عفو النبي صلى الله عليه وسلم

  • الحلقة الواحدة والعشرون
  • 2021-05-03

عفو النبي صلى الله عليه وسلم


مقدمة :
الدكتور بلال نور الدين :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
يا ربنا لك الحمد ، ملء السماوات والأرض ، وملء ما بينهما ، وملء ما شئت من شيء بعد ، أهل الثناء والمجد ، أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد .
والصلاة والسلام على نبينا المختار وعلى آله وصحبه الأطهار .
لك يا رسول الله صدق محبة فاقــت محبة على من وجه الثرى لك يا رسول الله صدق محبة لا تنتهــــــي أبـــــــــداً ولـــــــن تتغيرا
أيها الأخوة الأحباب ؛ نحن معاً في حلقة جديدة من برنامجنا : "مع الرسول" نرحب في مستهلها بضيفنا الدائم فضيلة شيخنا الدكتور محمد راتب النابلسي .
السلام عليكم سيدي .

الدكتور محمد راتب النابلسي :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، بارك الله بكم ، ونفع بكم .

الدكتور بلال نور الدين :
أكرمكم الله سيدي ، وبارك لنا بحياتكم ، ونفع بعلمكم .
سيدي ؛ نتحدث اليوم عن عفوه وصفحه صلى الله عليه وسلم ، والسيدة عائشة رضي الله عنه تقول :

{ عن عائشة رضي الله عنها قالت : مَا ضَرَبَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم شيئاً قط بيده ، ولا امرأة ، ولا خادماً ، إِلا أن يجاهد في سبيل الله ، وما نِيلَ منه شيء قطّ فينتقم من صاحبه ، إِلا أن يُنتهك شيء من محارم الله فينتقم لله عز وجل }

[أخرجه مسلم وأبو داود]

كان صلى الله عليه وسلم عفوّاً ، يصفح عمن أساء ، يحلم على من أساء ، إلا أن يكون الأمر يتعلق بشيء من دين الله عز وجل فينتقم لخالقه ، كيف نفهم عفوه وصفحه في ظل قول عائشة رضي الله عنها ؟

عفو النبي وصفحه صلى الله عليه وسلم :
الدكتور محمد راتب النابلسي :
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .
طبعاً نفهم هذا كله من منهج الله عز وجل ، الله يقول :

وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (40)
[ سورة الشورى]

فكل إنسان ، أو مؤمن إذا غلب على ظنه أن عفوه عن هذا المذنب يصلحه أرى أنه يجب أن يعفو عنه (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ) ، أما إذا كان شاباً طائشاً ، كان الحدث عن شاب طائش، وكان يسرع سرعة غير معقولة ، وسببت متاعب كثيرة لمن حوله ، فإذا عفونا عنه تابع انحرافه ، فإذا غلب على الظن أن هذا العفو يسيء إليه ينبغي ألا نعفو عنه ، فالقاسم المشترك إذا غلب على ظننا أن العفو عنه يصلحه ينبغي أن نعفو عنه ، أما إذا كانت النتيجة أن العفو عنه يزيده سوءًا فينبغي ألا نعفو عنه ابتغاء وجه الله ، كي نردعه من هذا العمل .

الدكتور بلال نور الدين :
ويعود ذلك للانتقام لله ، هنا ليس الانتقام شخصياً .

الفرق بين مقام الألوهية ومقام النبوة :
الدكتور محمد راتب النابلسي :
المؤمن عنده حرية حركة ، وعنده هامش ، هذا الهامش لصالحه ، الله عز وجل خالق الأكوان ترك للنبي هامشاً ، هذا الهامش ليكون هناك فرق بين مقام الألوهية ومقام النبوة ، قال له :

عَبَسَ وَتَوَلَّى (1)
[ سورة عبس]

عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ (43)
[ سورة التوبة]

هذا الهامش ليؤكد بشريته ، أما الوحي المطلق فيؤكد أن الله عز وجل كماله مطلق .

الدكتور بلال نور الدين :
سيدي ؛ (( مَا ضَرَبَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم شيئاً قط بيده ، ولا امرأة ولا خادما ، إِلا أن يجاهد في سبيل الله ))
هناك أخلاق الدعوة ، وأخلاق الجهاد ، هذا الخلط بينهما ؟

الفرق بين أخلاق السلم وأخلاق الحرب :
الدكتور محمد راتب النابلسي :
أخلاق السلم والحرب .

الدكتور بلال نور الدين :
يخلط البعض سيدي ، يحل أخلاق الحرب محل السلم .

الدكتور محمد راتب النابلسي :
لا ، خطأ كبير ، الجهاد يقتضي القوة ، القوة والانتصار ، أما الحياة السلمية فتقتضي المودة ، والرحمة ، والعفو ، والإصلاح ، فحينما نأخذ قيم الجهاد إلى حياتنا السلمية نقع في خطأ كبير ، وحينما نأخذ المسالمة لعدو خارجي نقع في خطأ أكبر .

الدكتور بلال نور الدين :
وأخلاق الدعوة سيدي .

ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125)
[ سورة النحل]


أخلاق الدعوة لا تكون إلا بالحكمة والموعظة الحسنة :
الدكتور محمد راتب النابلسي :
(بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ) أما الآية : ( وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) المجادلة الإنسان ربط شخصيته بأفكاره ، فأنت إذا أردت أن تنتصر عليه فقط الانتصار ، ليس المقصود المجادلة ، أن تنتصر للحق ، لا بد من أن تكون ليناً معهم ، والدليل :

قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (24)
[ سورة النحل]

حوار كامل ( وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ ) .

قُلْ لَا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ (25)
[ سورة النحل]

هل هناك أوضح من هذا ؟ فأنت الهدف ليس الانتصار ، الهدف نقل الحق للآخر ، فإذا كان يقتضي ذلك أن تتساوى معه انطلاقاً من تطمينه أنني لست مع أفكاري ، أنا مع الحق، وأنا لا أريد أن أخدش مشاعرك ، أريد أن أوصل الحق لك .

الدكتور بلال نور الدين :
إذاً سيدي حتى تتوضح الفكرة ؛ أخلاق السلم والدعوة : (بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) والشدة شيء آخر :

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (73)
[ سورة التوبة]

هذه في المعركة أثناء المعركة ، وليست في أثناء السلم كما يفعل البعض ويخلطون بين الأمرين ، جزاكم الله خيراً .
سيدي أيضاً من عفوه وصفحه ، يعلمون أن أبا سفيان ناصب النبي صلى الله عليه وسلم العداء ببداية الدعوة ، وحتى فتح مكة ، أي استمر في عدائه ، وجيش جيوشاً ضده ، ومع ذلك لما دخل مكة صلى الله عليه وسلم يقول :

{ عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كنا بسرف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أبا سفيان قريب منكم فاحذروه . فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أسلم يا أبا سفيان تسلم ، قال : يا رسول الله قومي قومي ، قال : قومك من أغلق بابه فهو آمن ، قال : اجعل لي شيئاً ؟ قال : من دخل دار أبي سفيان فهو آمن }

[أخرجه الطبراني]

ما هذه ؟

إعطاء كل إنسان مكانته :
الدكتور محمد راتب النابلسي :
رفع مكانته ، الحقيقة :

{ عن عائشة رضي الله عنها مرَّ بها سائل فأعطته كِسْرَة ، ومَرَّ بها آخرُ عليه ثياب، وله هَيْئَة ، فأقعدتْه فأكل ، فقيل لها في ذلك ، فقالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أَنزِلوا الناسَ منازلهم }

[أَخرجه أبو داود ]

هذا زعيم مكة ، أنا حينما أعطيه شيئاً من مكانته أنا أسترضيه بطريقة ذكية جداً ، هذه نقطة مهمة جداً بالدعوة ، أي أعطِ كل إنسان مكانته .
ملك الروم عظيم ؟

{ عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كتب إِلى هرقل : من محمد رسول الله ، إِلى هِرَقْلَ عظيم الروم : سلام على من اتبع الهدى . وفي أُخرى: أن أبا سفيان أخبره ، قال : فدخلنا على هرقل ، فأجلسنا بين يديه ، ثم دعا بكتاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فإِذا فيه : بسم الله الرحمن الرحيم ، مِن محمد رسول الله إِلى هرقل عظيم الروم ؛ سلام على من اتَّبَع الهدى . أما بعد }

[أخرجه البخاري وأبو داود]

ليس عظيماً قطعاً ، لكن هكذا الأصول ، أن تخاطبه بمكانه ، برتبته ، بما يسميه من حوله ، تأسر قلبه بهذه الطريقة ، طريق ذكية جداً ، وأخلاقية .

الدكتور بلال نور الدين :
مع أنه سيدي كان في مكة ، من دخل المسجد فهو آمن ، من دخل داره فهو آمن ، النبي صلى الله عليه وسلم نشر الأمن في مكة ومع ذلك يضع له هذه المزية :
(( من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ))
ملك قلبه بذلك .
ولما دخل مكة فاتحاً ، ومئات السيوف تنتظر أمراً منه لتنقض على رقاب من ناصبوه العداء سنوات ، ونكلوا بأصحابه ، فكيف كان موقفه ؟

التخلق بأخلاق الله :
الدكتور محمد راتب النابلسي :
وكان بإمكانه كشأن الأقوياء أن ينهي حياتهم جميعاً ، ما تظنون أني فاعل بكم ؟ قالوا: أخ كريم ، وابن أخٍ كريم ، قال : فاذهبوا فأنتم الطلقاء .
هذا الكمال ، هذا الذي يرضي الله عز وجل أن نتخلق بأخلاق الله ، في بعض الآثار : تخلقوا بأخلاق الله .

الدكتور بلال نور الدين :
الله هو العفو :

وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (109)
[ سورة البقرة]

وفي رواية سيدي : قال : لا أقول لكم كما قال يوسف لأخوته :

قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (92)
[ سورة يوسف]


العفو والصفح سمة من سمات الأنبياء :
الدكتور محمد راتب النابلسي :
يوجد ملمح بالقصة مذهل ، ما ذكر قضية البئر ، البئر فيه موت نهائي ، ذكرهم بشيء لا يؤخذون عليه كما ينبغي .

الدكتور بلال نور الدين :

وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (100)
[ سورة يوسف]

ما ذكرهم بجريمتهم : ( وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي) .

الدكتور محمد راتب النابلسي :
أيضاً عزاه إلى الشيطان ، كل حرف بالقرآن له حكمة ، كل حرف له ملمح ، له استنباط ، له منهج ، كلام الله ، فضل كلام الله على كلام خلقه كفضل الله على خلقه .

الدكتور بلال نور الدين :
سيدي ؛ هذه السمة ، العفو ، والصفح ، والتجاوز عن الآخرين ، الإنسان أحياناً بطبعه يميل إلى الانتقام ، كيف يضبط نفسه ؟

كيفية ضبط النفس :
الدكتور محمد راتب النابلسي :
أنا أعتقد لا يوجد عطاء من الله يفوق أن تؤتى الحكمة ، الحكمة أكبر عطاء إلهي ، كما قلت قبل حين : بالحكمة تجعل العدو صديقاً ، بالحكمة تجعل الزوجة الأقل مما ينبغي كما ينبغي ، بالحكمة تجعل المال القليل فيه بركة ، وبلا حكمة تتلف المال الكثير فالحكمة أكبر عطاء إلهي ، ما قال الله : ومن يكن حكيماً ، وما قال : ومن يأخذ الحكمة ، الحكمة لا تؤخذ ، ولكنها تؤتى .

يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (269)
[ سورة الطلاق]


الدكتور بلال نور الدين :
( فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً ) في العفو والصفح .
أيضاً سيدي لو بقينا في دائرة عفوه وصفحه صلى الله عليه وسلم الانتقام لله ، للدين ، كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا الأمر فيه علاقة بدين الله عز وجل ينتصر لدينه .

انتصار النبي صلى الله عليه وسلم لدينه :
الدكتور محمد راتب النابلسي :
هذا وسام شرف ، أن تنتصر لنفسك ، ما عرف قدرك ، ولم يقف لك مثلاً ، أو أعطاك ملاحظة هو محق بها أمام الناس ، انزعجت ، هذا انتقم لنفسه ، أما حينما ينتصر الإنسان لله فهذا شيء طبيعي جداً ، يقبل ، وهذا وسام شرف ، هناك أعمال معلقة بالجهة أي مع جهة معينة وسام شرف ، خضع لوالدته ، هو أقوى منها بكثير ، لكن لأن الوالدة لها مكانة كبيرة جداً .
لذلك عندنا شيء اسمه : حرف عطف ، له معنى آخر ، المعنى النحوي : حرف عطف ، البلاغي تماثل ، قال :

وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً (23)
[ سورة الإسراء]

هنا بلاغياً تماثل ، رفع بر الوالدين إلى مستوى عبادته .

الدكتور بلال نور الدين :
إذاً الإنسان سيدي قد يكون قادراً على الانتقام ، قادراً على الفعل ، لكنه يرقى إلى الله حينما يعارض طبعه ، ويستجيب لأمر الله .

الدكتور محمد راتب النابلسي :
والعفو عند المقدرة ، إن لم تكن قادراً عليه لا قيمة لعفوك عنه .

خاتمة وتوديع :
الدكتور بلال نور الدين :
جميل جداً ! لأنه لا يستطيع أن يصفح ، لكنه يقدر أن ينتقم ، وكما مرّ معنا في الطائف يوم مكنه الله تعالى منهم ، قال : الله اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون .
بارك الله بكم سيدي ، شكراً لكم .
أخوتي الأكارم ؛ لم يبقَ لي في نهاية هذا اللقاء إلى أن أشكر لشيخنا ما تفضل به ، كما أشكر لكم حسن المتابعة ، أرجو الله تعالى أن تكونوا دائماً بخير ، وعافية وصحة ، وفضل، أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته