خمسة في معية الله تعالى

  • الحلقة الثالثة والعشرون
  • 2016-03-28

خمسة في معية الله تعالى

بسم الله الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ، والصلاة والسلام على النبي العدنان وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان ، و إلى خمسة أمورٍ جديدة في قضايا الدين والدنيا والآخرة.


معيَّة الله تعالى
خمسةٌ في معية الله تعالى:
أولاً: هناك معية عامة ومعية خاصة ، المعية العامة ذكرها الله تعالى في قوله:

وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ
(سورة الحديد: الآية 4)

أي معكم بعلمه وقدرته وهذه المعية تشمل جميع المخلوقات ، لكن هناك معيةٌ خاصة لا ينالها إلا من دفع ثمنها.

1. الصابرين
الله مع الصابرين
خمسةٌ تجعلك في معية الله ، أولاً: الله مع الصابرين ،
لأن الله تعالى يقول في كتابه الكريم:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ
(سورة البقرة: الآية 153)

إن الله معهم معيةً خاصةً بالحفظ والتأييد والرعاية مع الصابرين على طاعته قال تعالى:

وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا
(سورة طه: الآية 132)

يقول أحد التابعين: جاهدت نفسي بالصلاة عشرين سنة ثم تنعمت فيها عشرين سنة ، وهو مع الصابرين جل جلاله عن معصيته وهو مع الصابرين على قضاء الله تعالى وقدره

وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ
(سورة البقرة: الآية 155-156)


2. المتقون
المتقون
خمسةٌ في معية الله تعالى ، أولاً: الصابرون ، ثانياً: المتقون
قال تعالى:

وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ
(سورة البقرة: الآية 194)

والتقوى أن يطاع الله فلا يعصى ، وأن يُشكر فلا يُكفر ، وأن يُذكر فلا يُنسى.

3. المحسنون
المحسن في معية الله تعالى
خمسةٌ في معية الله تعالى ، الصابرون ، المتقون ، ثالثاً: المحسنون
قال تعالى:

إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ
(سورة النحل: الآية 128)

بعد التقوى وهي طاعة الله تعالى أن يجدك حيث أمرك وأن يفتقدك حيث نهاك تأتي مرحلة الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك هذا إحسان والمحسن في معية الله تعالى.

4. المؤمنون
خمسةٌ في معية الله تعالى ، الصابرون ، المتقون ، المحسنون ، ثم: المؤمنون
قال تعالى:

وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ
(سورة الأنفال: الآية 19)

والإيمان اعتقادٌ وتصديقٌ
فعندما تدخل في الإيمان تدخل في معية الله فإذا انتقلت إلى التقوى انتقلت إلى معيةٍ أعلى فإذا انتقلت إلى مرتبة الإحسان انتقلت إلى المعية الأعظم والإيمان اعتقادٌ بالجنان بالقلب وتصديقٌ باللسان وعملٌ بالأركان.

5. المطبقون لشرع الله
خمسةٌ في معية الله تعالى ، الصابرون ، المتقون ، المحسنون ، المؤمنون ، خامساً: الملتزمون بشرع الله تعالى
قال تعالى:

وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ ۖ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا
(سورة المائدة الآية 12)

وإقامة الصلاة لا تعني أداءها فحسب إقامة الصلاة تعني أن تقيمها على النحو الذي أمرك الله أن تقيمها عليه ، (لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ) ، أي قمتم بحركةٍ نحو الخالق وهي الصلة به جل جلاله وبحركةٍ نحو المخلوق إحساناً له ، (وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ) ، إقامة الصلاة بينك وبين الله ، وإيتاء الزكاة بينك وبين خلق الله ، (لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ) ، اتصلتم بربكم وأحسنتم إلى خلقه.
قال: (وَآمَنتُم بِرُسُلِي) ، والإيمان بالرسالة وبالمرسِل يقتضي تطبيق الرسالة ، (وَعَزَّرْتُمُوهُمْ) ، أي تعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم يجعلك في معية الله أن تعظم كلامه ، ألا ترفع صوتك فوق صوته، حينما تُؤتى بحكمٍ شرعي ونقول لك: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم تقول: قال فلان من الناس هذا ليس تعزيراً لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
الالتزام بشرع الله
قال تعالى: (وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا) ، إذاً (وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا) ، فالالتزام بشرع الله إقامةً للصلاة وإيتاءً للزكاة وإحساناً إلى المخلوقين وتوقيراً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولجميع أنبياء الله صلوات ربي وسلامه عليهم هذا كله يجعلك في معية الله.
خمسةٌ في معية الله ، الصابرون ، والمتقون ، والمحسنون ، والمؤمنون ، والمطبقون لشرع الله تعالى.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم في معيته إنه وليُّ ذلك والقادر عليه وإلى لقاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.