التوحيد
الدين لله
النهي عن تسخير الدين لخدمة المصالح أو الأهواء أو الأشخاص :
مقاييس الدين سماوية
جاء بعض الأنصار من قوم بني أبيرق إلى النبي صلى الله عليه و سلم و قالوا: إن صاحبنا طعمة بريء وإن سارق الدرع يهوديٌ هو زيد بن السمين، فاعذر صاحبنا، و جادل عنه، فإنه إن لم يعصمه الله بك هلك، كان هناك أكثر من سبب لتثبيت التهمة على اليهودي، و تبرئة الأنصاري، أولاً: المتهم من اليهود، ليس مسلماً، ثانياً: التهمة في رجلٍ من الأنصار، ثالثاً: ليس من المعقول أن نعطي اليهود سهماً جديداً ليحاربوا به الإسلام، رابعاً: اليهود كانوا ينشرون الإشاعات، يبثون الإشاعات، يؤلبون المشركين على المسلمين، يشككون بالوحي، و يشجعون المنافقين، فمن الحكمة فيما يظهر أن نتهم اليهودي و نبرئ الأنصاري، هذا لو كانت المقاييس أرضيةً، لكن مقاييس الدين سماوية، فلا ينبغي تبرئة إنسان متهم مهما يكن، كما أنه لا ينبغي اتهام إنسانٍ بريءٍ مهما يكن من انتمائه، هذا هو شرع الله عز و جل و المقاييس السماوية، جاءت الآيات الكريمة لتبرئ اليهودي، و لتدين من تآمروا على اتهامه لتبرئة الأنصاري. أمعنوا الآن النظر في هذه الآيات، قال تعالى: |
إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا * وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا * وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا * يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا * هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا[ سورة النساء :105-109 ]
الدين لا يسخر لخدمة المصالح
إلى الملتقى أستودعكم الله. و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته |