لماذا تستخدم كلمة الطلاق دائماً ؟
لماذا تستخدم كلمة الطلاق دائماً ؟
الدكتور محمد:
يا أهلاً بشيخنا الحبيب. |
الدكتور بلال نور الدين:
أهلاً بكم دكتور محمد يا مرحباً. |
الدكتور محمد:
شيخ بلال نحن نقول عنك خليفة الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي، وأنت أحد أبناؤه. |
الدكتور بلال نور الدين:
يا رب الله يجعلنا على نهجه، فعلاً الشيخ والد. |
الدكتور محمد:
فرحانين معك بممكن سؤال، وخصَّصناه هذه السنة عن الأزواج. |
سبحان الله بعض الزوجات تقول: أنا أُحب زوجي وهو يُحبني، لكن عنده استخدام خاطئ لكلمة الطلاق، يعني على كل صغيرةٍ وكبيرة يُهدِّد بهذا، ماذا يقول له الدكتور بلال؟ |
ما هي قوامة الرجل على المرأة؟
الدكتور بلال نور الدين:
بارك الله بكم، الحقيقة أنَّ الله تعالى جعل القوامة للرجُل. |
الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا(34)(سورة النساء)
وهذه القوامة من مقتضياتها أنَّ الطلاق بيد الرجُل، ولا أُبالغ إذا قلت إنَّ استخدامه بالشكل الخاطئ، الذي لم يُشرع من أجله الطلاق يقدح في هذه القِوامة، بل لا أُبالغ إذا همست أنه قد يقدح أحياناً في تكراره في رجولته، لأنه ينظر في مسألةٍ ما، فيرى أنه لن يستطيع أن يمنع زوجته مثلاً من الذهاب إلى مكانٍ، أو عدم الذهاب إلى مكانٍ إلا بالطلاق، إن ذهبتِ فأنتِ طالق، إن فعلتِ كذا فأنتِ طالق، إن لم تفعلي فأنتِ طالق، إن نظرتِ في الهاتف فأنتِ طالق، إذاً أنتَ أيُّها الرجُل اسمح لي أن أقول لك: يعني ألا تستطيع أن تتحكم في بيتك إلا بهذه الطريقة، أو بهذه الكلمة؟! ثم المُفاجئ أنَّ الزوجة أحياناً يوسوس لها الشيطان فيصبح همُّها أن تفعل ما نُهيَت عنه بالطلاق، ثم يهرع الطرفان إلى الإفتاء والشيوخ، لعلهم يجدون لهم مخرجاً، إذاً أنتَ لا تريد الطلاق فلماذا تُهدِّد به؟! |
الدكتور محمد:
ماذا تقول له شيخ بلال؟ |
شَرَع الله الطلاق صيانةً لعقد الزواج العظيم:
الدكتور بلال نور الدين:
أنا أقول لهذا الزوج الطلاق قرار، والله تعالى قال: |
وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ(227)(سورة الطلاق)
فجعله الله صيانةً للزواج، شَرَع الطلاق صيانةً لهذا العقد العظيم، فجعل له مراحلٌ يمر بها، طلقة أولى، وعدة، ومراجعة في العدة، وعقد جديد بعد العدة، والثانية والثالثة حتى يتم القرار بشكلٍ نهائي. |
الدكتور محمد:
واستخدامه في كل صغيرةٍ وكبيرة؟ |
الدكتور بلال نور الدين:
أمّا استخدامه في كل صغيرةٍ وكبيرة فهذا ليس من الدين، أنا أقول دائماً: أنتَ أولاً إن قصدت اليمين فأنتَ تحلف بغير الله، لأنك وجدت أنَّ الطلاق أعظم عندك، يعني حاشا لله من أن تحلف بالله، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: |
{ أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَالَ: مَن كانَ حَالِفًا، فَلْيَحْلِفْ باللَّهِ أوْ لِيَصْمُتْ. }
(أخرجه البخاري ومسلم)
{ من حَلَف بغَيرِ اللهِ فقد أشرَكَ }
(أخرجه الترمذي وأحمد وأبو داوود)
والعياذ بالله، يعني الشرك الأصغر، لأنه وجد هذا الشيء عظيماً إلى درجة أن يحلف به فيمنع زوجته من شيءٍ، فمهما غضبت، ومهما حصل، ونحن لا ندعوك إلى الغضب، ولا نريدك أن تغضب في بيتك، لكن لو حصل أمرٌ مُعيِّن لا تفعل ذلك، فأنتَ أولاً أثمت لأنك حلفت بغير الله، ثم بعد ذلك إن أفتاك المفتون بأنَّ هناك طريقةً للتحلُّل، فيبقى في داخلك شيءٌ بأنني ربما أعيش مع زوجتي بالحرام، وهذا شعورٌ مزعجٌ جداً، وإن لم يفتوك فتنزعج منهم، وماذا أفعل؟ وماذا أصنع؟ إلى غير ذلك. |
الطلاق قرار وعزم فلا تجعله سلاحاً ووسيلة للتهديد:
فدائماً الطلاق عزم، والطلاق قرار، فلا تلجأ إليه إلا ضمن الضوابط الشرعية، وفي الحدود الشرعية، ولا تجعله وسيلةً للتهديد ولا سلاحاً، فهو ليس سلاح، هو قرارٌ وهو جزءٌ من قوامتك، فاستخدمه وفق ما يريد الله تعالى. |
الدكتور محمد:
ولعلَّ الله سبحانه وتعالى مكّنك من هذه الكلمة، لتكون أكثر صبراً من رفيقة دربك. |
الدكتور بلال نور الدين:
أحسنت بارك الله بكم، كنت أُريد أن أقول ذلك وسبقتني به، لأنَّ الرجُل أقدر على التحكُّم بعواطفه، جعل الله الطلاق بيده، لأنه أقدر على الحفاظ على بيته، لأنه يُدرك ما معنى هذه الكلمة، وما مآلاتها وما خطورتها فجعلها الله تعالى بيده، فأن تترك هذه المنزلة التكليفية والتشريفية التي أعطاك الله إياها، وتجعل ديدنك أن يعلو صوتك في البيت، وتهدِّد بالطلاق كل حينٍ وكل فترة، فهذا ليس من الرجولة. |
الدكتور محمد:
وَكُن رَجُلاً عَلى الأَهوالِ جَلداً وَشيمَتُكَ السَماحَةُ وَالوَفاءُ{ الإمام الشافعي }
شكراً لك. |
الدكتور بلال نور الدين:
حيّاك الله وبارك الله بكم. |