم الأهلي يُعالِج الأسباب التي أدَّت إلى النزاع، أهمُّ سببٍ يؤدّي إلى النزاع هو غياب العدالة على مر العصور، فليس هناك تفاضلٌ أيّهما أول، هُما بينهما علاقةٌ تبادلية، لا سلم بغير عدالة، لذلك من الضرورة بمكانٍ أن يُسارع الإخوة المسؤولون عن ملف العدالة الانتقالية، إلى وضع الخريطة التي ستتم من خلالها المُحاسبة، وتعيين من تشمله هذه المُحاسبة، وكيف سيتم تحقيق تلك العدالة، وليكن ذلك بشفافيةٍ ووضوح، ومقاييسٍ واضحة تُحدِّد المُرتكبين وحجم الجريمة وطريقة المعالجة.

تحقيق العدالة لا سيما بعد نهاية الحروب والثورات ليس بالأمر السهل أبداً:
اعلموا إخوتي أنَّ تحقيق العدالة لا سيما بعد نهاية الحروب والثورات، ليس بالأمر السهل أبداً، ليس قضيةً سهلةً فلكل حالةٍ حكمها، هناك من كان يقاتل في أرض المعركة، يظن نفسه يدافع عن نفسه مثلاً، هناك من لم يقاتل، بل كان له دورٌ في وظيفةٍ إداريةٍ فحسب، هناك من ارتكب المجازر بحق المدنيين والأبرياء والعُزَّل، هناك من قال كلاماً فحسب، أخطأ خطأً جسيماً لكن جريمته كلامٌ قالهُ، ربما خوفاً أو طمعاً ولم يشترك في جُرمٍ أبداً، فرمي الناس عن قوسٍ واحدة خطأٌ جسيم، يقول قائل وأسمع ذلك أحياناً في الإعلام وفي وسائل التواصل، يقول: كلهم مُجرمون، كأنك تقول عن أبناء بلدك كلهم مجرمون!
سورية كانت موجودة بوجود النظام البائد المُنصرِم، وكان فيها الشرفاء، فكلمة كلهم هذه التعميم من العمى، الذي يُعمِّم أعمى البصيرة، فملف العدالة ليس ملفاً سهلاً، وليعلم الجميع أن تحقيق العدالة بالمعنى الحرفي للكلمة، لا يستقيم في حياة البشر، بل إنَّ هذا الأمر لله تعالى وحده، فكم من جرائمٍ غُيِّبَت ولم يعلم بها إلا الله، وكم من حقوقٍ انتُهِكت ولم يعلم بها إلا الله، وكفى بالله شهيداً وكفى بالله حسيباً.
لكن المطلوب من الجميع، استنفاذ الجُهد في تحقيق العدالة، كلٌّ من موقعه وعلى قَدر مسؤوليته، حاكماً كان أو محكوماً، فبالعدل قامت السماوات والأرض

{ اتَّقُوا الظُّلمَ، فإنَّ الظُّلمَ ظُلُماتٌ يومَ القيامةِ، واتَّقُوا الشُّحَّ، فإنَّ الشُّحَّ أهلكَ مَن كانَ قبلَكُم، حملَهُم على أنْ سَفكُوا دِمائَهم، واستَحَلُّوا مَحارِمَهم }

(أخرجه مسلم)

{ يا عبادي إنِّي حرَّمتُ الظُّلمَ على نفسي وجعلتُهُ بينَكم محرَّمًا فلا تَظالموا يا عبادي إنَّكم تخطئونَ باللَّيلِ والنَّهارِ وأنا أغفرُ الذُّنوبَ جميعًا ولا أبالي فاستغفروني أغفرْ لَكم يا عبادي كلُّكم ضالٌّ إلَّا من هديتُهُ فاستَهدوني أَهدِكم يا عبادي كلُّكم جائعٌ إلَّا من أطعمتُهُ فاستطعموني أطعِمْكم يا عبادي إنَّكم لن تبلُغوا ضرِّي فتضرُّوني ولن تبلغوا نفعي فتنفَعوني يا عبادي لو أنَّ أوَّلَكم وآخِرَكم وإنسَكم وجنَّكم كانوا على أتقى قلبِ رجلٍ واحدٍ منْكم ما زادَ ذلِكَ في مُلْكي شيئًا يا عبادي لو أنَّ أوَّلَكم وآخرَكم وإنسَكم وجنَّكم كانوا على أفجرِ قلبِ رجلٍ منكُم ما نقصَ ذلِكَ من مُلْكي شيئًا يا عبادي لو أنَّ أوَّلَكم وآخرَكم وإنسَكم وجنَّكم اجتمَعوا في صعيدٍ واحدٍ فسألوني فأعطيتُ كلَّ إنسانٍ منهم مسألتَهُ ما نقصَ ذلِكَ في مُلكي شيئًا إلَّا كما يَنقصُ البحرُ إن يُغمَسْ فيهِ المِخيَطُ غمسةً واحدَةً يا عبادي إنَّما هيَ أعمالُكم أُحصيها لَكم ثمَّ أوفِّيكم إيَّاها فمن وجدَ خيرًا فليحمدِ اللَّهَ ومن وجدَ غيرَ ذلِكَ فلا يلومنَّ إلَّا نفسَهُ }

(أخرجه مسلم)

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ ۚ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا ۖ فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَىٰ أَن تَعْدِلُوا ۚ وَإِن تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا(135)
(سورة النساء)

أيُّها الكرام:

{ أفاءَ اللهُ خيبرَ عَلَى رسولِهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأَقَرَّهُمْ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وجَعَلَها بينَها وبينَهُم فبعَثَ عبدُ اللهِ بنُ رَوَاحَةَ فَخرَصَها عليهم ثم قال يا معشرَ اليهودِ أنتم أبغُض الناسِ إلي قتَلْتُمْ أنبياءَ اللهِ وكذَبْتُم على اللهِ عزَّ وجلَّ وليس يَحْمِلُنِي بُغْضِي إيَّاكُمْ على أنْ أَحِيفَ عليكم قَدْ خَرَصْتُ عشرينَ أَلْفَ وسقٍ من تمرٍ فإنْ شِئْتُمْ فلَكُمْ وإنْ أَبَيْتُمْ فَلِي فقالوا بِهَذَا قامَتِ السماواتُ والأرضُ }

(الهيثمي مجمع الزوائد)

قامت السماوات والأرض بالعدل.

المعايير العادلة تؤدّي إلى عدالةٍ انتقالية والمعايير العشوائية تؤدّي إلى عدالةٍ انتقائية:
همسةٌ أخيرة في أُذُن حكومتنا والقائمين على أمرنا: يقول وحشي بن حرب قاتِل حمزة، الذي أسلم بعد ذلك:

{ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الخِيَارِ، فَلَمَّا قَدِمْنَا حِمْصَ قَالَ لِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ: هَلْ لَكَ فِي وَحْشِيٍّ، نَسْأَلُهُ عَنْ قَتْلِ حَمْزَةَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، وَكَانَ وَحْشِيٌّ يَسْكُنُ حِمْصَ، فَسَأَلْنَا عَنْهُ، فَقِيلَ لَنَا: هُوَ ذَاكَ فِي ظِلِّ قَصْرِهِ، كَأَنَّهُ حَمِيتٌ، قَالَ: فَجِئْنَا حَتَّى وَقَفْنَا عَلَيْهِ بِيَسِيرٍ، فَسَلَّمْنَا فَرَدَّ السَّلاَمَ، قَالَ: وَعُبَيْدُ اللَّهِ مُعْتَجِرٌ بِعِمَامَتِهِ، مَا يَرَى وَحْشِيٌّ إِلَّا عَيْنَيْهِ وَرِجْلَيْهِ، فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: يَا وَحْشِيُّ أَتَعْرِفُنِي؟ قَالَ: فَنَظَرَ إِلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: لاَ وَاللَّهِ، إِلَّا أَنِّي أَعْلَمُ أَنَّ عَدِيَّ بْنَ الخِيَارِ تَزَوَّجَ امْرَأَةً يُقَالُ لَهَا أُمُّ قِتَالٍ بِنْتُ أَبِي العِيصِ، فَوَلَدَتْ لَهُ غُلاَمًا بِمَكَّةَ، فَكُنْتُ أَسْتَرْضِعُ لَهُ، فَحَمَلْتُ ذَلِكَ الغُلاَمَ مَعَ أُمِّهِ فَنَاوَلْتُهَا إِيَّاهُ، فَلَكَأَنِّي نَظَرْتُ إِلَى قَدَمَيْكَ، قَالَ: فَكَشَفَ عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ وَجْهِهِ ثُمَّ قَالَ: أَلاَ تُخْبِرُنَا بِقَتْلِ حَمْزَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ، إِنَّ حَمْزَةَ قَتَلَ طُعَيْمَةَ بْنَ عَدِيِّ بْنِ الخِيَارِ بِبَدْرٍ، فَقَالَ لِي مَوْلاَيَ جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ: إِنْ قَتَلْتَ حَمْزَةَ بِعَمِّي فَأَنْتَ حُرٌّ، قَالَ: فَلَمَّا أَنْ خَرَجَ النَّاسُ عَامَ عَيْنَيْنِ، وَعَيْنَيْنِ جَبَلٌ بِحِيَالِ أُحُدٍ، بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ وَادٍ، خَرَجْتُ مَعَ النَّاسِ إِلَى القِتَالِ، فَلَمَّا أَنِ اصْطَفُّوا لِلْقِتَالِ، خَرَجَ سِبَاعٌ فَقَالَ: هَلْ مِنْ مُبَارِزٍ؟ قَالَ: فَخَرَجَ إِلَيْهِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ، فَقَالَ: يَا سِبَاعُ، يَا ابْنَ أُمِّ أَنْمَارٍ مُقَطِّعَةِ البُظُورِ، أَتُحَادُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: ثُمَّ شَدَّ عَلَيْهِ، فَكَانَ كَأَمْسِ الذَّاهِبِ، قَالَ: وَكَمَنْتُ لِحَمْزَةَ تَحْتَ صَخْرَةٍ، فَلَمَّا دَنَا مِنِّي رَمَيْتُهُ بِحَرْبَتِي، فَأَضَعُهَا فِي ثُنَّتِهِ حَتَّى خَرَجَتْ مِنْ بَيْنِ وَرِكَيْهِ، قَالَ: فَكَانَ ذَاكَ العَهْدَ بِهِ، فَلَمَّا رَجَعَ النَّاسُ رَجَعْتُ مَعَهُمْ، فَأَقَمْتُ بِمَكَّةَ حَتَّى فَشَا فِيهَا الإِسْلاَمُ، ثُمَّ خَرَجْتُ إِلَى الطَّائِفِ، فَأَرْسَلُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَسُولًا، فَقِيلَ لِي: إِنَّهُ لاَ يَهِيجُ الرُّسُلَ، قَالَ: فَخَرَجْتُ مَعَهُمْ حَتَّى قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَآنِي قَالَ: آنْتَ وَحْشِيٌّ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: أَنْتَ قَتَلْتَ حَمْزَةَ؟ قُلْتُ: قَدْ كَانَ مِنَ الأَمْرِ مَا بَلَغَكَ، قَالَ: فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُغَيِّبَ وَجْهَكَ عَنِّي؟» قَالَ: فَخَرَجْتُ فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَرَجَ مُسَيْلِمَةُ الكَذَّابُ، قُلْتُ: لَأَخْرُجَنَّ إِلَى مُسَيْلِمَةَ، لَعَلِّي أَقْتُلُهُ فَأُكَافِئَ بِهِ حَمْزَةَ، قَالَ: فَخَرَجْتُ مَعَ النَّاسِ، فَكَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا كَانَ، قَالَ: فَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ فِي ثَلْمَةِ جِدَارٍ، كَأَنَّهُ جَمَلٌ أَوْرَقُ ثَائِرُ الرَّأْسِ، قَالَ: فَرَمَيْتُهُ بِحَرْبَتِي، فَأَضَعُهَا بَيْنَ ثَدْيَيْهِ حَتَّى خَرَجَتْ مِنْ بَيْنِ كَتِفَيْهِ، قَالَ: وَوَثَبَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ عَلَى هَامَتِهِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: فَقَالَتْ جَارِيَةٌ عَلَى ظَهْرِ بَيْتٍ: وَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، قَتَلَهُ العَبْدُ الأَسْوَد }

(رواه البخاري)

وتعلمون كم تألَّم النبي صلى الله عليه وسلم لمقتل حمزة رضي الله عنه، لم يحتمل صلى الله عليه وسلم أن يرى قاتِل عمّه يصول ويجول ويدخُل المسجد ويخرُج، فإن قررت القيادة لسببٍ أو لآخر، العفو عن ضابطٍ أو جنديٍ، ولا أقول عن مُجرم حرب ارتكب مجازر بحق المدنيين، فلكل حالةٍ حُكمها، إن عَفَت القيادة فليكن ذلك وفق أُسُس ومعايير كما أسلفنا، فالمعايير العادلة تؤدّي إلى عدالةٍ انتقالية، والمعايير العشوائية تؤدّي إلى عدالةٍ انتقائية وليس انتقالية، ثم من حقِّنا أن نقول بعد ذلك لمن ساندوا المُجرمين وأيّدوهم، غيِّبوا وجوهكم عنّا وحسابكم عند ربكم، لا تُصدِّروهم المجالس ولا تُبوِؤهم المناصب، فتُثيرون بذلك آلام المكلومين من جديد.
العفو شيء، وتصدُّر المجرمين ولو بكلمةٍ قالوها، تصدُّرهم المجالس وتبوؤهم المناصب شيءٌ آخر، فهذا شيء وذاك شيءٌ آخر.
أيُّها الكرام: المرحلةُ حساسةٌ وخطيرة، وأنا لا أُخوّفكم أنا مُتفائل، لكن لا يعني ألّا نقرأ الواقع قراءةً صحيحة، ما زلنا في مرحلة مخاضٍ عسير، نسأل الله أن تكون بعده ولادة أُمةٍ يبدأ خيرها من بلاد الشام التي أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم:

{ كُنَّا عِندَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ نؤلِّفُ القرآنَ منَ الرقاعِ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ طوبى للشامِ فقلْنا لأيٍّ ذلك يا رسولَ اللهِ قال لأن ملائكةَ الرحمنِ باسطةٌ أجنحَتَها عليْها }

(صحيح الترمذي)

لكن المخاض ما يزال عسيراً، هذه سُنَّة الله في الأُمم، فالمرحلة حساسةٌ وخطيرة، وكلٌّ منّا مسؤولٌ عن الحفاظ على بلدنا، وصَون انتصارنا، وحماية مُنجزاتنا من أعداء الخارج ومُتربّصي الداخل.
حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا، وزِنوا أعمالكم قبل أن تُوزن عليكم، واعلموا أنَّ مَلَك الموت قد تخطَّانا إلى غيرنا وسيتخطَّى غيرنا إلينا فلنتخذ حذرنا، الكيِّس من دان نفسه وعمل لِمَا بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنّى على الله الأماني، واستغفروا الله.
الحمد لله ربِّ العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وليُّ الصالحين، اللهم صلِّ على سيدنا محمدٍ وعلى آل سيدنا محمد، كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم، وبارك على سيدنا محمدٍ وعلى آل سيدنا محمد، كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميدٌ مجيد.

الدعاء:
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك يا مولانا سميعٌ قريبٌ مُجيبٌ للدعوات.
اللهم برحمتك عُمَّنا، واكفنا اللهم شرَّ ما أهمنا وأغمَّنا، وعلى الإيمان الكامل والكتاب والسُنَّة توفَّنا، نلقاك وأنت راضٍ عنّا، لا إله إلا أنت سبحانك إنَّا كنّا من الظالمين، وأنت أرحم الراحمين.
وارزقنا اللهم حُسن الخاتمة، واجعل أسعد أيامنا يوم نلقاك وأنت راضٍ عنّا، أنت حسبنا عليك اتكالنا.
اللهم بفضلك ورحمتك أعلِ كلمة الحقّ والدين، وانصُر الإسلام وأعز المسلمين.
اللهم من أراد بالإسلام ودياره وأهله خيراً فوفِّقهُ لكل خير، ومن أراد بهم غير ذلك فاشغله بنفسه، ورُدَّ كيده في نحره.
اللهم أهلنا في غزَّة، أهلنا في فلسطين، أهلنا في كل مكانٍ يُستضعَفون به يا أرحم الراحمين، كُن لهم عوناً ومُعيناً، ناصراً وحافظاً ومؤيّداً وأميناً، أطعِم جائعهم واكسُ عُريانُهم وارحَم مُصابهم وآوِ غريبهم واشفِ جريحهم، واجعل لنا في ذلك سهماً مُتقبَّلاً وعملاً صالحاً، واغفر لنا تقصيرنا فإنك أعلم بحالنا.
اللهم مُجري السحاب، مُنزِل الكتاب، هازِم الأحزاب، سريع الحساب، اهزِم الصهاينة المُعتدين ومَن والاهم ومَن أيَّدَهم ومن وقف معهم في سرٍّ أو علن.
اللهم عليك بهم فأنهم لا يُعجزونك، اللهم إنك قد أريتنا مكرهم بنا فأرِنا مكرك بهم يا أرحم الراحمين، وأنت خير الماكرين.
اللهم اجعل بلادنا آمنةً سخاءً رخاءً بفضلك وكرمك يا أرحم الراحمين، وانشُر فيها الأمن والأمان بفضلك وَجودِكْ، ووفِّق القائمين عليها للعمل بكتابك وبسُنَّة نبيك صلى الله عليه وسلم، أقول ما تسمعون وأستغفر الله، والحمد لله رب العالمين.