ما هي أحب الأعمال إلى الله؟

  • 2025-12-19
  • سورية - دمشق
  • مسجد عبد الغني النابلسي

ما هي أحب الأعمال إلى الله؟

والله يا كرام هذا السؤال سُئله النبي صلى الله عليه وسلم كثيراً، وكان يُجيب في كل مرة جواباً، يمكن عشرون حديثاً، دُلَّني على عملٍ، أي العمل أحب؟ كل واحدٍ يُجيبه جواباً، وهذا من دلائل فقه النبي صلى الله عليه وسلم وفهمه العميق لأمور الناس الذين حوله، وهو كذلك صلى الله عليه وسلم، فعندما يأتيه الغني ربما يكون أفضل عملٍ له أن يُنفق المال، وإذا ما أتاه شخصٌ فقير يقول له:

{ أَحَبُّ الناسِ إلى اللهِ أنفعُهم للناسِ، وأَحَبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سرورٌ تُدخِلُه على مسلمٍ، تَكشِفُ عنه كُربةً، أو تقضِي عنه دَيْنًا، أو تَطرُدُ عنه جوعًا، ولأَنْ أمشيَ مع أخٍ في حاجةٍ؛ أَحَبُّ إليَّ من أن أعتكِفَ في هذا المسجدِ -يعني: مسجدَ المدينةِ- شهرًا، ومن كظم غيظَه ولو شاء أن يُمضِيَه أمضاه؛ ملأ اللهُ قلبَه يومَ القيامةِ رِضًا، ومن مشى مع أخيه في حاجةٍ حتى يَقضِيَها له؛ ثبَّتَ اللهُ قدمَيه يومَ تزولُ الأقدامُ }

(أخرجه الطبراني)

وإذا جاءه ابنٌ يقول له برُّك بوالديك، فكان يُجيب بحسب حال السائل، لكن الحديث المشهور أُجيب به عن هذا السؤال:

{ سَأَلْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ العَمَلِ أحَبُّ إلى اللَّهِ؟ قالَ: الصَّلَاةُ علَى وقْتِهَا قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: برُّ الوَالِدَيْنِ قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: الجِهَادُ في سَبيلِ اللَّهِ قالَ: حدَّثَني بهِنَّ، ولَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي. }

(صحيح البخاري)

هذا من أشهَر الأحاديث لأحبّ الأعمال، وهو أن يُصلّي الإنسان الصلاة على وقتها، وأن لا يؤخِّرها فيُخرجها عن وقتها إلى وقت الكراهة أحياناً، يعني المغرب يُصلّيه قبل أذان العشاء، لكن يُمضي وقتاً طويلاً خلف الشاشة، ثم يقوم قبل أذان العشاء بخمس دقائق، أخرج الصلاة إلى وقت الكراهة، فلم يُصلِّها على وقتها، الالتزام بوقتها في المسجد أَولى وأَولى، ثم برُّ الوالدين، ثم الجهاد في سبيل الله بأنواعه، يعني بدءاً من جهاد النفس والهوى، ثم جهاد البناء، ثم الجهاد الدعوي في تعلُّم القرآن وتعليمه، ثم ذروة سنامه نسأل الله أن يُهيّئه لنا في جهادٍ يُعيد لهذه الأُمة مجدها.