• الحلقة السادسة
  • 2018-06-07
  • عمان

الدين الخالص


لله الدين الخالص :
لله الدين الخالص
السلام عليكم؛ قال تعالى:

قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ
[ سورة الزمر:11 ]

أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ
[ سورة الزمر:3 ]

عندما لا يكون الدين خالصاً لله يكون النفاق
عندما لا يكون ديننا خالصاً لوجه الله تعالى كما ينبغي عندها يحتاج ديننا إلى إصلاح. كان ابن هبيرة والياً على العراقين -الكوفة والبصرة- في زمن الخليفة يزيد بن معاوية، و قد جاءه أمرٌ من الخليفة إن أمضاه ونفذه فقد أغضب الله تعالى، وإن لم ينفذه أغضب يزيد الذي أمره بهذا الأمر، فجمع ابن هبيرة عالمين جليلين هما الحسن البصري والشعبي و استفتاهما في الأمر، فقال له الشعبي كلاماً فيه ملاطفة و ملاينة و مسايرة، لكن الحسن البصري قال له كلاماً آخر، قال له: يا بن هبيرة خف الله في يزيد ولا تخف يزيد في الله، فإن الله يمنعك من يزيد ولكن يزيد لا يمنعك من الله، يا بن هبيرة إنه يوشك أن ينزل فيك ملكان غليظان شديدان فينقلانك من سعة قصرك إلى ضيق قبرك، و هناك لن تجد معك يزيد، وإنما ستجد عملك الذي خالفت فيه رب يزيد، عندها بكى ابن هبيرة، و أدنى مجلس الحسن البصري، و تكلم معه كلاماً جميلاً و لطيفاً و هادئاً، و ترك الشعبي، خرج الشعبي والحسن البصري إلى الناس فاجتمعوا لهما وسألوهما عما كان، فقال الشعبي: والله ما قال الحسن البصري لابن هبيرة كلاماً أجهله، كل الذي قاله أعرفه، و بإمكاني أن أتكلم به، و لكنني أردت فيما قلته وجه ابن هبيرة، و أراد الحسن فيما قاله وجه الله، فأقصاني الله تعالى من ابن هبيرة- أبعدني عنه - وأدنى منه الحسن البصري.
يا أيها الناس من استطاع منكم أن يؤْثر الله تعالى في كل مقام فليفعل. الدين أيها الأخوة لا يكون إلا خالصاً لله تعالى، و متى شابته شائبة من شوائب الأرض، و إرادةٌ من إرادات النفس، عندها تكون مصائب لا تعد ولا تحصى.
حينما يكون الدين خالصاً لله تعالى يحسن التوجه إلى الله، و حينما يكون الدين غير خالصٍ لله يكون النفاق، فيقول الإنسان شيئاً و يفعل شيئاً، أو يقول شيئاً و يعتقد شيئاً آخر، عندها يكون الشرك الأصغر، وهو الرياء، فيزين من صلاته عندما يرى من نظرات الناس له، عندها يكون التضعضع أمام الأغنياء والأقوياء لينال شيئاً من عرض الدنيا، وهو بذلك يخسر خسارة فادحة، ﴿أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ﴾، و إن لم يكن الدين خالصاً لله فإننا ندعو فنقول: اللهم أصلح لنا ديننا.
إلى الملتقى أستودعكم الله.
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته