لو جلست أمام الرئيس بماذا تنصحه؟

  • 2025-12-19
  • سورية - دمشق
  • مسجد عبد الغني النابلسي

لو جلست أمام الرئيس بماذا تنصحه؟

والله أُتيح لي الجلوس أمامه في البداية مرةً واحدة، قبل أن يُصبح رئيساً بأيام، وحدَّثته عن التعليم وقلت له: هذه سورية لن تنهض إلا بالتعليم، دعكم من كل شيء، لا تشغلوا أنفسكم لا بطلاء الأرصفة، ولا بتحسين الوضع، طبعاً كله مطلوب لكن قلت: لن ننهض إلا بالتعليم، وأثنى على كلامي خيراً وقال: أنا عندما كنت في إدلب كنت أقول لو اضُطررت أن أبيع سلاحاً وأشتري مقعداً لطالبٍ أفعل، وتفاعل جداً، قلت: لا بُدَّ أن ننهض بالتعليم، لأنه لا يمكن أن تنهض الأُمة إلا بالتعليم.
وأنا اليوم أرى بوادر طيَّبة كما قلت قبل قليلٍ في التعليم الشرعي، لكن تعليمنا الرسمي سيء جداً للأمانة، يعني المدارس الحكومية سيئة جداً، أسأل الله أن يُلهِم القائمين وأن يُمدَّهم بالإمكانيات، لأنه كله يحتاج إلى إمكانياتٍ والعمل الأهلي جيد، وأنا لمّا تحدثت مع السيد الرئيس قلت له: فلنتعاون ضمن لجان الأحياء، ضمن المغتربين إذا كل مغترب إذا كان معه طبعاً، هناك مغتربين حالهم نسأل الله السلامة أسوأ حالاً من المُقيمين، لكن المُقتدرين كل واحد يتكفَّل بمدرسةٍ في حيّه بتحسينها، بدفع زياداتٍ لرواتب المُعلمين حتى يقوموا بدورهم، فالمهمة شاقَّة، لكن الأمر حصل وليس افتراضاً، فنصحت أن نبدأ بالتعليم، وإذا كان أُضيف شيئاً الآن فأقول:

الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ(41)
(سورة الحج)

يعني ألّا نُعوِّل لا على شرقٍ ولا على غرب، اليوم رفعوا العقوبات عنّا نهائياً قانون قيصر، هذه العقوبات فُرضِت على الشعب ورُفِعت عن الشعب، لم تُفرَض في الأصل على النظام البائد، فُرِضت على الناس ورُفِعت عن الناس، لكن لا نُعوِّل عليهم، لأنهم يُعطيك من طرف اللسان حلاوةً ويروغ منك كما يروغ الثعلب، فلنُعوِّل على الله عزَّ وجل أولاً، ثم على قُدراتنا الداخلية في بناء بلدنا، أمّا هؤلاء لا يُعوَّل عليهم بشيء، لا شكَّ أنَّ السياسة تقتضي ألّا نُهاجمهم، لكن أيضاً لا نُعوِّل عليهم، نُعلِّق الآمال بالله تعالى وحده حتى ينظُر الله إلينا نظرة عطفٍ ورحمة، وإن شاء الله تُبنى بلادنا بسواعد أبنائها.